هالة منير بدير تكتب: حَيَّ على الميدان

ملخص للأيام العجاف الأخيرة الذي وصف الإحساس بها أحد المتابعين كأننا في " عزاء "  : 
1-   بالرغم إني "وَلْوِلْت " وقلبتها مناحة من أول ما بَدَأت نتائج فرز الصناديق تِهِل علينا ، وقعدت " أطأطأ " طول الليل بمتابعة الأرقام الفضائية للسيد الشفيق وللسيد مرسي وعرفت من أول صندوقين ولَّا لجنتين إن الإعادة بين الاتنين دول..
2-   وبعد لما طاوعني لساني وإيدي وعصرت على نفسي لَمونة وسدِّيت مناخيري و" نَطِّيت " في فكرة ضرورة إعطاء الصوت لمرسي وكتبت عن ذلك مقالي الأخير وإن الطماع أهون من القاتل وإن العو اللي نعرفه أحسن من العو اللي ما نعرفوش وإن اللي سابنا نتقتل مش زي اللي قتلنا وجو ( أنا قتلت واتقتلت ) وحواديت ألف ليلة وليلة دي ..
3-   وبعد لما شفت كتير من الكتاب والسياسيين والنشطاء مش شايفيين حل غير التصويت لمرسي في الإعادة علشان ما ننولهاش لشفيق ولكن بوعود وآمال وطلبات وشيكات ووصولات أمانة على الإخوان ..
4-   وبعد لما لجنة الانتخابات عملتلنا مفاجأة عيد ميلاد الشعب العبيط يوم الاثنين بدل من يوم الثلاثاء والهدية أكيدة ومعلومة مسبقاً رفض كل الطعون وبقاء أحمد شفيق لخوض معركة الإعادة بعدما كان قد بدء معظمنا يبني أبراج الأحلام على رمال الواقع المتحركة في دخول حمدين مع مرسي ..
5-   والأفاضل اللي بيقولوا دا رأي الشعب وديموقراطية الصناديق هاقولهم إحنا اللي صناديق إن إحنا كل مرة " فاقسين " اللعبة من أولها وفاهمين السيناريوهات اللي ضد مصلحتنا ومصلحة الثورة لكن ما تعرفش إيه اللي بيسكتنا لآخر لحظة لغاية ما ناخد " البوكس " المظبوط يوقعلنا صف أسناننا وبعدين نبدأ نعترض ونتظاهر فعلياً على الأرض ..
6-   ياريت تلغي من عندك مبدأ ( أهو نُص العمى ولا العمى كله ) ،ومبدأ ( أهو أي حاجة والسلام ) ومبدأ ( أحسن الوِحش )  لأن فيه حاجة اسمها شرعية الميدان وإن الميدان والشارع هو اللي احتوى ثورتنا وهو اللي نجحها وهو اللي سجن مبارك وأعوانه وهو اللي شرب دم وعرق المصريين اللي مُتهمين إنهم مخربين ومش عايزين الاستقرار ..
7-   يا ناس هي باينة ومن زمان السيد أحمد شفيق هو رئيس الجمهورية .. رئيس الجمهورية .. بالذوق بالعافية الرئيس .. رضينا أو بالجزمة على دماغنا الرئيس .. نزل نشطاء في مظاهرات ما نزلوش هو الرئيس .. الإخوان وزعوا سكر وزيت ولا ما وزعوش هو الرئيس .. باينة من زمان بس كنت باضحك على نفسي علشان مش عايزة يجيلي إحباط .. لكن ما دام شفيق جاء فعلاً ( فأهلاً به وسهلاً ) هو ده اللي كنت باتمناه من زمان لأن ده هو اللي هيصحي الناس كلها تاني وهو ده اللي هيقوِّم الثورة اللي بتحتضر دي بقى لها سنة نص على رجليها من تاني وكل الفصايل هتتجمع زي أيام الثورة في يناير إيد واحدة وكل الفلول اللي بدأوا يظهروا على السطح تاني بحماية شفيق لهم هيرجعوا جحورهم.. أما الشعب الفلول اللي عايز ينتخب شفيق لأنه أرحم من مرسي أو لأنه في الأصل وَحَشُه عيشة مبارك وحابب يجرب الذل الجديد على إيدين شفيق فاحذرك " التزم الصمت " لأن  زي ما أنتم قرفتوا من عدم الاستقرار سنة ونص إحنا قرفنا منكم ومن كل اللي بينادي بالاستقرار على كل الزبالة اللي لسه عايشين في وسطها وأنتوا مغمضين عينيكم عنها .. كل اللي بيقول شفيق آه علشان مرسي لأ ، طول عمره ما اعترض على حاجة علشان يجي دلوقت ويعترض على كلامنا وتصرفاتنا ، علشان كده إنذار " خليك ساكت أحسنلك " وابلع الكلام الماسخ اللي هاتقوله وسيب الشعب هو اللي هيحدد مصيره .. الشعب الواعي مش شعب السيريلاك .. ابقوا خليكوا إنتوا في السيريلاك ، وإحنا نشيل عنكم الغاز والخرطوش والدم وبعدين ابقوا قولوا علينا خونة وعملاء ومأجورين وانتوا قاعدين على الكنبة براحتكم ..

وهذا ما جاء في غذاء خطاب شفيق في الغرفة التجارية الأمريكية ونقلته صحيفة نييورك تايمز أنه لا زال معجباً بمبارك وأنه القدوة ويتوعد باستخدام الوحشية والإعدامات لاستعادة النظام في غضون شهور من توليه المنصب .. ( واخدين بالكم زي وحشية العباسية كده )  ..

- وأنه سيستعين بالنخبة العلمانية لقلقه من انتصارات الإسلاميين في الانتخابات مستخدماً ثقافة عدم الثقة وعدم التسامح معهم بالإضافة لسخريته من البرلمان لإيوائه مليشيات خفية سيقومون باستخدامها في حرب أهلية قادمة وأن الإسلاميين يريدون تحويل مصر إلى لبنان ( أسلوب الترهيب .. أجيبلك عو الإخوان ولَّا تاكل السيريلاك بتاعي ) وقال أن هناك أمل لأن شعب مصر شعب " مطيع " .. - وقال إنه سيدعو الجيش للقيام بدور سياسي مستمر بصفته ( الوصي على الشرعية الدستورية ) والاستمرار في الأنشطة العسكرية والاقتصادية التي لها أهمية استراتيجية ..

- وأوضحت الجريدة أنه يؤيد استمرار مصر كما كانت منذ 30 سنة ولا مانع من استخدام ( قانون الطوارئ )والسماح باحتجاز أشخاص بعيداً عن نطاق القضاء في حالات الطوارئ وأن هذه التدابير يمكنه استخدامها تبعاً لبرنامجه الانتخابي وأنها لازالت تحت المراجعة البرلمانية ..

- وتعهد بوجود دور للمرأة المسيحية ، وامتنع أن يستبعد عمر سليمان من أن يكون له دور وأن يستفاد من خبراته ( طبعاً ما أنا كنت رئيس الوزراء بتاع المخلوع لما أجي رئيس ها ستكتر على نائب المخلوع يكون إيدي اليمين مثلاً .. " ياخي دا إيه دا ) ..

- سخر شفيق من الناشطين الذين تعهدوا بالنزول الى الشوارع للقيام بـ "ثورة ثانية " إذا أصبح هو أو السيد عمر سليمان رئيساً للدولة وقال "ليس لدينا آباء او أمهات يسمحون لأبنائهم أن يتسببوا فى أن تكون البلاد مشتعلة او يتركون أبنائهم ينزلون إلى الشوارع بالأسلحة.
وأعلن بسبب (كل الشواهد الدائرة من حولي وكل آراء السيد شفيق التي تتغير بتغيير ميكرفون المحطة التي يتحدث لها ) أني على يقين من إعلان شفيق في إعادة الانتخابات رئيساً لجمهورية مصر العربية وآخر مقالات لي تشهد بذلك الإحساس الجارف فإني أقولها جملة واحدة : ( حَيَّ على الميدان )

 

المقال على مدونة هالة منير بدير

تعليقات القراء