وائل غنيم: متى يمكن أن نرى اعتذارا من حزب الحرية والعدالة على خطأ سياسي جسيم؟
علق الناشط السياسي وائل غنيم على الاشتباكات التي حدثت في مليونية كشف الحساب يوم الجمعة الماضي
وكتب غنيم على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:
متى يمكن أن نرى اعتذارا من حزب الحرية والعدالة على خطأ سياسي جسيم لم يكن من اللائق الوقوع فيه؟ صحيح أن الاشتباكات التي حدثت بالأمس أخطأ فيها الطرفان بمبادرات فردية ممن انساقوا لهذه المعارك التي استمرت محدثة العشرات من المصابين بعضهم في حالة خطرة بالعناية المركزة ونسأل الله لهم جميعا الشفاء .. إلا أنه من الواجب أن نذكر أن السبب الرئيسي لوقوع هذه الاشتباكات كان الخطأ السياسي الكبير الذي ارتكبه مسؤولو الحرية والعدالة في تحديدهم لمظاهرات بها جموع مؤيدة للرئيس في نفس زمان ومكان مظاهرات أخرى حددت منذ أكثر من أسبوع بها جموع معارضة له تدعو لمحاسبته على وعود المائة يوم والمطالبة بدستور لكل المصريين .. الرئيس ينتمي لحزب الحرية والعدالة ولا زال أحد أعضائه .. وبالتالي فالحزب يمثل عند الكثير من المصريين الحزب الحاكم .. وقرار الحزب السياسي حتى وإن حسنت النوايا قُرأ أنه محاولة لإجهاض المظاهرة المعارضة للرئيس .. كما أنه تسبب في نقل صورة سلبية لمن يريد معارضة الرئيس .. حتى أن الكثير من الصفحات المعارضة للثورة والتي أرادت السخرية من منطق الثوار الذين انتخبوا د. مرسي أخذوا يذكرون (بسخرية) من انتخب مرسي بالعبارة الشهيرة التي ترددت كثيرا أثناء الحملة الانتخابية له: "سننتخب مرسي عشان هنعرف نعارضه" للأسف الاشتباكات كانت قادمة لا محالة وقد اتصلت بأحد شباب الإخوان ليلة الخميس لأعبر له عن تخوفي من أن نرى مشاهد مؤسفة بين المصريين بعضهم البعض ولكنه وللأسف لم يكن يتوقع المشهد الأليم الذي رأيناه .. إن إصلاح الوضع الآن يقتضي أن: ١) يعتذر حزب الحرية والعدالة (خاصة وأن رئيس الدولة من الحزب) عن الخطأ السياسي الذي أشعل فتيل الأزمة بوضع الأطراف المشحونة بسبب استقطاب الإعلام وصراعات النخب السياسية في صراع مع بعضها البعض في الشارع .. ٢) أن يكون هناك بيانا مشتركا لكافة القوى السياسية يكون بمثابة ميثاق للشرف يرفض كافة أنواع التشويه والتراشق وتبادل الغلط والزلط! الذي حدث بالأمس بمبادرات فردية من القوى المتصارعة في الميدان .. نعم للاختلاف والتنافس ولا للانسياق وراء عصبيات حزبية تستبيح حرمة الدماء والأعراض ..