طبيب مصري بالسعودية: قالوا لي "إنتوا ملكمش كرامة ده إبن رئيسك شغال عندنا".. أتمنى أن أرد "رئيسي أعاد لي كرامتي"!
استغاثة من طبيب مصري مغترب إلى رئيس الجمهورية .. فهل من مجيب؟!
سيدي الرئيس أين ضمير الأب
نعم أقول سيدي الرئيس ربما هذه المرة الأولى التي أخاطبك فيها و هي المرة الأولى أيضا التي ألقبك فيها بـ "سيدي" وأتمنى ألا تكون الأخيرة.
أخاطبك اليوم باسمي واسم كل من هم على شاكلتي من شباب الأطباء.
لن أحدثك عن طلب زيادة نسبة وزارة الصحة من الموازنة العامة إلى 15% فهذا التزام لمصر أمام دول العالم و إن لم يحدث سيتم احراجك عالميا أمام من هم أقل منا في دول العالم و يعطون الصحة الأولوية الأولى في الموازنة. ولن أتكلم أيضا عن وجوب حماية و تأمين المستشفيات بنقاط خاصة بالأمن لكل مستشفى فقد سبقني الكثير في الحديث عن هذه النقطة و هناك كثير من الأمثلة عن حالات الاعتداء الصارخة من قبل بلطجية على الأطباء والتمريض أو على المرضى المتواجدين داخل المستشفيات لوجود خلافات بينهم و انهاء حياتهم داخل المستشفيات.
سأحدثك عن حالي و حال زملائي من شباب الأطباء الذين لا يتعدى راتبهم بكل الحوافز والبدلات الممكنة والغير ممكنة حاجز ال 700 جنيه، لن أشرح لك كيف تلك ال 700 جنيه لاتكفي حتى نصف الشهر لابسط متطلبات الحياة من الأكل والشرب فقط، و لن أشرح لك أن تلك ال 700 جنيه لا تكفي لما يتكلفه الطبيب في المواصلات العامة ذاهابا وإيابا، لن أشرح لك كيف تلك ال 700 جنيه لاتكفي شراء طقمين من الملابس الصيفية أو الشتوية كي تكسو جسدنا بما يليق بمكانة الطبيب في المجتمع الذي نعيش فيه، لن أشرح لك كيف تلك ال 700 جنيه لا تكفي الكشف على زوجتي و إبني في مكان محترم عند اخصائي متواضع و عمل التحاليل والإشاعات اللازمة و شراء الدواء المطلوب، ولن أشرح لك كيف أن تلك ال 700 جنيه لا تكفي ل إيجار شقة متواضعة في حي متوسط المستوى الاجتماعي كي أعيش فيها مع عائلتي الصغيرة، فقد سبقني الكثير في الكلام عن أن مرتب الطبيب وحده لا يكفي بأي حال من الأحوال أقل مصاريف معيشة في أقل مستوى اجتماعي ممكن لمكانته كطبيب.
ولكني الآن هنا لأخاطبك بضمير الأب ....... ضمير الأب الذي يشعر بمعاناه أبناءه، أخاطبك أبا للـ الطبيب أحمد محمد مرسي و أسالك يا سيادة الرئيس ..... لماذا سافر أحمد للعمل كطبيب مقيم بإحدى المستشفيات الخاصة بالمملكة العربية السعودية وهو المتزوج حديثا و يعمل هناك منذ أكثر من عامين أي قبل الثورة و هو مستمر بعمله هناك ولا يفكر حتى بالعودة ... هلا سالته سيادتك لماذا لا يفكر بالعودة للعمل في وطنه وسط اهله وعشيرته.. اسأله سيادتك عن حال وزارة الصحة المصرية و عن حال مستشفيات وزارة الصحة وحال المرضى المصريين في المستشفيات والعيادات الحكومية، اساله عن توافر الأدوية في مستشفيات و وحدات وزارة الصحة، اساله عن إحساس الطبيب المصري وهو يعمل في وزارة الصحة و اساله عن أعلى راتب حصل عليه خلال فتره العامان التي عملها هنا قبل سفره إلى المملكة و هل ذلك الراتب يكفي لعيش حياة كريمة له و لزوجته وحفيدك منه.
اسأله سيادتك عن حال الأطباء المصريين و ما دفعه و غيره للعمل في الخارج وترك الوطن خلف ظهورهم، اسأله عن إحساسه وهو يعمل خارج وطنه و يفيد بعلمه أبناء وطن غير وطنه واسأله عن ما يحمله أسلوب البعض من السعوديين خلال التعامل معه من تعالي و تكبر وما يحمله أسلوب كلامهم من إهانه للمصريين بالخارج.
اسأله لماذا ترك وطنه و سافر للعمل بالسعودية و وقتها سيادتكم بضمير الأب أثق تمام الثقة أنك ستقرر فورا إصدار كادر طبي مالي إداري يضمن للطبيب حياة كريمة بما يضمن لي وأنا هنا في مكة المكرمة أعمل في وزاره الصحة السعودية أن ارجع إلى بلدي مرفوع الرأس واترك عملي هنا وأعود إلى مصر و أن أنظر في عين أحد الإداريين السعوديين معي في المركز الذي اعمل به حين قال لي ( انتوا ملكمش كرامة ده إبن رئيسك شغال عندنا ) وأرد وأقول له أن رئيسي أعاد لي كرامتي
طبيب مقيم - طب أسرة
أحمد السيد ابراهيم