أحمد عبد الجواد يكتب: "روليت الثقافة المصرية"
أن يفوز الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة السابق بجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية، وأن يفوز الكاتب محمد سلماوى – رئيس اتحاد الكتاب - بجائزة الدولة التقديرية للآداب، وأن يفوز الشاعر الدكتور حسن طلب بجائزة التفوق فى الآداب.
فهو أمر محير للذهن – خاصة وأنه قد قامت ثورة – فهل بالفعل قامت الثورة فى وزارة الثقافة؟ هل المنجز الثقافى والأدبى والمعرفى للدكتور حسن طلب ولرئيس اتحاد الكتاب ولوزير الثقافة السابق هو ما دفع اللجنة لإعطائهم الجائزة؟
فى رأيى أن هناك أمورًا أخرى هى التى دعت لذلك، ثم كيف سوغت اللجنة المبجلة لنفسها أن تعطى الجائزة لرئيس رئيس اللجنة، وهو وزير الثقافة، هنا ستقولون لى لقد قدم الرجل استقالته، والرد ببساطة هو لماذا استقال دكتور عرب من وزارة تسيير الأعمال فى هذا التوقيت بالذات، هل لأنه كان على علم بنتيجة الجائزة، أم لأنهم أخبروه أنه يجب أن يستقيل ليأخذ ما يشبه مكافأة نهاية الخدمة على شكل جائزة، واحتفالية كبيرة لما قدمه من منجز، فتكون النتيجة أن الجائزة تم الترشيح لها والتصويت عليها وسيادته وزيرًا للثقافة.
هل سنقف هكذا نتفرج على الأسماء المعادة والمكرورة التى يتم إعادة إنتاجها عامًا من بعد عام فيأخذ من يقع عليه الدور فى لعبة "روليت الثقافة المصرية" ليحيى باقى زملائه، ويواسى من لم يأخذ جائزته بأن دوره قد اقترب، أنا لا أجد مبررًا فى إعطاء جوائز الدولة لأشخاص ذوى مناصب عليا فى الثقافة ولهم منتج أدبى ليس بالكبير ولا العبقرى – مع اعتبار أن هناك أشخاصًا آخريين لهم منجز أكبر وأشد تأثيرًا – إلا أن هناك تربيطات "من تحت الترابيزة" ليتم الزج باسم فلان أو علان ليفوز.
سنظل فى هاوية الثقافة وسنظل فى انحدار المؤسسة الثقافية إذا ما غضضنا الطرف عما يحدث فى مؤسستنا، نحن جيل الشباب الذى صنع مؤسسته الخاصة، دون النظر إلى المؤسسة الرسمية ابتداءًا بالجماعات الأدبية التى قامت ضد عفن المؤسسة، ونهاية بالمراكز الثقافية الخاصة التى انتشرت فى ربوع المحروسة وأغلب القائمين عليها من الشباب، ليعلنوها بكل قوة أن الشباب قادر على إيجاد البديل وصنعه، وهو ما سيثبته الفرز التاريخى الأصيل، حين يذكر أن هناك جيلًا كاملًا وقف فى وجه النظام وأسقطه، وأكمل نضاله ضد المؤسسة الثقافية حتى أسقط الأقنعة وأزال الأبراج، وسلمها لمن بعده مصفاة لآخر مثقف.