علاء الدين العبد يكتب: الفرصة الأخيرة للثورة والإخوان والمجلس العسكري

هل أخيراً اِحْتَكَم الأمر ؟؟  حمدين وأبوالفتوح وخالد علي أدركوا الآن وفقط  أن مانادت به جميع قوى الثورة المخلصة بالميدان وما كتبته الأقلام الحرة الشريفة  وما قام به حزب الوسط وبعض الحركات والشخصيات الوطنية ، كانوا جميعهم على حق وكانوا أكثر رؤية سياسية وأكثر نظرة واقعية لمستقبل البلد وما تمر به مصر ..

 

لم يعد يفيد الآن أن نتحدث كثيراً عن (ماذا) و ( لو ) جاءت هذه الخطوة مبكراً قبل خوض الانتخابات ، ولكن هناك نقاط لابد أن نتوقف عندها ..و حتى نكون أكثر واقعية وحيادية غذا ما تحدثنا  أوحللنا موقف الإخوان حاليا من المجلس العسكري وإنتخابات الرئاسة ، فلم يُخطيء  الإخوان وحدهم ، فلابد أن نذكر ان هؤلاء المرشحون الثلاثة أيضاً أخطأوا حين قبلوا النزول للإنتخابات الرئاسية في ظل عدم تفعيل لقانون العزل وفي ظل المادة 28 التى تنص على عدم الطعن على نتيجة الإنتخابات ، وفي ظل عدم وجود للدستور .. 

 

دعونا لا  نتحدث عن شخص مرسي ولكن السؤال الذي يجب أن نلفت نظر الإخوان إليه  كيف يظنوا أن مرشحهم سوف يفوز ؟؟ ..

  أنهم  مازالوا واقعين في نفس الخطأ الذي وقع فيه جميع المرشحين حين لم يفطنوا لأسباب نزول شفيق ..

 

  وليختار الإخوان إذا شاءوا أن يستكملوا الإنتخابات  ، ولنختار نحن أيضاً ما وصلنا إليه مع الميدان من تكوين مجلس رئاسي مدني ..

 

 ولكن على الإخوان أن يعلنوا موقفهم بكل صراحة ووضوح إذا ما استمرت الإنتخابات بدون توقف أو تأجيل و خسر مرشحهم أمام شفيق فهل سيقبلوا النتيجة أم سينضموا وقتها للثورة بالميدان  ، وهل سيقبلهم الميدان ؟؟ .. لا أظن !!

 

 

على الإخوان أن يدركوا أن تلك الفرصة هي فرصتهم الوحيدة والأخيرة لكي يثبتوا أن مصالح الثورة والبلد فعلاً أهم من مصالح الجماعة ، وأن إصرارهم على خوض الإنتخابات يعتبر خروجاً على شرعية الثورة والميدان .. 

 

على الإخوان أن يدركوا أن التربص بهم أصبح وشيكا جدا وأنهم أصبحوا الآن مهددين بإقحامهم في مسئولية فتح السجون وإقتحام الأقسام وقد ألمح إلى ذلك النائب الوطني جدا مصطفى بكري الذين صفقوا له عند إتهامه للبرادعي ، وعليهم أن يدركوا من الصديق ومن العدو الحقيقي لهم ..

ليس فقط مصطفى بكري بل صرح بذلك شفيق صراحة مع خيري رمضان أن أصحاب الذقون هم من كانوا فوق السطوح وأنهم هم من قاموا بإطلاق النار ولو فتحنا ناس كتير جدا هتبقى على المشانق .. ماذا تنتظروا..

 

 

وعلى المجلس العسكري أن يدرك فعلاً أن لديه الفرصة الأخيرة أيضاً  لكي يصحح ما كان يجب أن يقوم به  منذ أكثر من عام وليقبل ويدعم وجود مجلس رئاسي مدني ، وعليه أن يستدعى هؤلاء المرشحين ويناقش معهم ذلك وفي أقرب وقت ممكن ، المرشحين فقط وليس جميع الأحزاب ..

 

علي المجلس العسكري  أن يدرك أن تلك الجماهير بالميادين خرجت الآن  بعد محاكمة القرن وأنها سوف تكون أكبر بكثير إذا جاء شفيق ، وأن مصر ليست بحاجة أن تعيد  ثمانية عشر يوماً أخرى ، سوف يكون أمام المجلس العسكري فيها إما القبول وإما عودة الدماء والشهداء بالميدان ..

 

 على المجلس العسكري أن يدرك أيضاً أنه بذلك يحفظ مصر من مرحلة ربما تكون أكثر سوءاً مما مرت به منذ بداية الثورة وينأى بنفسه عن أي اتهامات ، وعليه أن يدرك أن ذلك ليس بالضرورة أن يكون ضعف منه ولكن الضعف الحقيقي هو العناد والعنف الذي لن يؤدي إلا لمزيدٍ من العنف والكراهيه ..

 

أخيراً على حمدين وأبوالفتوح وخالد علي أن يصمدوا ويرابطوا بالميدان ولا يُخَيِّبُوا ظن الثورة والثوار، وعليهم أن يحرصوا على وجود البرادعي .. فهذه هي الفرصة الأخيرة للجميع إذا ما أرادوا جميعهم .. 

 

المقال على مدونة الشرح النفيس في فن التنفيس

تعليقات القراء