هالة منير بدير تكتب: فوتوشوب العباسية .. أحسن .. !!

 

ننظر إلى الصورة بأعين المتفحص يصدقها من أراد التصديق ويكذبها من لا يعي عقله أن تكون جائزة الحدوث في الحقيقة فنتمعن في الألوان والأركان لعلها تكون فوتوشوب ..

-         فوتوشوب أن السيد الفاضل حازم أبو إسماعيل الذي حشد الناس في الاعتصامات لم يتواجد مع الناس أثناء اعتصامهم لنصرته بسبب إقصائه من الانتخابات وتكذيب أن أمه أمريكية ، السيد المبجل الذي اكتفى بقول ( أن من نزل لأجلي فليرجع ) ( بعد إيه ) ياشيخنا الجليل ؟! بعد أن سقط الضحايا والشهداء وأُسِر العديد لأجلك وهبت معظم القوى الثورية لنصرة أولادك والدفاع عنهم في الميدان ، ولم تتواجد أنت على أرض معركة هيَّأت لها وأعددت ثم أصبحت أنت أول من ولَّى الأدبار لتترك رعاياك تحت رحمة البلطجية ؟!

-         فوتوشوب أن نسمع السيد المسئول عن حملة " لازم حازم " يصف مأساة ضرب الغاز والرصاص في العباسية وهذا الدليل الأوحد أن مثل هؤلاء لم ينزل اعتصامات ومظاهرات من قبل ولم يختنق بالغاز ويُضرب بالهراوات كما فُعل بالثائرين من قبل على مدار العام الفائت ..

-         فوتوشوب أن أتابع بأم عيني عبر متابعتي لتعليقات مرتادين الفيسبوك كمية الحقن والتشفي في معتصمين عُزَّل سقطوا قتلى أو مصابين بكلامهم مثل ( أحسن- يستاهلوا – حلال فيهم القتل – الكلاب الخونة ) ليسوا صهاينة يا بني الوطن لتفرحوا في دماء إخوتكم المصريين ..

-         فوتوشوب أن المعتصمين ظلوا في اعتصام سلمي لمدة أربع أيام لم يُلقوا حجراً أو ورقاً في محيط الوزارة ولم يدعُ أحد منهم لاقتحامها ، وظل البلطجية على مدار هذه الأيام يتعرضون لهم بالسيوف والخرطوش فأسقطوا منهم الشهداء ولم يتدخل الجيش الباسل في حمايتهم بفرض كردون حول اعتصامهم للفصل بينهم وبين البلطجية ..

-         فوتوشوب أن أرى أخي الجندي المصري يرقص لفض الاعتصام وكأنه حرر جزءاً من شبه جزيرة سيناء ..

-         فوتوشوب أن أجد من خانه الحظ ليبقى بعد فض الاعتصام ليقع في يد أخيه الجندي ليسحله ويُذيقه ألوان الضرب والسحل والمهانة كما كان يفعل الأمن المركزي في المقبوض عليهم ، فيُسحب المواطن من ملابسه ويُضرب على " قفاه " من كل عسكري يقابله ، وكأن الجيش والداخلية إيد واحدة على " قفا" المواطن ..

-         فوتوشوب كانت أحداث موقعة الجمل الذي وقف فيها الجيش أيضاً موقف المتفرج بل كانت تسير البغال والجمال عبر كردون من الشرطة العسكرية ؟ الفيديو موجود وليس فوتوشوب ..

-         فوتوشوب كانت أحداث ماسبيرو والناس التي سحقت عظامهم ولحومهم بأسفلت الطريق ؟ الفيديو موجود وليس فوتوشوب ..

-         فوتوشوب كانت أحداث مجلس الوزراء وسحل البنات وقذف كسر الرخام من جنود يتبولون فوق رؤوس المعتصمين ؟ الفيديو موجود وليس فوتوشوب..

-         فوتوشوب كانت أحداث محمد محمود ووزارة الداخلية وصور الخرطوش في أجساد وأعين الناس ؟ الصور والفيديوهات موجودة وليست فوتوشوب ..

-         إنما فوتوشوب العباسية ( أحسن وأحسن ) صور وجوه البلطجية تداولها النشطاء بعناوينهم ولكن لا حياة لمن تنادي ولم نسمع أوامر بالقبض عليهم ، ألا يجب التعامل معها أيها المجلس العسكري والقبض عليهم كما كنتم تعرضون فيديوهاتكم التي توضح من سرق الدبابات واعتلى المدرعات واعتدى على جنودها وفيديوهاتكم التي توضح من كان يحرق في المجمع العلمي ؟؟!! ..

-         ليس فوتوشوب أيها المجلس العسكري ما حدث للناس في العباسية أن تقولوا على هذه المذبحة مفبركة وأنه لا يوجد مذابح أو أنهار دم .. ولكن للأسف وقع مزيد من الضحايا على أيديكم وبرعايتكم وتحت ناظريكم ..

-         ليس فوتوشوب أن يسقط مجند من جيشنا الباسل في مواجهة أخوته في الوطن ..

-         ولكني قد أصدق أن مجلساً للشعب ومجلساً للوزراء يقوم بكل أنواع الفوتوشوب الهزيل في التعامل مع هذه المأساة دون تصريحات مباشرة من رئيسيهما ترقى لمستوى الحدث ..

إلى كل من أيد شخص أبو إسماعيل لم يهتم أحد من حزب الحرية والعدالة ولا حزب النور لاعتصامكم ومطالبكم بل أول من نصروكم هم إخوانكم في الوطن من الثوريين الحق والذين نزلوا لحمايتكم ولكنهم أول من دعوكم للانسحاب عندما وجدوا أن الأمر مصيدةً لكم ولهم .. أرجو أن تتعلموا من هذا الدرس ولا تنتفضوا مرةً أخرى لأشخاص وإنما انتفضوا مع أنصار الثورة لأجل هذا الوطن فقط ..

-         إلى كل من فرح بالدماء التي أُريقت على أرض تأكلون وتشربون مع من ماتوا فوقها ، أنا ضد الاعتصام في محيط وزارة الدفاع وضد أي محاولة لاقتحامها ولكن فقط أسألكم لماذا لا يطلع البلطجية ب"فرد الخرطوش " على المسيرات المؤيدة للمجلس العسكري بقيادة عكاشة ؟؟

لماذا لم نرى البلطجية اليوم بلباسهم المدني وأسلحتهم البيضاء ليكملوا ما بدأوه منذ عدة أيام ؟! ..

-         أدعو الله أن يُذيق كل من شجع على هذه المأساة أن يذيقه الله ويلات صنيعه وآلام وعذاب كل من تألم للحظة في هذه المرارة التي نحياها في صحونا ومنامنا ..

 

 

المقال على مدونة هالة منير بدير

تعليقات القراء