المعمارية رانده محمود: شبكة الطرق الجديدة تفتح مجالات للاستثمار.. واللامركزية بداية تطوير البنية التحتية في مصر
2017-11-27 14:54
حوار: محمود زهيري
د. رانده محمود أستاذ مساعد بكلية الهندسة المعمارية بجامعة عين شمس، ومعارة إلى الجامعة الفرنسية منذ عام 2013، وتقوم من حينها بالتدريس في الجامعة الأهلية الفرنسية، بالإضافة إلى أنه منذ عامين تقوم بالتنسيق بين قسم العمارة في الجامعة ومعهد العلوم التطبيقية في فرنسا..
تتحدث في حوارها عن رؤيتها للبنية التحتية في مصر خلال الفترة الحالية، وما تحتاجه لتصبح أقوى، وما رأيها في المجتمعات العمرانية الجديدة، وما هو الحل الأمثل للقضاء على مشكلة العشوائيات.
كيف ترين البنية التحتية في مصر في الفترة الماضية؟
البنية التحتية مؤخرًا أصبح هناك اهتمام كبير بها، ولكننا بدأنا في وقت متأخر، ولكن مع تغييرات الأنظمة وما كانت عليه البلاد في السنوات الماضية كان سببًا في ذلك التأخير، لأن كل حكومة لها اهتمام معين، ولكن أرى أنه في الفترة الأخيرة تعمل على تنمية البنية التحتية بشكل ملحوظ، ولكني اعتقد أن ذلك سوف يأخذ بعض الوقت بسبب احتياجها لأموال كثيرة.
معنى ذلك أن ما يحدث الآن هو تعزيز للبنية التحتية؟
هناك بالفعل تطور كبير في إعادة هيكلة البنية التحتية لتكون ملائمة للزيادة السكانية، بالإضافة إلى أنه في المجتمعات الجديدة نجد أن هناك بنية تحتية وتخطيط عمراني ملائم ولكن اعتقد أن مدى الملائمة من عدمها يحددها من قام بالدراسات والتخطيط لتلك المناطق، لأنه من الممكن بعد فترة من الزمن يجدوا أنه كان من الأفضل لو تم عمل الشوارع أوسع أو لو كان هناك جراجات خاصة بالعربيات بشكل أكبر، لذا من الأفضل عمل دراسات بشكل تفصيلي من البداية على المجتمعات الجديدة.
ما الذي تحتاجه البنية التحتية في مصر لتكون مناسبة للوضع الحالي؟
الدراسات المجتمعية هي أهم شيء على سكان المناطق سواء كانت المناطق القديمة أو السكان المتوقعين للمدن الجديدة، يجب أن نعرف كيف يستخدمون المكان وكيف يستفيدون منه وما هو تأثيرهم على المكان المتواجدين به، فكل منطقة لسكانها طبيعة مختلفة فيعيشون بطريقة مختلفة ولهم عادات مختلفة عن المناطق الأخرى فتحتاج كل منطقة إلى سبل معينة للتنمية تختلف من منطقة إلى أخرى.
العشوائيات .. ما هي الطريقة المثلى للتعامل معها؟
في البداية يجب أن نضع في اعتبارانا أنها واقع لا مفر منه، بمعنى أن نتعامل معها بوضعها الحالي، فمثلا هناك د. منى زكريا قامت بتنمية إحدى العشوائيات وهي منطقة عبود، دون المساس بطريقة التصميم التي كانت عليها المباني القديمة ولكن قامت بالبناء بطريقة أفضل، لتكون مناسبة للعيش، لذا سأعود مرة أخرى إلى التأكيد على حتمية الحوار وإشراك سكان لتنفيذ الطريقة الأمثل لهم للتطوير.
ما رأيك في المجتمعات العمرانية الجديدة؟
ليس لدي معلومات كاملة بنسبة 100 %، ولكن ما استطيع قوله أن هناك مجتمعات عمرانية جديدة جيدة وتعبتر محاولات للتوزيع السكاني، ولكن يجب أن تكون هناك دراسات إجتماعية على سكان كل منطقة، لأن تلك الدراسات والتحليلات تجعل هناك معرفة جيدة باحتياجات ومتطلبات السكان المستهدفين في كل منطقة، لأنه في بعض الأحيان تكون طريقة الحياة في تلك المجتمعات غير جيدة ولديهم احتياجات أكثر من المتواجدة في تلك المناطق الجديدة، بمعنى أصح أن يكون هناك إشراك للشباب في بناء المجتمعات الخاصة بهم، حتى يكون هناك مجتمع جديد مرضي لهم، لأن المجتمعات مثل الأشخاص لها وقت طفولة وشيخوخة، ففي بداية كل مدينة تكون صغيرة وعدد سكانها معروف، أما بعد ذلك يزداد عدد السكان فتشيخ المدنة نتيجة الازدحام، فعلى سبيل المثال في "باريس" التي تم تطويرها في أواخر القرن ال 19 ولكنها ما زالت محتفظة بجمالها وتنظيمها حتى الآن.
وما رأيك في أماكن اختيار المدن الجديدة والمساكن الشبابية؟
فكرة المدينة الجديدة معقدة جدًا، فمثلا القاهرة الجديدة ليست مدينة جديدة لأن بدايتها كانت عدد من التجمعات حول القاهرة، والدليل أنها ليست مدينة لانها ليست لها مركز للتجول بل هي مجموعة من الـ"الكمبوندات" والأسوار، فمثلا أفضل مثال للمدن الجديدة هي مدينة هليوبوليس، لأنه تم تخطيطها كمدينة متكاملة بها بنية تحتية جيدة مثلا تم بناء مدارس لمختلف الفئات، أيضًا المباني مناسبة لجميع الفئات، والأهم من كل هذا هو الهوية الخاصة بالمباني والمنطقة بشكل عام.
ماذا عن الطرق الجديدة والتغييرات الجذرية في شبكة الطرق؟
بالتأكيد كنا نحتاج إلى مثل هذا التغيير أو التطوير في شبكة الطرق هو بداية جيدة لبنية تحتية جيدة، وهو ما يظهر في الكم الهائل من الطرق التي تم بناؤها وتجديدها، وبالتالي هذا سينعكس بشكل كبير على أشياء أخرى، فمثلا في مجال الاستثمار سينعكس بشكل إيجابي، ولكن اعتقد أنه بالإضافة إلى ذلك أن الطرق لايجب أن تتوافر بمفردها أو دون مواصفات معينة، أولًا ألاحظ أن الطرق تتم بمساحات وأطول معقولة، بالإضافة إلى تنمية الطرق القديمة.
من وجهة نظرك.. ماذا تحتاج مصر لنقول بأن هناك بنية تحتية وتخطيط عمراني سليم في مصر؟
اللامركزية هي البداية لذلك التطوير، بحيث أن كل مدينة لا تكون بها نفس الوظائف التي توجد بالمدن الأخرى بل أن تكون كل مدينة لها وظيفة أو مشهورة بشيء ما، سواء كانت صناعة معينة أو دراسة معينة بحيث يكون هناك تكاملا بين المدن، الشيء الثاني والأهم وجود حوار بين صناع القرار والمواطنين بحيث أن تكون القرارات تصاعدية والعكس، ليشعروا أنهم مشاركون في صنع القرار، وأيضًا هناك شيئًا هامًا مرتبطًا بالذوق العام وهو أن يهتم المعماريون بالمضمون وأن تكون المباني نابعة من المضمون، وألا تكون مثل الموزاييك عبارة عن مباني متجاورة كل مبنى له شكل مختلف، بالإضافة إلى احترام المواد المتواجدة في البيئة وهو ما سيجعل هناك منظر جمالي مبني على التناغم والتناسق.
تعليقات القراء