سقراط يكتب: السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي

اليوم نكتب ونحن علي أعتاب مرحلة جديدة ، مرحلة يحكم فيها المشير السابق بطريقة مباشرة و ليس خلف الستار ، اليوم هو اختيار الشعب في عملية انتخابية ، اليوم هو الجالس علي حكم مصر .

عزيزي الرئيس ، إن ماكنت تقدمه من رؤية لحل أزمات البلاد و العباد خلال برنامجك -علي اعتبار أنك كنت تمتلك برنامج أصلاً- هي لا تزيد عن كونها نفخات دخان في الهواء ، تظهر قليلاً ثم تضمحل !!

عزيزي عليك تجديد معرفتك بإلى أي حد وصلت الأزمة في مصر !

اتعلم يا عزيزي أن هناك لجان انتخابية اقيمت بين القبور ؟!

اتعلم أن للقطط حظوظ من الطعام لم يعد يمتلكها بعض المواطنيين المصريين ؟!!

عزيزي المرحلة القادمة سيكون عليك بذل مجهود أكبر للوصول إلى الناس ، فوجودك خلف الشاشات بحجة الاحتياطات الأمنية لن ينفعك !! بمناسبة الاحتياطات الأمنية ، أتعلم عزيزي أن الحلول لسرقات السيارات صارت دفع دية السيارة ؟!

اتدرك أن ضباط الشرطة يعجزون عن أداء عملهم أو بمعني أصح يتخاذلون !!

دعني أتحدث معك بحرية قبل أن تجرم الحرية في عهدك ، تاريخك في الحكم من خلف الستار لا يبشر بخير يا عزيزي !

دفاعك عن قانون التظاهر المعيب يجلنا في حيرة من امرنا ، فكيف أتيت أنت و نظام ٣٠ يونيو عن طريق التظاهر و اليوم تجرمه ؟!

لماذا ياعزيزي لم يكن التظاهر جريمة عندما وجهت دعوتك للشعب بالنزول في السابع و العشريين من يوليو ؟!!

يومها كان التظاهر لحماية البلد و انقاذها !

اليوم تقول أن التظاهر يهدم البلاد ؟!!

ألم تكن هي هي البلاد عندما وجهت دعوتك للناس بالنزول الي الشوارع ؟!!

عزيزي اعلم أنك تدرك أن غالبية الشعب يدعم وجهة نظرك بخصوص التظاهر ، واعلم أنك تستغل هذا جيداً ، لكن يا عزيزي متي ستدرك أنك تحكم شعباً متقلب المذاج ؟!!

لا تفرح عزيزي بتصريحات برهامي عن تحريم الخروج علي الحاكم ، فمثل هذه التصريحات هي بمثابة بشرة خير لكل من يقفون في معسكر التغيير !

علمت مؤخراً أن مكتبك سيتولي مأموية إدارته فرقة من اللواءات و العسكريين المتقاعديين ، هذا الأمر لم يذعجني

فكل حاكم يصبغ مكتبه بالصبغة التي تريحه و بالصحبة التي يرتضيها في أوقات ارتداء البدلة الزرقاء ، نسيت أن أذكرك بأن من سبقوك في الحكم هم و أعضاء مكاتبهم في السجون !

من المعروف عن سيادتكم أنك تري أن هذا الشعب غير مؤهل للديمقراطية ، و بكل صدق أوافقك ، فلو كان مؤهل لما كان أرهق معاليك و كلفك بما لا تحب و لا تعلم !

نسيت أن أذكرك بأن لي أصدقاء و رفقاء في السجن جراء قانون التظاهر الذي كان أول مخترقيه أنت وأعوانك ، فكنا نريد أن نعرف ماذا أنت فاعل معهم !!

اعلم أن سؤالي السابق ليس له محل من الأعراب في كتاب الصرف الذي تعتمد منهجه ، لكن ذكر أن الذكري تنفع المؤمنيين .

عزيزي أن كان الإعلام صنع منك بطل ، في الآن أنت بطل من ورق !

إن كانت معاونوك اقنعوك بأن اختبائك خلف الشاشات سيحميك ، فأبشرك الناس علمت الطريق إلى الاتحادية !

لا تظن أن حكمك سيدوم بالهروات و عتمة الزنازين ، فكان علي الأرض أبطش منك و أعظم منك وفي النهاية لم يجدوا غير رصاص مسدساتهم  لينقذهم من الشعوب التي لطلاما تاجروا بأحلامهم !!

أنصحك بأن لا تتعامل مع الأمور من داخل بدلة الضابط المليئة بالنرجسية و التعالي ، فالسياسة لا تعرف لغة الأوامر !!

أمامك تحديات عظمي لن ينفعك فيها مخزون الشجن و المحن ، أو معونات الحلفاء ، أو نفاق الإعلام

إن كنت أجبرت عليها و لا تعلم ماذا ستفعل ، فتنحي عنها ، فلم يعد لدينا وقت للهواه !!

سيادة الرئيس ، من يعلم هل ستكمل فترتك ويلحق بك السابق أم أنك ستلقي مصير السابقين ؟!!

سلاماً ختاماً !!

تعليقات القراء