أحمد عبد الجواد يكتب: تحيا مصر وهنكمل حلمنا

هو:
يحب الناس يتعامل معهم بتقدير.. رجل الشارع.. ابتسامته لا تفارق وجهه.. يلبس عباءة عبد الناصر "بتاع الفقرا"
هو الآخر:
العسكرى.. الصارم.. من انتقده الآخرون بالتعامل مع المتظاهرين بوحشية "كما ذكر موقعه"
الانتباه:
ما لفت انتباهى وجعلنى أكتب عن الهاشتاج السياسى هو المعنى خلف الكلمتين اللتين دشنهما كل من "السيسى#صباحى".. فى توقيت متزامن ولسنا هنا بصدد الحديث عن أيهما أكثر انتشارًا لكنا بصدد الكلام عما هو أعمق .. عن الكلمة والحكى والوعى.
الكلمة:
هاشتاج السيسى كان من السهل التنبؤ به.. لأنه لن يستطيع أن يخرج من عباءة "الوطنية/الصرامة" فهما باختصار مفتاحان رئيسيان لفكرته عن الرئاسة وحملته الرئاسية بالكامل.. الوطنية هى التى تعطيه الإذن المباشر لدخول عقول المصريين (لاتنتظروا كلمة بسطاء) فكل المصريين سواء اليوم ليس هناك بسيط ومعقد.. الكل يتحدث عن السياسة بوعى ما.
المهم هنا هو فكرة الوطنية التى تخاطب العقل والوجدان فى هاشتاج "تحيا مصر" والصرامة التى تتجلى فى البعد عن مخاطبة المشاعر بشكل ما -على الأقل فى المرحلة الأولى- وهى خلطة مجربة وتنفع مع المصريين.
الهاشتاج الآخر هو التنبؤ ذاته.. نحن أمام رجل المشاعر.. محب الشارع والبسطاء "كما يظهر من أحاديث صباحى" لذا كان من المهم أن يخاطب أكثر الأشياء قربًا للمشاعر وهى "الحلم" لأنه تدشين لما يرجوه كل شخص بداخله.. كل من أحب يناير أو كرهها الكل يريد أن يكمل حلمه.. لذا كان الهاشتاج الصباحى "هانكمل حلمنا"
الحكى:
لعبة الحكى تنقسم إلى شقين أساسيين فى رأيى "لعبة الحكى الممتع، ولعبة الحكى الحكمى" الحكى الممتع هو لعبة تعودنا عليها من جداتنا وأمهاتنا هدفها الأساسى صناعة جو عام من المتعة.. وحكى المتعة يحمل قيمة ما بداخله، قد يحكى عن أسطورة أوحالة مفارقة للواقع لكنه فى النهاية يقدم الإمتاع على أى شئ آخر لأنه هدفه النهائى.
الحكى الحكمى لعبة مختلفة؛ فهدفها الأول هو العقل وهى لعبة من يريد أن يوصل رسالة ما إلى العقل بشكل مباشر أو بلون من ألوان الإمتاع.. لكنها فى النهاية تدور فى حلقة الحكمة المستخلصة من الحكاية.. لكن ما قيمة الحكى هنا فى الحديث عن السياسة؟
الوعى:
تتجلى قيمة الحكى فى الوعى، وهو المضمر من الحكاية خلف كل هاشتاج فلو نظرنا إلى "تحيا مصر" سنجد أنه يخاطب الوعى العقلى فالحكاية خلفه مرتبطة بمصر والوطن وتريد تقديم حكمة مهمة مفادها أن مصر فوق الجميع.. تستطيع أن تحكى فى "تحيا مصر" كل ما حدث فى مصر منذ شرارة يناير حتى هاشتاج الانتخابات.. وهنا اللعب على مخاطبة الوعى الحاضر فى ظاهر الجملة والمرتبط أيضًا بعقل الناس منذ ثورة 1919 وتحيا مصر رغم الجميع.
أما المضمر فى "هانكمل حلمنا" فهو أولًا استخدام الهجة العامية فى الشعار لمخاطبة الوجدان الصافى للشعب ومحاولة التحدث بلغته.. وثانيًا اللعب على تيمة الحلم غير المكتمل عند المصريين وكل يريد أن يكمله.. وثالثًا اللعب على الوجدان الشعبى المشارك فى الحملة لأننا كلنا سنكمل وليس المرشح بمفرده.. لذا فالحكى هنا مرتبط بالمتعة والحلم والقلب الصافى للمواطن.
السياسى:
قد يتداخل السياسى مع الحكى مع العقل مع الوجدان.. لكن العضو الفاعل فى كل ما سبق هو المتلقى الحقيقى للحديث ليس من قام بعمل إعجاب أو ترويج للشعار لكنه من يتلقاه ليكمل به حياته ويساند الحاكى فيه.. سنسمع كثير من الحكايات لكن يا ترى أيها سنستمتع به وكيف ستكون الخاتمة؟

 

تعليقات القراء