علي جمعة: لا ينبغي أن تحتقر أحداً من الناس ولا تحتقر عاصياً

الموجز

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه لا ينبغي أن تحتقر أحداً من الناس ولا تحتقر عاصياً ، مشيرًا إلى أننا نكره فعله السىء ؛ لكن لا  نكره الإنسان حتي ولو فعل هذا الفعل.

لا تحتقر عاصيا
وأكد «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أننا ننكر عليه وأنكر فعله ويمكن أن نعاقبه أيضًا ولكن لا نكرهه، مستشهدًا بما قال الله تعالى في كتابه العزيز :  «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وإنَّ مِنَ الحِجَارَةِ » وأيضًا لم يقل كل الحجارة « لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ»، فهل الناس التي قلوبها كالحجارة ممكن ربنا يأذن إنه تفجر منه الأنهار ؟ طبعًا ممكن الله  يفعل ما يشاء .

وأوضح أنه حينئذ يستطيع هذا الذي كان قلبه كالحجارة وبإذن الله  وعندما يمنُّ الله  عليه ويهديه إنه تتفجر منه منابع الخير، إذن فالآية تشير إلي أننا لا نحتقر أحداً من البشر ولكن نحقر أفعالهم وقسوة قلوبهم ، ولكن نتمنى لهم الخير ونتمنى لهم السعادة ، ونقول إن هذا الحجر يمكن أن يتفجر منه الأنهار ، فنفتح له باب الرحمة وباب الخير وعدم اليأس من رحمة الله.

وبين أن معنى قوله تعالى: { قَسَتْ قُلُوبُكُم } يعني أنها لم يعد يؤثر فيها الذكر ، منوهًا بأنه هناك قلوب قاسية ، وهناك قلوب عليها أقفال ، وهناك قلوب عليها غلف ، وهناك قلوب عليها ران ، وهناك قلوب عليها حجاب ، وهناك قلوب مظلمة ..... وهكذا، وما دام قد غاب قلب العبد عن ذكر الله سبحانه وتعالى  وغاب الله عز وجل عن قلبه فإنه سيتصف بصفة من هذه الصفات.

وأضاف أن كل نوع من هذه الأنواع يشترك في شيء واحد ويتعدد في صفات كثيرة ؛ كل هذا يشترك في الغفلة عن الله { نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } كل هذه الصفات تغفل عن الله - سبحانه وتعالى - فتتوه في هذه الحياة الدنيا بجزئياتها ، بتكاثر جهاتها ، وبمجالتها المختلفة ، بنكدها ، بكدرها ، بشواغلها ومشاغلها ، لافتًا إلى أن  أن هناك قلوبًا  تُذكِّرها بالله فكأن في أذانها وقر ، يقول تعالى { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم } يعني لا ينفع فيها الذكر { مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ } والكاف للتشبيه والتمثيل ،والحجارة شأنها الصلادة والصلابة ، والحجارة شأنها أنها لا تتحرك إلا بمحرك ، فالحجارة صلبة وليست لينة بحيث أنها إذا أصابت أحدنا فإنها تصيبه ، لكن لو ماء نزل علينا لا يصبنا بشيء .

وأشار عن قوله تعالى :{ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ } إلى أنه استخسر فيهم أنها تكون مثل الحجارة ، يعني عندما يشبِّه قلوبهم بالحجارة كأننا ظلمنا الحجارة .. لماذا ؟ لأن هناك بعض الحجارة إذا دقينا فيه مسمار يدخل ولا يأبى الحجر أن يستقبل المسمار، ولو كسَّرنا الحجر يتكسر ، ولكن البعض قلوبهم لا تلين ، ولا تلين أبداً بصفة مستمرة { فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } ، { أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } وهذا يبين لنا نقطة مهمة جداً ، وهو الإنصاف في إدراك الواقع ، في كل آيات القرآن شىء خفى يعلم المسلم العدل والإنصاف ، هل كل القلوب هكذا ؟ قال : لا؛ بعضهم . وهل بعضهم على درجة واحدة ؟ قال : لا ؛ بعضهم كالحجارة ، وبعضهم أشد قسوة من الحجارة .

تعليقات القراء