أكبر سفينة حربية في الحرب العالمية «ياماتو» .. مسلحة بتسعة مدافع رئيسية وجسمها مدرع .. لم يستطع إغراقها إلا هجوم جوي كاسح

الموجز

البارجة اليابانية ياماتو، أحد أفضل السفن الحربية التي عرفها سلاح البحرية التابع للإمبراطورية اليابانية، وكانت قد بنتها قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.

وكانت من السفن الكبرى التي تحمل أثقل الأسلحة والذخائر، وبدنها صعب الاختراق حيث تبلغ سماكته قدمين في بعض الأماكن، وسرعتها تصل إلى 27 عقدة بحرية، ولكنها كانت أبطأ من البوارج الأميركية التي تصل سرعتها لـ 33 عقدة.

كانت ياماتو مهيبة، ولكن ليست السفينة وحدها من يحدد المنصر، إذ أن الخسارة ترتبط بالعامل البشري أكثر من الأداة المستخدمة.

ياماتو دخلت للخدمة منذ في أواخر 1941 ولكنها لم تشارك في معارك حقيقية إلا في يونيو 1944 حيث أرسلت للاشتباك مع القوات الأميركية في معركة خليج ليتي في الفلبين، ولكنها تقهقرت بعد هجوم من حاملات خفيفة.

وبحلول 1945 بعدما تحول ميزان القوة للبحرية الأميركية في المحيط الهادئ أغرقت قاذفات القنابل والطوربيدات الأميركية ياماتو قبالة شواطئ أوكيناوا.

السفينة الرائدة في فئتها من البوارج

كانت ياماتو (باليابانية: 大 和، "الوئام العظيم") السفينة الرائدة في فئتها من البوارج التي بنيت لصالح البحرية الإمبراطورية اليابانية (IJN) قبل فترة وجيزة من اندلاع الحرب العالمية الثانية.

اعتبرت إلى سفينتها الشقيقة موساشي أثقل البوارج الحربية وأكثرها قوة على الإطلاق، بإزاحة 72,800 طن بالحجم الكلي ومسلحة بتسعة مدافع رئيسية من نوع 94 سم (18.1 بوصة) من النوع 94 والتي كانت تُعد أكبر مدافع على الإطلاق على متن سفينة حربية .

سميت على اسم مقاطعة ياماتو اليابانية القديمة، صُممّت ياماتو لمواجهة أسطول البوارج الأمريكي المتفوق عددياً، المنافس الرئيسي لليابان في المحيط الهادئ. وضعت في 1937 وكُلفّت رسمياً بعد أسبوع من هجوم بيرل هاربور في أواخر 1941. وطوال 1942، عملت كسفينة قيادية للأسطول المشترك وفي يونيو 1942 وجه الأميرال إيسوروكو ياماموتو الأسطول من قمرتها خلال معركة ميدواي، الهزيمة الكارثية لليابان.

تولت موساشي مكانها كسفينة رائدة للأسطول المشترك في أوائل 1943، بينما قضت ياماتو بقية العام ومعظم عام 1944، تتنقل بين القواعد البحرية اليابانية الرئيسية في تراك وكورشي رداً على التهديدات الأمريكية. وعلى الرغم من حضورها في معركة بحر الفلبين في يونيو 1944، إلا أنها لم تلعب أي دور في المعركة.

كانت المرة الوحيدة التي أطلقت فيها ياماتو مدافعها الرئيسية على أهداف سطحية للعدو في أكتوبر 1944، عندما أُرسلت للاشتباك مع القوات الأمريكية الغازية للفلبين أثناء معركة خليج ليتي. وحينما كانت تهدد بإغراق سفن نقل القوات الأمريكية، واجهت مجموعة من حاملات المرافقة الخفيفة من قوة المهام 77 التابعة للبحرية الأمريكية، "تافي 3"، في معركة قبالة جزيرة سامار. تقهقر اليابانيون بعد أن أقنعتهم الهجمات الجوية الأمريكية بأنهم كانوا يواجهوا أسطول قوي من حاملات طائرات أمريكية قوي.

خلال عام 1944، تحول ميزان القوة البحرية في المحيط الهادئ بشكل حاسم ضد اليابان وبحلول أوائل عام 1945، كان أسطولها قد استنفد كثيراً وتعثر بشدة بسبب نقص الوقود الحاد في الجزر المحلية. وفي محاولة يائسة لإبطاء تقدم الحلفاء، أُرسلّت ياماتو في مهمة بلا عودة إلى أوكيناوا في أبريل 1945، مع أوامر بأن ترسو قبالة الشاطئ والقتال حتى تدميرها وبالتالي حماية الجزيرة. رصد الغواصات والطائرات الأمريكية قوة المهمة جنوب كيوشو وفي 7 أبريل 1945 أغرقت قاذفات القنابل والطوربيد الأمريكية ياماتو مع خسارة معظم طاقمها.

 

السفينة الحربية اليابانية الغارقة موساشي شقيقة ياماتو 

في عام 2015 عثر فريق يقوده الملياردير بول آلن، الذي شارك في تأسيس شركة مايكروسوفت على حطام السفينة الحربية اليابانية الغارقة موساشي إحدى أكبر السفن الحربية، التي بنيت على الإطلاق، والتي غرقت أثناء الحرب العالمية الثانية أمام ساحل الفلبين.

وقال آلن في بيان نشر في موقعه الإلكتروني، الأربعاء، إن الفريق استخدم اليخت (إم/واي أوكتوبوس) المملوك له واعتمد على التقنية المتقدمة لليخت وسجلات تاريخية وبيانات طبوغرافية تفصيلية لاكتشاف وتصوير السفينة الحربية اليابانية في بحر سيبويان ليضع نهاية لغموض استمر عقودا بشأن الموقع المؤكد للسفينة.            

وأغرقت طائرات أميركية السفينة موساشي في 24 أكتوبر 1944، مما أودى بحياة أكثر من ألف ياباني أو حوالي نصف طاقم السفينة.

وقال البيان: "ظل السيد آلن يبحث عن السفينة موساشي لأكثر من 8 سنوات واكتشافه لن يسهم فقط في ملء السرد الخاص بمسرح القتال في المحيط الهادي إبان الحرب العالمية الثانية بل سينهي أيضا مأساة عائلات من فقدوا".

ودخلت السفينة موساشي التي تحمل اسم أحد أقاليم اليابان الخدمة في أغسطس 1942.

وقال فرانك بلازيتش المؤرخ البحري في حوض واشنطن لبناء السفن التابع للبحرية الأميركية إن موساشي وشقيقتها ياماتو مصنفتان حتى يومنا هذا كأضخم وأكثر سفينتين حربيتين تسليحا.

وأضاف أن موساشي كانت تزن حوالي 73 ألف طن عندما تكون بكامل حمولتها وكانت مزودة بتسعة مدافع رئيسية وطائرات وخصائص أخرى، وأطلقت أكبر مدافع بها قذائف زنة الواحدة منها أكثر من 1.5 طن، إذ كان طول السفينة حوالي 263 مترا.

وغرقت موساشي في بداية معركة خليج ليتي وهي واحدة من أكبر المعارك البحرية في التاريخ ودارت بين قوات أميركية وأسترالية في مواجهة قوات يابانية.

 

 

 

تعليقات القراء