مسلسل ’’الطاووس‘‘ يثير الجدل.. الأعلى للإعلام يحيله للتحقيق ودعوات لوقف عرضه.. وفنانون ونقاد يدافعون عن العمل

كتب: ضياء السقا

أثارت الدعوات المطالبة بوقف عرض مسلسل "الطاووس"، بطولة سهر الصايغ، حالة من الجدل، خلال الساعات الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فتح تحقيق عاجل مع صناع العمل والقنوات التي تعرضه على شاشاتها.

وعزا المجلس قراره إلى عدد من الشكاوى كان قد تلقاها من مشاهدين طالبوا بإيقاف المسلسل لاستخدامه "لغة لا تتفق مع تعليمات المجلس" التي تؤكد على "إعلاء القيم وعدم المساس بالأسر المصرية أو إظهارها في صورة تسيء إليها".

وشدد المجلس في بيان له على احترامه لحرية والفن والإبداع، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يحرص على "الحفاظ على هوية الشعب المصري" و"تنقية الأجواء ومنع الصور التي تسيء للفن الأصيل".

ودشن رواد السوشيال ميديا، هاشتاجا لدعم المسلسل بعنوان، #ادعم_مسلسل_الطاووس، وشارك فيه عدد كبير من الفنانين والنقاد، مؤكدين أن العمل لا يوجد به شيء سيئ، ويتناول قضية الاغتصاب بشكل بموضوعي، وهي قضية جدلية تحدث عبر أزمنة مختلفة.

ويدور المسلسل حول فتاة بسيطة، تجسد دورها الممثلة سهر الصايغ، يتم تخديرها خلال تواجدها في حفل زفاف في فندق، حيث تتعرض لاغتصاب جماعي من شبان أصحاب مال ونفوذ.

وأعاد مشهد الاغتصاب لأذهان الكثيرين قضية "فتاة الفيرمونت"، التي صدمت الرأي العام المصري العام الماضي.

وهي قضية جرت تفاصيلها في "فندق فيرمونت" في القاهرة عام 2014، عندما تناوب ستة شبان على اغتصاب فتاة، ولا تزال القضية قيد التحقيق.

ورغم أن مخرج المسلسل نفى اقتباسه من القضية الشهيرة، إلا أن التشابه بدا واضحا للعديد من المدونين، ممن انتقدوا فكرة عرض المسلسل قبل انتهاء القضية.

دعم الفنانون والنقاد للمسلسل

من جانبها، أطلقت الفنانة منى زكي حملة لدعم صناع مسلسل "الطاووس" بعد قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

وشاركت منى عبر خاصية استورى في حسابها على انستجرام وكتبت: ادعم مسلسل الطاووس" وقام عدد كبير من جمهور منى وبعض نجوم الفن بتداول الهاشتاج ليتصدر تريند مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي سياق متصل، أطلق المخرج عمرو سلامة منشورا ساخرا من تعدد قرارات منع عرض الأعمال الفنية في مصر، رغم حصولها مسبقا على موافقة بالتصوير من الجهات المختصة، وقال عبر حسابه بموقع الفيس بوك: علشان مانرميش فلوس في الأرض، أقترح إن كل فيلم أو مسلسل يتعرض على الرقابة، ثم كل جهات الدولة وكل الوزارات، ثم الهيئات والجمعيات والنقابات والمحليات والجوامع والكنايس والنوادي وجروبات الماميز على واتساب، ويعرض للميت مليون مواطن، ياخذ موافقة من كل دول أولا، ثم ساعتها نسمح بعرضه.

من جانبه، رجح الناقد الفني طارق الشناوي،  أن يكون قرار المجلس نتيجة تلقي شكاوى ضد العمل وهو ما دفع المجلس لإصدار هذا القرار.

ونوه الشناوي في تصريحات لـ "سكاي نيوز عربية "، أن هناك فارقا كبيرا بين الإحالة للتحقيق وبين إيقاف عرض المسلسل.

وأضاف: "لا توجد مشكلة باستمرار عرض المسلسل، ولكن مع تصنيفه لفئة عمرية أعلى، مثل " +18"، وتابع: مسألة إصدار قرار التحقيق  من المجلس ليست الأولى، فمنذ تاريخ إنشاء المجلس عام 2016، توجد أمور شبيهه.

وعن تلك الوسوم "هاشتاجات" التي تطالب بإيقاف المسلسل لمخالفته للتقاليد والأعراف المصرية، رد قائلا:" هو لا يخالف التقاليد بل يناقش قضية جريئة ولكنها حقيقية، وبخصوص الألفاظ المستخدمة فهناك بعض الكلمات داخل السياق العام تكون مقبولة ولكن خارج السياق تكون جارحة وهي ليست بالمشكلة الكبيرة.

واختتم قائلا: التحقيق ما هو إلا وجهات نظر أعضاء اللجنة، ولو كنت عضوا فيها لكنت صنفت العمل لأقصي فئة عمرية ممكنه فقط، والتحقيق لا يعني الإدانة، ومن حق طاقم العمل الدفاع عن أنفسهم في التحقيق وتوضيح سبب استخدام تلك الألفاظ وتقديم مبرراتها.

وفي ذات السياق غرد الكاتب عمر طاهر، معلقا على قرار "الأعلى للإعلام" قائلا: "مبروك لأسرة مسلسل الطاووس الدعاية الضخمة المجانية (الرسمية).. دعاية تخدم المسلسل والقضية"، منبها إلى الحالة التي خلقها قرار التحقيق مع صناع المسلسل والتي انعكست بالتأكيد على وسائل التواصل الاجتماعي، فبين "ادعم مسلسل الطاووس" و"مسلسل الطاووس ضد القيم" تصدرت هاشتاجي المسلسل الطاووس على "تويتر"، لتحوي تعليقات متنوعة، بعد قرار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.

من جانبه، دافع رؤوف عبد العزيز مخرج مسلسل "الطاووس" عن عمله، نافيا صحة ما تردد عن إسقاط المسلسل على قضية شهيرة في أحد الفنادق، موضحا أن هذا غير صحيح، مضيفا أن المسلسل يتناول كافة قضايا المجتمع والتي منها التحرش والاغتصاب والعنف ضد المرأة، وأن هذه القضايا ليست بجديدة في الدراما المصرية، لافتا أن المسلسل يناقش أيضا تغلغل للس وشيال ميديا في المجتمع.

مسلسل الطاووس بطولة جمال سليمان، سميحة أيوب، وسهر الصايغ، وأحمد فؤاد سليم، ونهال عنبر، وجمال عبدالناصر، وخالد عليش، وهبة عبدالغني، ورانيا محمود ياسين، ومها نصار، ودانا حمدان، وعابد عناني، ومهند حسني، ويوسف الأسدي، وفرح الزاهد، وهالة فاخر، سيناريو وحوار كريم الدليل، وإشراف على الكتابة المؤلف محمد ناير، وإخراج رءوف عبدالعزيز.

تعليقات القراء