السفير حسام زكي: إسرائيل تنفذ في الضفة الغربية نفس استراتيجيتها بقطاع غزة

الموجز

قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن المطلوب الآن لمواجهة التصعيد الإسرائيلي هو سرعة التواصل مع الجانب الأمريكي باعتباره الأكثر تأثيرًا على إسرائيل فيما تقوم به من أعمال إجرامية.

وأضاف السفير حسام زكي، خلال مداخلة هاتفية أجراها مع قناة "الحدث"، أن الجامعة العربية تتابع منذ بدء العملية الإسرائيلية على قطاع غزة، التي تعد عملية انتقامية بحتة تتضمن أمورًا ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، ولا علاقة لها بما جرى في السابع من أكتوبر الماضي وتوابعه. ولكن الواضح أن إسرائيل تريد أن تنتهز الفرصة لتصفية أكبر عدد من الكوادر والنشطاء، وأن تبعث برسالة غاية في السوء إلى المجتمع الدولي بأنها هي المسيطرة بالكامل على الوضع في الضفة الغربية، وأن تجعل الوضع في الضفة غير قابل للاستمرار من جهة السكان الفلسطينيين.

واعتبر السفير حسام زكي أن هذه هي ذات الاستراتيجية التي تقوم بتنفيذها في قطاع غزة ولكن بأسلوب مختلف، إلا أن الغايات تظل هي ذاتها.

وأوضح قائلًا: "نحن على بعد أيام من انعقاد المجلس الوزاري، والذي سيتم من خلاله بحث جميع جوانب الوضع الفلسطيني مرة أخرى، فنحن لا نريد استباق القرارات، ولكن نأمل أن تكون على مستوى الحدث".

أما فيما يخص دور الجامعة العربية إزاء مطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتوفير الحماية للفلسطينيين، قال السفير حسام زكي: "الدور الأساسي للجامعة العربية هو دور سياسي يكمن في تعبئة الرأي العام الدولي لمساندة وتفهم الموقف الفلسطيني الذي يؤيده الموقف العربي. إلا أن مطلب الرئيس الفلسطيني ليس جديدًا، بل قائم حتى قبل تاريخ السابع من أكتوبر، وبالفعل هناك بعض الأمور التي تبحث في الأمم المتحدة لتنفيذ هذا الأمر، وقد طُلب تقرير من الأمم المتحدة في هذا الشأن، حيث تظل مسألة توفير الحماية مطلوبة فلسطينيًا طالما أن الاحتلال مستمرًا، والذي يلقي بجميع جرائمه على الشعب الفلسطيني ومعظمه من المدنيين العزل وليس من النشطاء". مؤكدًا أن المسألة فيها صعوبات معروفة، وإن كانت ليست مستحيلة، وسبق أن حدثت في وقائع معروفة في التاريخ الحديث.

وبالعودة لدور الجامعة العربية، أكد زكي أن جميع هذه الأمور مطروحة للبحث من خلال مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب.

وقال زكي إن هناك خطوات تحرك جديدة بخلاف ما سبق، مشيرًا إلى المحاولات الكثيرة التي قامت بها الدول العربية فيما سبق، وخصوصًا اللجنة العربية الإسلامية المشتركة برئاسة السعودية. وبالفعل، فالأوضاع غاية في الصعوبة، كما أن الولايات المتحدة لا تؤدي دورها المتوقع منها، بل إنها انحازت بالكامل للموقف الإسرائيلي، وهو ما وضعنا في مأزق كبير.

وحول استفادة بعض الأطراف من القضية الفلسطينية، وخصوصًا فيما يخص إيران وأهدافها، شدد السفير حسام زكي أن إيران ليست طرفًا رئيسيًا في هذا الموضوع "مفاوضات التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة"، مؤكدًا أنه لولا أن هذا الاحتلال هو احتلال إسرائيلي لما شهدنا جميعًا دعمًا من هذا النوع، والذي تسعى به إيران لبلورة نفسها كطرف في هذا الشأن.

وقال السفير حسام زكي: "مع الأسف، الأمر لم يعد مستورًا، وهذه الأطراف أصبحت تتحدث عن نفسها". وأكد أنه بالفعل هناك بعض الأطراف تستغل الوضع في الأراضي الفلسطينية لتحقيق أهداف أخرى، وليكن موضوع النووي الإيراني، مشيرًا في هذا الشأن إلى الأوراق التي يتم التفاوض بها، والتي هي جميعها أوراق عربية، حيث تلك الثغرات، التي يرى أن إغلاقها كافٍ لضياع الفرصة على أي طرف لتحقيق أهدافه الخاصة.

وأكد السفير حسام زكي أنه لا مفر من التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية. وتابع: "هكذا يقول المنطق، وذلك حتى يتم التفاوض حول إجراءات إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والسماح للفلسطينيين بالحصول على استقلالهم ودولتهم المستقلة. دون هذا، فإن أي حديث من قبل أي دولة عن مساعدة النشطاء الفلسطينيين هو حديث مرفوض تمامًا، فهؤلاء النشطاء ما يقومون به هو فقط للدفاع عن قضيتهم والحصول على دولتهم".

تعليقات القراء