الأكبر منذ عقود.. إسرائيل تطلق عملية عسكرية بالضفة الغربية.. حمـ.اس تعلق ومصر تحذر

الموجز  

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، عن بدء عملية عسكرية "واسعة النطاق وغير محدودة التوقيت" في كل من مدينة طوباس وطولكرم وجنين في الضفة الغربية المحتلة، تهدف إلى مكافحة و"إحباط الأرهاب"، على حد زعمه.

وأسفرت العملية حتى الآن عن استشهاد وإصابة العشرات، بينما تقوم قوات إسرائيلية بمحاصرة مشافي في طولكرم وجنين، وسط اشتباكات مع الفصائل فلسطينية، فيما يدعو وزير الخارجية الإسرائيلي إلى التعامل مع الوضع في الضفة على غرار ما حدث في غزة.

وقامت القوات الإسرائيلية بإغلاق مداخل مدينة جنين الرئيسية، ونشرت عددا من القناصة وأطلقت الرصاص تجاه مركبات الفلسطينيين، كما قطع الجنود الإسرائيليون معظم الطرق الواصلة إلى مدينة جنين وفرضوا حصارا عليها.

وأفاد الإعلام الفلسطيني بأن جيش الاحتلال حاصر مستشفيات جنين الثلاثة وأخرجها عن الخدمة عبر تجريف الشوارع المؤدية إليها وإقامة السواتر الترابية بمحيطها.

ونقلت القناة 14 العبرية عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قولهم إن الوقت قد حان لـ"ضرب شمال الضفة الغربية واقتلاع جذور الإرهاب"، حسب قولهم.

الموقف الإسرائيلي

واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إيران بالسعي لإنشاء جبهة ضد إسرائيل في الضفة الغربية، على غرار غزة ولبنان، من خلال تمويل وتسليح المقاتلين، وفقا لتعبيره.

وأكد كاتس ضرورة أن يتعامل الجيش مع التهديد بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع غزة بما في ذلك الإجلاء المؤقت للسكان.

أول تعليق من حماس

من جانبها، أكدت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" أن العملية العسكرية الموسّعة للجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية هي محاولة عملية لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين، وتوسيع الحرب القائمة في قطاع غزة.

واعتبرت "حماس" أن التصعيد في الضفة نتيجة طبيعية للصمت الدولي المُريب عن انتهاكات إسرائيل الصارخة لكافة القوانين الدولية، واستهدافها المتعمّد للمدنيين العُزل.

ماذا قالت السلطة الفلسطينية؟

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية، إلى جانب حرب الإبادة في قطاع غزة، ستؤدي إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع.

وأضاف أبو ردينة أن "العدوان على شمال الضفة الغربية هو تصعيد خطير تتحمل مسؤوليته سلطات الاحتلال والجانب الأميركي الذي يوفر الحماية والدعم لهذا الاحتلال".

مخاطر

وأفادت "سكاي نيوز عربية" بأن هذه العملية "قد تستمر لساعات وربما لأيام"، مشيرة إلى "مخاطر كبيرة قد يواجهها السكان، قد تصل إلى التهجير القسري".

وأضافت القناة: "بين الحين والآخر نسمع أصوات اشتباكات وانفجارات لعبوات نافسة والجيش الإسرائيلي يدفع بتعزيزات عسكرية إضافية لمدينة جنين ولمخيمها".

وأوضحت أن "الظاهر من هذه العملية هو استهداف الكتائب المسلحة التابعة لحماس والفصائل المسلحة الأخرى، لكن الباطن الذي يخشاه الفلسطينيون هو التهجير".

تحذير مصري

من جانبها، أدانت جمهورية مصر العربية الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية لمدن شمال الضفة الغربية في جنين وطولكرم وطوباس، والتي أدت لاستشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين.

واعتبرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة اليوم الأربعاء، الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين الفلسطينيين بمدن الضفة الغربية، بمثابة إمعان في الانتهاك الممنهج للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع الخاصة بحماية حقوق الشعوب تحت الاحتلال، وإصرار على سياسة التصعيد وتوسيع رقعة المواجهات داخل الأراضي الفلسطينية.

كما طالبت مصر بموقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العُزّل وفرض القيود والاستيلاء على الممتلكات الخاصة.

وحذرت مصر من المخاطر الوخيمة المتوقعة عن العمليات الإسرائيلية الجارية، وتعمد استهداف المزيد من المدنيين الفلسطينيين، بالتزامن مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، الأمر الذي يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى الإصرار الإسرائيلي على التصعيد وغياب الإرادة السياسية للتهدئة.

تعليقات القراء