كاتبة بصحيفة الجارديان: إسرائيل تعلم أنها ستفلت من اغتيال شيرين أبو عاقلة والهجوم على جنازتها

الموجز - شريف الجنيدي 

صدمة كبيرة أثارتها صور اعتداء الشرطة الإسرائيلية على موكب جنازة الصحفية الفلسطينية البارزة شيرين أبو عاقلة، والتي أغتيلت برصاص قوات الاحتلال أثناء اقتحامها لمدينة جنين بالضفة الغربية يوم الأربعاء الماضي.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية والعالمية صوراً وفيديوهات صادمة تظهر الشرطة الإسرائيلية وهي تعتدي على حاملي نعش الصحفية الشهيدة بالهراوات والقنابل الصوتية، ما تسبب في سقوط النعش على الأرض تقريباً، بجانب محاولتها تمزيق الأعلام الفلسطينية المرفوعة من قبل المشيعين.

وتقول إليزابيث تسوركوف في مقال لها بصحيفة "جارديان" البريطانية إن ما حدث عقب الحادثة من اقتحام قوات الاحتلال لمنزل مراسلة قناة الجزيرة، وترهيبها لأسرتها قبل الجنازة، ما هو إلا شعور متزايد بالإفلات من العقاب بين صانعي القرار والجيش الإسرائيليين.

وأشارت الكاتبة إلى أن قادة إسرائيل لم يواجهون أي تداعيات دولية لأعمالها في الأراضي المحتلة منذ سنوات، لافتة إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تعليقاً على مشهد الاعتداء، حيث وصف القوات الإسرائيلية بأنها "تتدخل في موكب الجنازة".

وقالت إن إسرائيل يمكنها الاعتماد على التقاعس الدولي بشأن واقعة الاعتداء على جنازة شيرين أبو عاقلة، في حين أن أي إجراء تتخذه الحكومة الإسرائيلية لمعاقبة رجال الشرطة أو القناص الذي أطلق النار على صحفية الجزيرة، سيفتح الباب أمام اليمين الإسرائيلي للهجوم عليها.

واقعة سابقة

وأشارت الكاتبة إلى واقعة حدثت في عام 2016، عندما أقدم جندياً إسرائيلياً يدعى إيلور عزاريا على قتل فلسطينياً عاجزاً امام الكاميرات، وهي الحادثة التي أدانها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في البداية.

وأضافت أنه وبعد رؤية نتائج الاستطلاع، تبدل موقف نتنياهو ودعا إلى العفو عن أزاريا، ليتم الحكم على الجندي الإسرائيلي بقضاء 9 أشهر فقط في السجن العسكري.

وتابعت إليزابيث تسوركوف، انه وبعد إطلاق سراحه، أصبح عزاريا من المشاهير الرئيسيين في الأوساط اليمينية، لتتوالي الحوادث بعد ذلك، حيث شوهد عدد من رجال الشرطة وهم يضربون صحفيين في القدس، وجنوداً آخرين يعتقلون رجلاً فلسطينياً أمريكياً مسناً، قبل أن يتوفى بعد ذلك جراء أزمة قلبية، لافتة إلى أنه لم يُحاكم أحد على تلك الأفعال المشينة.

ولفتت الكاتبة إلى البيانات التي كشفت عنها منظمة "ييش دين" الإسرائيلية غير الحكومية لحقوق الإنسان، والتي تفيد بأن 0.7٪ فقط من الشكاوى المقدمة من الفلسطينيين ضد جنود الاحتلال تؤدي إلى ملاحقات قضائية، بينما يتم إغلاق 80٪ من القضايا دون تحقيق جنائي، مؤكدة أن الجنود الإسرائيليين يعلمون أنهم لن يواجهوا أي تداعيات لقتل صحفية أو مهاجمة جنازتها، رغم نقلها على الهواء مباشرة في جميع أنحاء العالم.

وكشفت الكاتبة أنه وقبل جنازة شيرين أبو عاقلة، حاولت إسرائيل إظهار هيمنتها، من خلال توجيه تحذيرات لعائلة الصحفية الفلسطينية بتجنب تحول الجنازة إلى احتجاج، لافتة إلى واقعة حدثت في وقت سابق من العام الجاري، عندما سمحت للمصلين اليهود بالصعود إلى الحرم القدسي الشريف والصلاة هناك، في انتهاك لاتفاق سابق مع مجلس أوقاف القدس.

سحق الهوية الفلسطينية

وأكدت أن محاولات الشرطة الإسرائيلية العنيفة لإزالة الأعلام الفلسطينية التي رفعت خلال جنازة شيرين أبو عاقلة ما هو إلا أحدث مظهر من مظاهر سحق علامات الهوية الفلسطينية في القدس.

وأوضحت الكاتبة أنه في عام 2018، خصصت الحكومة الإسرائيلية ملياري شيكل "لزيادة السيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية"، والتركيز على تحويل المزيد من المدارس من تدريس المناهج الأردنية إلى المنهج الإسرائيلي. كما أجبرت السلطات الإسرائيلية المدارس القليلة في المدينة على فرض رقابة على الكتب المدرسية التي تناقش التاريخ الفلسطيني.

كما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، في وقت سابق من هذا العام، طلابًا فلسطينيين في الجامعة العبرية بالقدس لغنائهم ما زعمت الشرطة أنه "أغاني فلسطينية وطنية".

وأكدت إليزابيث تسوركوف في مقالها أنه وبلا شك فإن سمعة إسرائيل قد تضررت جراء عملية اغتيال شيرين أبو عاقلة والاعتداء على جنازتها، لكن في الوقت ذاته فإن الرفض الدولي الذي لم ينتج عنه تغيير ملموس، لن يقف عائقاً أمام إسرائيل للاستمرار في ارتكاب انتهاكات أخرى في المستقبل.

وأكدت الكاتبة أنه طالما استمر حلفاء إسرائيل في تحمل هذه الانتهاكات، سيظل الإفلات من العقاب هو القاعدة وليس الاستثناء.

تعليقات القراء