«طوله 30 مترا ووزنه 21 طنا».. هل يشكل صاروخ الصين الجامح خطرًا داهمًا على الأرض؟

الموجز


يحبس العالم أنفاسه مترقبا الصاروخ "لونج مارش 5 بي" الذي أطلقته الصين الخميس الماضي، وخرج عن السيطرة خلال دورانه عائدا إلى الأرض، وسط مخاوف من سقوطه على منطقة مأهولة. لكن هل يستحق هذا الأمر حالة الفزع التي استقبل بها العالم الخبر خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي؟

بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن صاروخ "لونج مارش 5 بي"، الذي يبلغ طوله 30 مترا ووزنه 21 طنا، كان يحمل الكبسولة المركزية لبناء محطة الفضاء الجديدة التي تقوم الصين بتشييدها.

ومن المحتمل أن يسقط الصاروخ الصيني الضخم، على الأرض في أثناء عودته خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد تركه بالمدار الأرضي دون سيطرة أو تحديد للبقعة التي من المفترض أن يسقط فيها. حسبما نشر موقع "مصراوي".

ويقول الخبراء إن معظم الصواريخ لا تصل إلى السرعة التي من شأنها أن تأخذها إلى المدار الأرضي، وعادة ما تدخل الغلاف الجوي وتهبط في منطقة عودة معروفة.

أما هذا الصاروخ الصيني، فإنه يدور حول الأرض كل 90 دقيقة ويمر شمال نيويورك ومدريد وبكين، وإلى أقصى الجنوب عند تشيلي وويلينجتون بنيوزيلندا.

ويزن الجسم الصاروخي 21 طنا، وطوله 100 قدما، بينما يبلغ عرضه 16 قدما.

أين سيسقط الصاروخ؟

هناك مخاوف من سقوط الصاروخ على منطقة مأهولة، وتعني سرعة الصاروخ أن العلماء ما زالوا لا يعرفون متى سيسقط، لكن من المرجح أن يسقط قبل 10 مايو الجاري.

وقال جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في مركز الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد، قال لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الوضع "ليس نهاية الحياة".

وأوضح: "لا أعتقد أن الناس يجب أن يتخذوا الاحتياطات؛ خطر حدوث بعض الضرر أو أن يصيب شخصًا ما ضئيل جدًا -لا يمكن إهماله، يمكن أن يحدث- لكنه خطر ضئيل للغاية.. هناك أشياء أكبر بكثير تقلق بشأنها."

وأشار ماكدويل إلى أن تحديد المكان الذي يمكن أن يتجه فيه الحطام يكاد يكون مستحيلًا في هذه المرحلة بسبب السرعة التي يتحرك بها الصاروخ - حتى مع التغييرات الطفيفة في الظروف التي تغير المسار بشكل جذري.


وأكد: "نتوقع إعادة دخول الصاروخ في وقت ما بين الثامن والعاشر من مايو. وفي فترة اليومين هذه، يدور حول الأرض 30 مرة. لذا يجب ألا تصدق أي شخص يقول لك أنه يعرف مكان سقوط الصاروخ.. لا تصدقهم قبل بضع ساعات على الأقل من إعادة الدخول لأننا لن نعرف مسبقًا."

لكنه راهن في الوقت ذاته سقوط الصاروخ في المحيط الهادئ، قائلاً "المحيط هو الرهان الأكثر أمانًا على مكان سقوط الحطام، لمجرد أنه يشغل معظم سطح الأرض، إذا كنت تريد أن تراهن على المكان الذي سيهبط فيه شيء ما على الأرض، فأنت تراهن على المحيط الهادئ، لأن المحيط الهادئ هو الجزء الأكبر من الأرض. الأمر بهذه البساطة".

ويقول خبراء إن هناك أجزاء من الصاروخ سوف تحترق أثناء عودته، في حين أن بعض المواد المكون منها الصاروخ مقاومة للحرارة، مثل خزانات الفولاذ المقاوم للصدأ أو التيتانيوم.

وأضافوا أن أي حطام لم يحترق عند عودة الصاروخ من المحتمل أن يشكل خطرا على الأشخاص والممتلكات.


البنتاجون يتابع مساره

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون"، إنها تتعقب مسار الصاروخ الصيني، متوقعة أن يدخل الغلاف الجوي للأرض في 8 مايو الجاري.

وشدد متحدث البنتاجون، مايك هوارد، على أن قيادة الفضاء الأمريكية، أنه "لا يمكن تحديد نقطة الدخول الدقيقة للصاروخ إلى الغلاف الجوي للأرض إلا في غضون ساعات قبل عودته"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

أول محطة فضائية

وانطلقت الوحدة التي يطلق عليها اسم "تيانخه" أي "تناغم السماوات"، على متن الصاروخ "لونج مارش 5 بي" –أكبر الصواريخ الصينية- يوم الخميس الماضي، من مركز ونتشانج للإطلاق الفضائي في جزيرة هاينان الجنوبية.

وهذه الوحدة واحدة من ثلاثة مكونات رئيسية لما ستصبح أول محطة فضائية تطورها الصين لتنافس المحطة الفضائية الدولية، وهي المحطة الوحيدة العاملة حاليا في مدار حول الأرض.

وتدعم الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا واليابان وكندا المحطة الدولية. وكانت الولايات المتحدة قد منعت الصين من المشاركة فيها، بحسب وكالة "رويترز".

ويعد إطلاق الوحدة تيانخه أول مهمة من 11 مهمة مطلوبة لاستكمال بناء المحطة الفضائية التي ستدور حول الأرض في مدار على ارتفاع يتراوح بين 340 و450 كيلومترا.

وتشمل المهام المتبقية إطلاق وحدتين رئيسيتين أخريين وأربع سفن فضائية مأهولة وأربع سفن فضائية لنقل شحنات.
قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن مواقع عالمية وخاصة تداولت صوراً بالأقمار الصناعية، بشأن خروج الصاروخ الصيني Long March 5B (CZ- 5B) عن السيطرة؛ ما أثار الذعر لدى عدد من سكان العالم والمهتمين بعلوم الفضاء.

وأوضح القاضي، في بيان عاجل اليوم الأربعاء، أن هذا الصاروخ تم فقدان السيطرة عليه وهو في محاولة للعودة غير المنضبطة إلى الأرض بعد إطلاقه من محطة الفضاء الصينية، حيث إنه من المرجح أن يسقط جزء من الصاروخ الصيني Long March 5B الذي تم استخدامه لإطلاق الوحدة الأولى لمحطة الفضاء الصينية الأسبوع الماضي، إلى الغلاف الجوي للأرض في الأيام المقبلة.

وأضاف رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أنه من غير الواضح متى وأين سيهبط الحطام، بينما تشير البيانات المتاحة من مواقع مراقبة الأجسام الفضائية احتمالية دخوله للغلاف الجوى للأرض يوم 9 مايو المقبل. حسبما نشر موقه "مصراوي".

وأوضحت الدكتورة سوزان صمويل، الأستاذ المساعد بقسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد، بأنه كانت الصين قد أطلقت أول وحدة لمحطة الفضاء الخاصة بها في المدار في وقت متأخر من يوم الأربعاء الماضي 28 أبريل 2021؛ حيث أطلق صاروخ لونج مارش 5 بي (Long March 5B) بنجاح وحدة تيانخه (Tianhe) التي تزن 22.5 طنًا من وينتشانغ (Wenchang) يوم الخميس بالتوقيت المحلي.

انفصل تيانخه عن الجسم الرئيسي للقاذفة بعد 492 ثانية من الطيران، ودخل مباشرة مداره الأول المخطط له، لكن قاذفة البعثة (Long March 5B) وصلت أيضًا إلى المدار وتتجه بشكل غير متوقع إلى الأرض والتي يبلغ وزنها 21 طنًا تقريبًا وطولها نحو 30 متراً.

وتشير البيانات إلى أن هذا الصاروخ يدور في مدار حول الأرض بارتفاعات تتراوح بين 160 و260 كم وبسرعة متوسطة تزيد قليلًا عن 28 ألف كم؛ مما يجعله يكمل دورة كاملة حول الأرض في نحو 90 دقيقة في مدار بيضاوي.


وأوضحت الدكتورة سوزان أنه تم تصميم Long March 5B خصيصًا لإطلاق وحدات محطة فضائية في مدار أرضي منخفض، ويستخدم بشكل فريد جزءًا أساسياً (مرحلة أساسية) وأربعة معززات جانبية لوضع حمولته مباشرة في مدار أرضي منخفض، ومع ذلك فإن هذه المرحلة الأساسية هي الآن أيضًا في المدار ومن المرجح أن تقوم بإعادة الدخول غير المنضبط خلال الأيام المقبلة؛ حيث يؤدي التفاعل المتزايد مع الغلاف الجوي إلى جذبها إلى الأرض.

وتابعت سوزان: وإذا كان الأمر كذلك، فستكون واحدة من أكبر حالات إعادة الدخول غير المنضبط لمركبة فضائية، بينما توجد احتمالات، غير مؤكدة، بأن تهبط على منطقة مأهولة.

وعلى نسق آخر، فان معظم المراحل الأولى للصواريخ لا تصل إلى السرعة المدارية وتعود إلى الغلاف الجوي وتهبط في منطقة عودة محددة مسبقًا. أيضا تقوم بعض المراحل الثانية الأكبر حجمًا بإجراء مناورات للوصول إلى ارتفاعات منخفضة لتقليل تواجدها في المدار وتقليل فرص الاصطدام مع المركبات الفضائية الأخرى أو تعود للدخول إلى الغلاف الجوي على الفور. ولكن هذا لم يحدث مع Long March 5B. فقد كانت هناك تكهنات بأن نواة Long March 5B ستؤدي مناورة نشطة للتخلص من نفسها، ولكن يبدو أن هذا لم يحدث.

وقد صرح وانغ جويه (Wang Jue)، القائد العام لمركبة الإطلاق Long March 5B في مؤتمر صحفي في Wenchang يوم الخميس الماضي، بأن هذا الإصدار الثاني من Long March 5B قد شهد تحسينات على الإطلاق الأول ، ولكن لم يتم الإعلان عن مناورة deorbit محتملة.

حيث قد شهد الإطلاق الأول لـ Long March 5B أيضًا وصول المرحلة الأولى إلى المدار وإعادة الدخول غير المنضبط بعد ستة أيام؛ حيث حدثت عودة الدخول فوق المحيط الأطلسي وفقًا لسرب مراقبة الفضاء الثامن عشر التابع لقوة الفضاء الأمريكية.

وحيث إن الصاروخ يدور حول الأرض كل 90 دقيقة تقريبًا؛ بالتالي فإن تغيير بضع دقائق فقط في وقت العودة يؤدي إلى نقطة عودة على بعد آلاف الكيلومترات. كما أن الميل المداري لمرحلة Long March 5B الأساسية يقدر بـ 41.5 درجة وهذا يعني أن جسم الصاروخ يمر شمالًا بعيدًا قليلاً عن نيويورك ومدريد وبكين وحتى جنوب تشيلي وويلينجتون ، نيوزيلندا، ويمكنه إعادة الدخول في أي نقطة داخل هذه المنطقة. كما أنه من المستحيل حتى الآن التنبؤ أين ومتى سيهبط Long March 5B.

وتعتمد سرعة هذه العملية على حجم وكثافة الجسم كما تعتمد عل عدة متغيرات أخرى منها التقلبات الجوية وعلى متغيرات أخرى، والتي تتأثر نفسها بالنشاط الشمسي وعوامل أخرى.

وقد تحترق المرحلة الأساسية ل Long March 5B في الغلاف الجوي للأرض عندما تسقط خارج المدار ، لكن قطعًا كبيرة من الحطام يمكن ألا تحترق عند العودة، بينما من المرجح أن يسقط الحطام في المحيطات التي تغطي معظم الكوكب، فإنه لا يزال من الممكن أن يهدد المناطق المأهولة.

جدير بالذكر، أن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لديه محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي تم تدشينها في ديسمبر الماضى، جارى الآن التواصل مع الجانب الصينى الذي يربطه علاقة تعاون علمي مع المعهد لتبادل أي بيانات قد تتيح مشاركة المعهد في مراحل تفصيلية من مراقبة ذلك الصاروخ.

وبالتعاون مع الجانب الصيني يقوم المعهد حاليا بإنشاء محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي في مقر المعهد في حلوان، من المقرر أن تكون المحطة الثانية دوليا من حيث قطر التليسكوب، لتعزز إمكانات مصر البحثية في مجال الفضاء ومراقبة الأقمار الصناعية، والتي تضيف للجهود التي تقوم بها مصر لدعم برامج الفضاء خصوصاً بعد إنشاء وكالة الفضاء المصرية عام 2018.

يذكر أن مصر ممثلة في المعهد بدأت في رصد الأقمار الصناعية منذ عام 1957 مع إطلاق أول مركبة فضائية روسية بنظام الكاميرات تطورت إمكانيات المعهد إلى أن أصبحت أول محطة لرصد القمار الصناعية باستخدام اشعة الليزر عام 1981 والتي ما زالت تعمل في حلوان أيضا.

تعليقات القراء