مبعوث أمريكى يبدأ جولة تشمل مصر وإثيوبيا والسودان لبحث أزمة سد النهضة.. وإثيوبيا تتحدى.. وتصريحات مصرية «قوية» من واشنطن

الموجز

دعت أديس أبابا، إلى الانتهاء من المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة، مع مصر والسودان، وفقا لإعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث عام 2015، وأكدت فى الوقت نفسه التزامها «بمعالجة جميع القضايا ذات الصلة من خلال الحوار والمفاوضات».

وزارة الخارجية الإثيوبية

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية، فى بيان نشر أمس، بشأن أزمة سد النهضة، والخلاف الحدودى مع السودان، إنها تريد إنهاء مفاوضات إعلان المبادئ الذى أبرم خلال قمة ثلاثية بالخرطوم بين قادة الدول الثلاث، أقروا خلالها «إعلان المبادئ» فى عام 2015، لحلّ مشكلة سد النهضة. على حد تعبيرهم.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن المبعوث الأمريكى الخاص للقرن الإفريقى، جيفرى فيلتمان، بدأ جولة تشمل مصر وإريتريا وإثيوبيا والسودان لبحث أزمة سد النهضة.

وأعلنت الوزارة، فى بيان، أن زيارة فيلتمان «تؤكد التزام الإدارة الأمريكية بقيادة جهد دبلوماسى لمعالجة الأزمات السياسية والأمنية والإنسانية المترابطة فى القرن الإفريقى»، وأضافت أن فيلتمان «سينسق سياسة الولايات المتحدة فى جميع أنحاء المنطقة لتحقيق هذا الهدف».

الرئيس الإريترى

ووصل الرئيس الإريترى، إسياسى أفورقى، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، لبحث عدد من الملفات، أبرزها العلاقة مع إثيوبيا والتوسط لحل أزمة سد النهضة، ويجرى أفورقى مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان حول دعم وتعزيز التعاون الثنائى وتطوير العلاقات بين البلدين. حسبما نشر موقع "سكاي نيوز".

سفير مصر في واشنطن

واتهمت إثيوبيا، السودان، بتغيير موقفه بشأن سد النهضة، كما وجهت انتقادات للخرطوم بشأن ما وصفته بـ«ادعاءات ملفقة» بشأن الاشتباكات الحدودية بين البلدين، وقالت الخارجية الإثيوبية إن الخرطوم «كانت تعتبر سد النهضة مفيدا»، معتبرة أن هذا الموقف «تغير فجأة»، وزعمت أن مصر والسودان يقومان بـ«تسييس القضايا الفنية» بشأن السد. وجددت إثيوبيا تمسكها بالوساطة التى يقودها الاتحاد الإفريقى فى مفاوضات سد النهضة مع السودان ومصر.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتى: «إننا متمسكون بقيادة الاتحاد الإفريقى فى المفاوضات».

وشارك سفير مصر في واشنطن، معتز زهران، في ندوة بكلية الحرب الوطنية الأميركية، بحضور عدد من طلبة وقيادات وأركان الكلية، حيث تناول الأهمية الاستراتيجية الخاصة للعلاقات المصرية الأميركية، ودور مصر في إرساء الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وإفريقيا، وملفات أخرى.

وجاءت قضية سد النهضة كأحد أبرز الموضوعات التي تناولها السفير زهران، حيث أبرز أن مصر لن يمكنها بأي حال التهاون فيما يخص أمنها المائي، محذراً من أن الإدارة الأحادية لعملية ملء وتشغيل سد النهضة يمكن أن ينجم عنها تفاقم حالة الفقر المائي في مصر، وكذا تفاقم الآثار السلبية لتغير المناخ على نحو لا يمكن احتواؤه، وحدوث أضرار بيئية واجتماعية واقتصادية هائلة، وهو ما أكد أنه لا يمكن السماح بحدوثه.

واعتبر زهران، في تصريحاته التي صدرت في بيان عن وزارة الخارجية نشره حساب مجلس الوزراء، الثلاثاء، أن قضية مياه النيل في كل من مصر والسودان أخطر من أن تُترك أسيرة للوضع الداخلي في إثيوبيا، لما لها من تبعات جسيمة على شعوب المنطقة.


سد النهضة

وأشار إلى أن الإدارات الإثيوبية المتعاقبة هي التي دأبت، وبشكل متعمد، على اتباع سياسات تقوم على تأجيج الرأي العام الإثيوبي فيما يخص موضوعات مياه النيل، والمتاجرة بها داخلياً، في إطار محاولة لاحتواء التوترات الداخلية المزمنة بإثيوبيا، بدلاً من السعي للتوصل إلى حل وسط يؤمن المصلحة المشتركة لشعوب المنطقة.

وأبرز السفير المصري أنه كان ثمة حل على مائدة المفاوضات في واشنطن العام الماضي، يتيح توليد الكهرباء بأقصى كفاءة ممكنة من سد النهضة، كما يضمن حق إثيوبيا في إقامة مشروعات مستقبلية تحت مظلة القانون الدولي، غير أن الجانب الإثيوبي تغيب في اللحظة الأخيرة عن الاجتماع المخصص لتوقيع الاتفاق.

وقال زهران إن إثيوبيا تفضل التحرك الأحادي دون التقيد بالقانون الدولي، ودون أي تنسيق أو تشاور مسبق فيما يخص مشروعات السدود، وهي السياسة الممنهجة التي تتبعها مع مختلف جيرانها، مما تسبب في أن أصبحت بحيرة توركانا في كينيا على وشك الانقراض، على نحو ما أعلنت اليونسكو، كما يلحق أضراراً جسيمة بسكان حوض نهري جوبا وشبيلي في الصومال.

وشدد السفير زهران على أن مصر لا يمكن أن تسمح بتكرار مثل هذه الممارسات الإثيوبية الأحادية في حوض النيل أيضاً، وأن ذلك يُعد قضية وجودية ومصيرية بالنسبة للشعب المصري، مطالباً بدعم الولايات المتحدة لعملية الوساطة الراهنة تحت قيادة رئيس الاتحاد الإفريقي، من أجل التوصل لاتفاق ملزم على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة في أقرب وقت، لحماية الأمن والاستقرار في المنطقة، وزوداً عن المصالح الاستراتيجية الأميركية مع الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا.

تعليقات القراء