بعد زيارته لجنوب إفريقيا.. وزير الخارجية يصل الكونغو حاملا رسالة السيسي حول سد النهضة

كتب: ضياء السقا

وصل وزير الخارجية سامح شكري، إلى كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الشقيقة، حاملاً رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي حول تطورات ملف سد النهضة والموقف المصري في هذا الشأن.

ونشر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ صورا لوزير الخارجية خلال وصوله إلى العاصمة كينشاسا.

يأتي ذلك بعد لقاء وزير الخارجية، بسيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة، حيث قام بتسليمه الرسالة الموجهة من رئيس الجمهورية، وذلك في سياق الجولة التي يقوم بها لعدد من الدول الأفريقية الشقيقة.

وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الرسالة التي قام الوزير شكري بتسليمها تناولت الوضع الحالي لمفاوضات سد النهضة وموقف مصر ازاء هذه القضية، وذلك في إطار حرص مصر على التنسيق والتشاور مع جنوب أفريقيا في ضوء مكانتها على الساحة القارية وعضويتها الحالية في هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي.  وقد حرص وزير الخارجية على الاعراب، في هذا السياق، عن تقدير مصر للجهود التي بذلتها جنوب أفريقيا في ملف سد النهضة طوال رئاستها السابقة للاتحاد الأفريقي.

وأضاف حافظ أن وزير الخارجية استعرض أيضاً خلال اللقاء ما خلُصت إليه اجتماعات كينشاسا الأخيرة، مشدداً على أن مصر برهنت خلال هذه الاجتماعات على ما تتحلى به من إرادة سياسية صادقة تهدف إلى تدشين مسار تفاوضي جاد يؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحقق مصالح الدول الثلاث ويحفظ حقوقها، حيث أنه من شأن التوصل لهذا الاتفاق المنشود تعزيز الأمن والاستقرار الاقليمي.

واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلى تناول اللقاء كذلك العلاقات الثنائية بين البلديّن، حيث أكد وزير الخارجية على الإرادة المصرية الهادفة لمواصلة تعزيز العلاقات بين مصر وجنوب أفريقيا في شتى مجالات التعاون الثنائي، وذلك في ظل ما تشهده العلاقات من تنسيق وثيق بين  الرئيس عبد الفتاح السيسي وشقيقه الرئيس رامافوزا، سواء على الصعيد الثنائي أو القاري في مختلف القضايا المُلحة المطروحة على الساحة الأفريقية.

بيان وزارة الموارد المائية والري

وكانت وزارة الموارد المائية والري، قد أصدرت بيانا أكدت خلاله أنه بالإشارة لقيام الجانب الإثيوبى بفتح المخارج المنخفضة بسد النهضة الإثيوبى وذلك تمهيداً لتجفيف الجزء الأوسط من السد للبدء فى أعمال التعلية لتنفيذ عملية الملء للعام الثانى لسد النهضة.

وفى ضوء من نشر من مغالطات فإن الأمر يتطلب توضيح النقاط التالية :

- الادعاء الإثيوبى بأن المخارج المنخفضة (Bottom Outlet) وعددها (2) فتحة قادرة على إمرار متوسط تصرفات النيل الأزرق .. هو إدعاء غير صحيح حيث أن القدرة الحالية للتصرف لا تتعدى 50 مليون م3/ يوم لكلا الفتحتين ، وهى كمية لا تفى بإحتياجات دولتى المصب ولا تكافئ متوسط تصرفات النيل الأزرق.

- تنفيذ عملية الملء الثانى هذا العام وإحتجاز كميات كبيرة من المياه طبقاً لما أعلنه الجانب الإثيوبى، سيؤثر بدرجة كبيرة على نظام النهر، لأن المتحكم الوحيد أثناء عملية الملء فى كميات المياه المنصرفة من السد سيكون هذه المخارج المنخفضة ، وسيكون الوضع أكثر تعقيداً بدءاً من موسم الفيضان (شهر يوليو القادم) لأن الفتحات ستقوم بإطلاق تصرف أقل من المعتاد استقباله فى شهرى يوليه واغسطس ، حيث أن الحد الأقصى لتصرفات المخارج المنخفضة تقدر بـ 3 مليار م3 شهرياً بفرضية الوصول لمنسوب 595 متر ، وهو ما يعنى معاناة دولتى المصب السودان ومصر وذلك فى حال ورود فيضان متوسط ، والوضع سيزداد سوءاً فى حال ورود فيضان منخفض ، الأمر الذى يؤكد على حتمية وجود اتفاق قانونى ملزم يشمل آلية تنسيق واضحة.

- ومن الجدير بالذكر أن مصر سبق لها المطالبة فى عامى 2012، 2015 بضرورة زيادة تلك الفتحات  لإستيفاء احتياجات دولتى المصب وعرضت تمويل التكلفة الزائدة، ولإعطاء مرونة أكبر خلال عمليات الملء والتشغيل والتعامل مع مختلف حالات الفيضان والجفاف ، وإدعت إثيوبيا ان تلك الفتحات كافية وكذلك يمكن تشغيلها بصفة مستمرة حال إنقطاع الكهرباء.

- كان من المفترض قيام الجانب الإثيوبى أثناء عملية الملء الأول بتوليد الكهرباء من خلال وحدات التوليد المبكر (عدد 2 توربينة)، إلا أن الجانب الإثيوبى قام بعملية الملء الأول وتخزين المياه دون توليد كهرباء ، وهو ما يؤكد أن عملية الملء الأول تمت لأسباب إعلامية وسياسية وليس لأسباب فنية.

- مخارج التوربينات الثلاثة عشر غير جاهزة للتشغيل حالياً ، ومن ثم فإن توليد الكهرباء بالدرجة التى يروج لها الجانب الاثيوبى غير صحيح، وهناك ارتباط قوى بين جاهزية التوربينات للتوليد وبين كمية المياه المخزنة ، ولكن الجانب الإثيوبى يسابق الزمن لفرض أمر واقع على دولتى المصب من خلال ملء بحيرة السد للعام الثانى على الرغم من عدم جاهزية السد للتوليد الكهربائى المخطط له.

- أما بخصوص ما ذكر بأن السد يطابق المواصفات العالمية، فهو إدعاء غير صحيح لأن إثيوبيا تقوم ببناء السد بطريقة غير سليمة ، ونذكر على سبيل المثال : التغييرات فى السد المساعد ، تغيير مستوى فتحات التوربينات، إزالة (3) مخارج توربينات بعد تركيبهم ، تخفيض عدد التوربينات من 16 الى 13، إزالة الاجزاء المعدنية للفتحات التى تعمل الآن ثم تركيبهم، عدم صب الخرسانة فى أجزاء السد المختلفة بطريقة متجانسة، ما أثير من شبهات فساد تسببت فى توقف المشروع لأكثر من مرة.

- من المتعارف عليه حدوث مشاكل فنية اثناء التشغيل التجريبي لتلك الفتحات او للتوربينات المبكرة (2 توربينة) - ذلك حال تمكن الجانب الاثيوبي من تشغيلها- مما سيؤثر بصورة كبيرة على تدفقات المياه لدول المصب.

واننا اذ نؤكد على أن مصر أبدت مرونة كبيرة خلال المفاوضات على مدى السنوات العشرة الماضية بهدف الوصول لإتفاق قانوني عادل وملزم فيما يخص ملء وتشغيل سد النهضة، كما نؤكد أن شروع الجانب الإثيوبى فى بدء عملية الملء الثانى للسد هو استمرار للنهج المتبع بفرض سياسة الأمر الواقع بإتخاذ إجراءات أحادية من شأنها إحداث ضرر بدولتي المصب، وذلك لغياب آلية تنسيق واضحة بين الدول الثلاث فى إطار إتفاق قانوني عادل وملزم.

تعليقات القراء