«ترحيب وإدانة».. ردود أفعال لأول ضربة جوية أمريكية في عهد بايدن

الموجز

وسط ترحيب من جانب حلفاء الولايات المتحدة، وإدانة من جانب روسيا الحليف الأقوى لسوريا، نفذت الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت متأخر من ليل أول أمس، ضربة جوية في سوريا، استهدفت فصائل موالية لإيران، حسب التصريحات الأمريكية، وذلك في أول عمل معروف للجيش الأمريكي في عهد إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن.

المرصد السوري لحقوق الإنسان

في البداية أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره العاصمة البريطانية «لندن»، إلى دوي انفجار عنيف ضرب منطقة «حارم» بالقرب من الحدود السورية مع لواء اسكندرون، بريف إدلب الشمالي الغربي، تزامنًا مع تحليق لطيران مسير يرجح أنه تابع لـ«التحالف الدولي» ضد تنظيم «داعش» الإرهابي بقيادة الولايات المتحدة في الأجواء. حسبما نشر موقع "الوطن".

فصيل مدعوم من إيران

ولاحقًا أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، أن سلاح الجو الأمريكي وجه ضربة مباشرة ضد موقع تابع لجماعة مسلحة مدعومة من إيران داخل سوريا، أمس الخميس، بحسب شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية الأمريكية.

وتعد الضربة أول عملية عسكرية تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضد مجموعات مدعومة من إيران.

وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره العاصمة البريطانية «لندن»، أن 17 مقاتلًا مواليًا لإيران قتلوا في الغارة الأمريكية.

وأوضح «البنتاجون» أن مقاتلات أمريكية شنت عدة غارات على ميليشيات تدعمها إيران في شرقي سوريا، ردًا على الهجمات الأخيرة، ضد موظفين أمريكيين في العراق.

وأشار إلى أن الغارة دمرت عدة مواقع تستخدمها ميليشيا «كتائب حزب الله» و«كتائب سيد الشهداء».

وأفاد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية للصحفيين، مساء أمس الخميس،  بتدمير مجموعة أهداف عسكرية بعد توافر معلومات استخباراتية مفادها أن جماعة مسلحة كانت تُخطط لتنفيذ هجمات صاروخية ضد مواقع لقوات أمريكية في العراق.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن المجموعة المستهدفة داخل سوريا تتلقى تعليمات ودعمًا مباشرًا من «الحرس الثوري الإيراني»، ولديها تاريخ طويل في تنفيذ اعتداءات إرهابية ضد مصالح واشنطن.

رسالة من بايدن وتوصية من وزير الدفاع

وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إن الضربة الجوية الأمريكية على الميلشيات في سوريا كانت بتوصية منه، وتأكيدًا على ما تم قوله بأن واشنطن سترد في الوقت المناسب.

وأضاف أوستن، أنه يثق أن المبنى الذي تم استهدافه في سوريا تستخدمه الميليشيات المسؤولة عن الهجمات الأخيرة، وفقا لما ذكرته شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية.

وتابعت الدفاع الأمريكية قائلة، إن الغارة رسالة واضحة بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيتحرك لحماية الأمريكيين و«التحالف الدولي» ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.

كتائب حزب الله وسيد الشهداء

وأشار البنتاجون، في بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم الوزارة الأمريكية، جون كيربي، إلى أن الضربة الجوية الدفاعية تمت بدقة عالية ضد تنطيمي «كتائب حزب الله»، و«كتائب سيد الشهداء» المدعومين من طهران داخل الأراضي السورية.

وأشار إلى أن هذه الضربات أُجيزت كرد على الهجمات الأخيرة التي استهدفت قوات أمريكية وأخرى تابعة لـ«التحالف الدولي» في العراق.

وكان  مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبدالرحمن، قال في وقت سابق لوكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، إن الغارات استهدفت معبرًا غير شرعي، جنوبي البوكمال في محافظة «دير الزور» شرقي سوريا، بمحاذاة الحدود مع العراق، أدت إلى تدمير 3 شاحنات محملة بذخائر دخلت من العراق.

وأضاف عبدالرحمن، أن هناك عدد كبير من القتلى، موضحًا أن المعلومات الأولية، أشارت إلى سقوط 17 قتيلا على الأقل من المقاتلين العراقيين في «الحشد الشعبي».

«جمهوريون» يرحبون بضربات بايدن

ورحب السناتور الجمهوري، ماركو روبيو، بالغارات الجوية التي نفذتها بلاده ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، والمسؤولة عن تنفيذ هجمات على المصالح الأمريكية في العراق مؤخرا.

وقال روبيو، في تغريدة، إن الميليشيات المدعومة من إيران، شنت 3 هجمات ضد الأمريكيين في الأسبوعين الماضيين، والضربات التي أمر بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضد هذه الميليشيات كانت هادفة ومتناسبة وضرورية، وفقا لما ذكرته قناة «العربية» الإخبارية.

وأوضح السناتور الجمهوري، ليندسي جراهام، أنه يقدر قيام إدارة بايدن بضرب الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، التي كانت تضغط على القوات الأمريكية في العراق وأماكن أخرى.

وأضاف جراهام، أنه من الضروري أن يعرف أعداء الولايات المتحدة أن مهاجمة الأمريكيين لها ثمن، مشيرا إلى أنه يدعم هذه الضربة ويجب أن تخلق الردع الضروري مستقبلا.

شركاء في التحالف يؤديون

من جانبه، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، إن قرار استهداف هذه المواقع في سوريا أُتخذ من أعلى إلى أسفل، ولم يكن بسبب توصية محددة من الجيش، وفقا لما ذكرته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الامريكية.

ووصف «البنتاجون»، العملية بأنها رد عسكري متناسب اتُخذ «مع إجراءات دبلوماسية»، منها مشاورات مع شركاء في «التحالف الدولي» ضد تنظيم «داعش» الإرهابي بقيادة واشنطن، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

وذكرت الوزارة الأمريكية  أن العملية ترسل رسالة لا لبس فيها، موضحة أن بايدن سيعمل على حماية الأفراد الأمريكيين وقوات التحالف الدولي.

إدانة روسية للهجوم على سوريا

في المقابل، أعلنت الخارجية الروسية، إدانتها للضربة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى سوريا، وأنها تعتبرها «انتهاكًا غير مقبول للقانون الدولي»، وفقا لما نشره موقع «سكاي نيوز عربية»، في نبأ عاجل.

وندد رئيس لجنة الشؤون الدولية لمجلس الاتحاد الروسي السيناتور قسطنطين كوساتشيوف، والنائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية، في المجلس فلاديمير جاباروف بالاعتداء الأمريكي، بحسب وكالة الأنباء السورية.

وأكد كوساتشيوف أن الولايات المتحدة تنتهك قواعد ومبادئ القانون الدولي وتصعد الأوضاع في الشرق الأوسط بدون مسوغات واضحة، مشدداً على أن واشنطن تعمد إلى استخدام القوة العسكرية بصورة غير مبررة وتصدر أحكاماً وتنفذها دون مراعاة قواعد ومبادئ القانون الدولي.

وقال السيناتور جاباروف:«هذا القصف الأمريكي غير قانوني لأننا نتحدث عن قصف أراضي دولة ذات سيادة، محذراً من أن مثل هذه الأعمال قد تؤدي إلى صراع ضخم».

وأشارت وكالة الأنباء السورية إلى أن هذا العدوان يأتي في وقت تجري فيه وحدات الجيش العربي السوري، بحملة تمشيط واسعة ضد فلول إرهابيي تنظيم «داعش» في منطقة البادية السورية، قضت خلالها على العديد من الإرهابيين ودمرت مقارهم وأوكارهم.

تعليقات القراء