3 قضايا على الطاولة.. خلاف محتمل بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وجو بايدن

 


تشغل بال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قضايا عديدة في الوقت الحالي، أبرزها التطورات الحاصلة على الملف النووي الإيراني، والانتخابات البرلمانية داخل إسرائيل، والصراع مع الفلسطينيين.

وتجري إسرائيل انتخاباتها البرلمانية في مارس (آذار) المقبل، وهي الانتخابات الرابعة في عامين، وتشهد منافسة كبيرة بين العديد من الأحزاب، أبرزها "أمل جديد" بقيادة اليميني المنشق عن حزب الليكود جدعون ساعر، إضافة إلى حزب "اليمين الجديد" بقيادة نفتالي بينيت، وتشير التوقعات أن جدعون ساعر وبينيت يحضيان بفرصة كبيرة لكسب أكبر عدد من الأصوات، وإزاحة نتانياهو عن كرسي الحكم.

النووي الإيراني
وبحسب الصحافي الإسرائيلي آلون بنكاس، الذي أكد في مقال له بصحيفة "هآرتس" اليوم الجمعة، أن الملف النووي الإيراني واحد من ثلاثة ملفات خلافية بين نتانياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن. الملفان الآخران هما العلاقة التجارية المتنامية بين إسرائيل والصين، والصراع الدائم مع الفلسطينيين، والذي من شأنه يوتر العلاقة بين تل أبيب والإدارة الأمريكية الجديدة التي أكدت على ضرورة حل الدولتين لإنهاء الصراع.

وبحسب الصحافي الإسرائيلي، فإن انكفاء إدارة جو بايدن على نفسها وتطلعها نحو الأزمات الداخلية في أمريكا، الناشئة عن فيروس كورونا الذي قتل أكثر من 400 ألف أمريكي، وأدى لتدهور الاقتصاد، إضافة إلى تنامي العنصرية والانقسام في المجتمع بفعل سياسات ترامب، يعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أملاً بتخفيف الإدارة الأمريكية تطلعاتها نحو الملفات الخارجية، وعدم إيلائها أهمية كبيرة، خاصة الشرق الأوسط.

ويستغل نتانياهو صراعه لثني أمريكا عن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، لصرف النظر عن الدعوات المطالبة بمحاكمته بقضايا الفساد، وكسب المزيد من الأصوات المؤيدة لحزب الليكود اتحقيق فوز جديد بالانتخابات وتمديد فترته الرئاسية.

وعلى الصعيد الخارجي، فإن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يطمح هو وبايدن لاستعادة دور أمريكا عالمياً، وتعزيز علاقاتها مع حلفائها الأوروبيين، والانخراط مجدداً في التحالفات والمنظمات الدولية التي انسحب منها ترامب، ما يعني أنها لن تولي التطورات الحاصلة في الشرق الأوسط اهتماماً كبيراً.

الصين وإسرائيل
ويثير تنامي معدل التجارة بين إسرائيل والصين، قلق واشنطن، خاصة وأن بكين تستثمر بشكل كبير في في البنية التحتية الاستراتيجية، مثل ميناء حيفا، ومرافق تحلية المياه، وشبكات الجيل الخامس الخلوية، والقطارات والتعاون الدفاعي الواضح.

وترفض الولايات المتحدة كل مظاهر التعاون المتزايدة بين إسرائيل والصين، وفي عامي 1999 و2000، ضغطت واشنطن على إسرائيل بلا هوادة للتراجع عن بيع أنظمة الإنذار والتحكم الجوية "فالكون" إلى الصين، ورضخت إسرائيل لمطلب الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون وألغت الصفقة.

الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني
أخيراً، يعد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، نقطة خلاف جوهرية بين إدارة جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن ما زالت رؤية الإدارة الأمريكية لحل الصراع غير واضحة تماماً، ويرجح الخبراء أن تتبنى الإدارة الأمريكية الجديدة نموذج وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون القائم على المفاوضات لحل الصراع عبر تطبيق حل الدولتين. كما يرجح الخبراء أن تبني إدارة بايدن على اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل والدول العربية الأربع، الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، لحلحلة الصراع. أو قد تتبنى رؤية جديدة تماماً. ويبدو أن إدارة بايدن، لن تتساهل مع التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، سواء كان لأغراض انتخابية أو توسع حقيقي يترجم على الواقع، بحسب قول آلون بنكاس.

تعليقات القراء