«إيه الحكاية يا مصطفى؟.. مش عايزه يقتل».. تفاصيل مكالمة الفقي ومبارك عن توريث الحكم

الموجز

أثار ملف توريث جمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الكثير من الجدل في مصر قبل أحداث ثورة 25 يناير، خاصة بعد أن أصبح بشار الأسد رئيسا لسوريا مطلع الألفية الثالثة، خلفا لوالده الراحل حافظ الأسد.

وبين مؤيد ومعارض تحدّث الكثيرون عن الأمر، لكن مبارك تعامل مع الأحاديث بشكل غير متوقع، حسب ما جاء في مذكرات الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، الصادرة مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية، بعنوان «الرواية.. رحلة الزمان والمكان». حسبما نشر موقع "الوطن".

ما حكاية التوريث يا مصطفى؟

«قال لي يا مصطفى ما حكاية التوريث؟، أنتم اختلقتم موضوعا لا وجود له وتعارضونه».. قال الرئيس الأسبق بحسب رواية الفقي في مذكراته، في مكالمة هاتفية في العام 2006، سأله فيها عن أمر التوريث.

يقول الفقي: «تلقيت مكالمة هاتفية من الرئيس الأسبق مبارك في 2006، كنت آنذاك رئيسا للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب، وكان معروفا أنّ الرئيس الأسبق يتصل أحيانا ودون مناسبة ببعض من عملوا معه من مساعديه السابقين أو أصدقائه، ليطرح عليهم موضوعا مترقبا ردود أفعالهم».

الفقي يتحفظ في الرد

تعمّد الفقي التحفظ الشديد في الرد، وأجاب مبارك: «أي توريث يا سيادة الرئيس؟»، فأجابه: «يكون ابني جمال بعدي في الحكم، مصر ليست سوريا، ويستحيل أن يحدث ذلك، الأمر مسألة خطيرة ونهاية السادات تؤكد ذلك، وأنا لا أريده أن يقتل»، فقال الفقي: «سيادة الرئيس هذا هو حديث سيادتك، لكن هناك آخرين يروجون أحاديث أخرى».

ويوضح الفقي في مذكراته، أنّ مبارك قال: «جمال ابني شاب كأي شاب من أبناء مصر، لا بد أن يعيش حياته الطبيعية، ويستفيد بما أتاحته له الظروف، ستقول إذا كان الأمر كذلك، وليست له طموحات سياسية، فلماذ يعمل جمال في الحزب والعمل العام؟، أقول لك السبب ببساطة هو أنّني لا أريده أن يسافر ويعيش بعيدا عني في لندن كما كان يريد، وأنا تجاوزت الخامسة والسبعين وأريده بجانبي يساعدني كغيره من أبناء الوطن».

الدوائر المختلفة

وأنهى مبارك حديثه مع الفقي، بعد أن قال كل ما أراد أن يصل للدوائر المختلفة في أروقة السلطة أو خارجها، ويقول الفقي: «كان يعلم جيدا أنّني على تواصل مع الأطراف كافة، واعتبرت أنّ مبارك بذلك الحديث ضد مشروع التوريث، ولكن ربما كانت هناك أطراف أخرى تدفع به إلى الأمام».

تعليقات القراء