«لمن الغلبة».. بعد إعلان الحرب بين «أرمينيا وأذربيجان».. من الأقوى عسكريا؟.. واتهامات لمليشيات تركية بالتدخل!

الموجز

تواصل قوات أرمينيا وأذربيجان لليوم الثاني على التوالي تبادلهما لإطلاق النار بكثافة في ناغورنو كاراباخ، وسط اتهامات من الطرفين باستخدام الأسلحة الثقيلة في المعارك الأكثر دموية منذ عام 2016.

وأعلن الاثنين مقتل 15 مسلحا أرمينيا، ما أدى إلى ارتفاع الحصيلة الإجمالية للمواجهات الدائرة في ناغورنو كاراباخ إلى 39 قتيلا، في حين لم تقدم أذربيجان أي معلومات عن خسائرها.

ويثير إقليم ناغورنو كاراباخ الذي أعلن استقلاله في 1991 خلافا بين أذربيجان وأرمينيا منذ وقت طويل، علما بأن المنطقة تقطنها أغلبية من الأرمن.

وقف إطلاق النار

وفي عام 1994، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، إلا أن الجانبين يتبادلان الاتهامات بشن هجمات من حين لآخر.

ورغم وساطة دولية بدأت قبل سنوات طويلة، لم يتمكن البلدان من التوصل إلى حل للنزاع حول الإقليم الذي تهدد باكو باستمرار باستعادة السيطرة عليه بالقوة.

وتتمتع المنطقة المتنازع عليها بحساسية كبيرة، حيث تنتمي أرمينيا لتحالف سياسي عسكري تقوده موسكو، ويتمثل بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، في حين تحظى أذربيجان بدعم من تركيا.

لمن الغلبة عسكريا؟

وتشير الأرقام الخاصة بموقع "CIA FACTBOOK" والتابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى أن أرمينيا التي يبلغ تعداد سكانها 3021324 نسمة، قد أنفقت في عام 2019 ما يقارب 4.9 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش، والذي كان في 2017 عند حدود 28.34 مليار دولار.

وتتألف القوات المسلحة الأرمنية من 45 ألف جندي عاملين بشكل دائم، 42 ألف منهم يتبعون للقوة البرية، في حين يخدم 3 آلاف منهم في القوة الجوية.

ويصل تعداد الأفراد، الذين يصلحون للخدمة العسكرية في أرمينيا إلى مليون و396 ألف و726 فردا، في حين يصل تعداد قوات الاحتياط إلى 200 ألف وفق بيانات موقع "غلوبال فاير باور".

القدرات العسكرية

وتمتلك أرمينيا التي يحتل جيشها المرتبة 111 عالميا ترسانة أسلحة معظمها روسية أو تعود للحقبة السوفيتية، علما بأن معظم الأسلحة التي قامت باستيرادها منذ عام 2010 روسية الصنع.

ولدى أرمينيا 37 طائرة هليكوبتر، 20 منها هجومية، فضلا عن 13 طائرة تدريب، و9 مقاتلات و3 ناقلات، بينما تتألف قوتها البرية من 110 دبابة و748 مدرعة و38 مدفعا ذاتي الحركة و68 راجمة صواريخ و150 مدفعا ميدانيا، وليس لديها أي قوات بحرية.

أما أذربيجان التي يبلغ تعدادها السكاني 10205810 نسمة، فقد أنفقت السنة الماضية ما يقارب الـ4 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش، والذي كان في 2017 عند حدود 172.2 مليار دولار.

ويعمل في الجيش الأذري 126 ألف جندي دائم، هذا إلى جانب 300 ألف جندي احتياطي، ويصل تعداد الأفراد الذين يصلحون للخدمة العسكري 3781760.

المرتبة 64 عالميا

ويحتل الجيش في أذربيجان المرتبة 64 عالميا بمؤشر أقوى الجيوش في العالم، حيث يمتلك 17 طائرة مقاتلة، و29 طائرة تدريب، وناقلة واحدة، و88 هليكوبتر منها 17 هجومية.

وبالنسبة للقوة البرية في الجيش الأذري، فتتكون من 570 دبابة و1451 مدرعة و187 مدفعا ذاتي الحركة و227 مدفعا ميدانيا و162 راجمة صواريخ.

وتضم ترسانة أذربيجان البحرية التي تأتي في المرتبة 31 عالميا، 4 غواصات وفرقاطة و7 كاسحات ألغام و13 قارب دوريات.

وفيما يتعلق بميزانية الدفاع للبلدين، تشير أرقام "غلوبال فاير باور" إلى أنها تبلغ مليارين و805 ملايين دولار بالنسبة لأذربيجان، ومليار و385 ملايين دولار تخصصها أرمينيا لهذا الغرض.

أعلنت وزارة الخارجية الأرمينية، الاثنين، أن تركيا تزود أذربيجان بالطائرات الحربية والمسيرة، وذلك في ظل تواصلت المواجهات العنيفة بين الانفصاليين الأرمينيين والجيش الأذربيجاني.

خبراء عسكريين أتراك

وأكدت وزارة الخارجية الأرمينية أن خبراء عسكريين أتراك يقاتلون جنبا إلى جنب مع أذربيجان في منطقة ناغورنو كاراباخ.

ولليوم الثاني على التوالي، تبادلت قوات أرمينيا وأذربيجان إطلاق النار بكثافة وتبادل الجانبان الاتهامات باستخدام المدفعية الثقيلة.

وفي السياق، أعلن مسؤولون في المنطقة المتنازع عليها مقتل 15 مسلحا انفصاليا أرمينيا، ما أدى إلى ارتفاع الحصيلة الإجمالية للمواجهات إلى 39 قتيلا.

وأفاد متحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية في بيان بأن "المواجهات العنيفة تواصلت خلال الليل"، في حين أكد مسؤولون في وزارة الدفاع في كاراباخ مقتل 15 مسلحا، ما يرفع حصيلة القتلى في صفوف الانفصاليين المسلحين إلى 32 منذ اندلعت المواجهات الأحد.

كما لقي 5 مدنيين أذربيجانيين ومدنيان أرمينيان من كاراباخ مصرعهم، وفقا حصيلة أُعلن عنها الأحد، فيما لم تعلن أذربيجان عن خسائرها العسكرية.

وقد تكون الخسائر أكبر بكثير، لكن كل طرف أكد أنه ألحق مئات الخسائر بالطرف الآخر، ونشر الجانبان صورا لدبابات مدمرة.

كما ذكرت وزارة الدفاع في كاراباخ أنها استعادت المواقع التي خسرتها في اليوم السابق، لكن أذربيجان أكدت أنها سيطرت على المزيد من الأراضي.

وزارة الدفاع في أذربيجان

وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان، البلد القوقازي الذي أنفق بسخاء على التسلح في السنوات الأخيرة بفضل الثروة النفطية، إن قواتها "قصفت مواقع العدو بالصواريخ والمدفعية والطيران (...) وسيطرت على عدة مواقع استراتيجية في ضواحي قرية تاليش. العدو يتراجع".

وتتبادل أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بإشعال المواجهات الدامية، حيث تقول أذربيجان إنها شنت "عملية مضادة" ردا على "العدوان" الأرمني، مستخدمة القصف المدفعي والمدرعات والقصف الجوي على الإقليم الذي خسرته منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وحرب أودت بحياة 30 ألف شخص، وباتت كاراباخ على إثرها خاضعة لسيطرة الانفصاليين المدعومين من أرمينيا.

وأثارت هذه المعارك، وهي الأكثر دموية منذ عام 2016، قلقًا دوليًا، حيث دعت الأمم المتحدة وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة بشكل خاص إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وأبدت تركيا دعمها الكامل لأذربيجان، واتهمت يريفان أنقرة بالتدخل السياسي والعسكري في الصراع.

وموسكو، التي تحافظ على علاقات ودية مع الطرفين المتحاربين وتعتبر الحكم الإقليمي الأبرز، فتعد أقرب إلى أرمينيا حيث أن البلدين ينتميان إلى نفس التحالف العسكري الذي تهيمن عليه روسيا، منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

تعليقات القراء