بالصور.. 44 عاما على درس «بحر البقر» ومازلنا نُذاكر إسرائيل!.. الصهاينة قصفوا المدرسة بالفانتوم فاستشهد 30 طقلا.. وموشي ديان يتبجح: كانوا يتدربون على القتال بالزي الكاكي

كتب- محمد الحسن:

8 أبريل عام 1970.. نفس هذا اليوم منذ 44 عاما كاملة، استيقظ تلاميذ مدرسة بحر البقر، مركز الحسينية، الشرقية، حملوا كتبهم وكراريسهم وذهبوا في معادهم المعتاد إلى مدرستهم الموعودة بعمل إجرامي سيقع بعد قليل ولا تقوى قلوبهم الندية على استيعابه.

مدرسة بحر البقر صغيرة، تضم طابقاً واحداً وعدد تلاميذها يقارب الـ 150 طفلا مابين 6 إلى 12 عاماً، على حافة الدلتا، لا يمكن توقع أن يبلغ إجرام إسرائيل ضرب هذه المردسة المغمورة، ولكنها "إسرائيل".

درس اليوم مثله مثل دروس الأمس، كلمات تحبو إلى عقول الصغار، وعقول الصغار تحبو إلى معاني الظرف الذي تعيشه مصر على قدر فهمهم، من المؤكد أن الأساتذة كانوا يكلمون الأطفال عن المعركة والحرب ويتغنون معهم بأغاني عبد الحليم، وصمود الشعب مع عبد الناصر ضد العدوان في 1967، يمكن أيضا تخيل رواج أغنية عبد الحليم التي كتبها الأبنودي "موال النهار" في قرية ريفية كهذه، "وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها.. جاها نهار مقدرش يدفع مهرها".

كل هذا يمكن تخيله وهو مؤكد بنسبة كبيرة، لكن العقول الصغيرة لم تتخيل أن يكون درس اليوم هو الأخير..

لاتستغربوا الآتي.. لأنهم صهاينة

صباح 8 أبريل حلقت خمس طائرات فانتوم فوق مدرسة بحر البقر الابتدائية وقصفتتها كما لوكانت موقعاً عسكريا.. سقط 30 شهيداً أطفالا ومدرسين، واختلط حبر أجسامهم الأحمر بالحبر الجاف الذي كتبوا به دروسهم، وأصيب أيضاً  11 من العاملين بالمدرسة.

لن يفيد كثيرا أن نورد "ردود الأفعال" العالمية فكلها معروفة، وبجاحة إسرائيل بجانب إجرامها أيضا معروفة ومتوقعة في أن يخرج موشيه ديان ويتحدث عن أن "تلاميذ المرسة كانوا يرتدون الزي الكاكي، ويتلقون التدريبات، إذا فالمدرسة هدف عسكري"، القصة واضحة وأمريكا تضع إسرائيل على حجرها وتعربد بها في بلادنا وتنهش لحم من يدافع عن أرضه.

يكفي أن نقول أن من يفعل هذا لا يؤتمن ولا  يمكن الاطمئنان إلى نواياه مهما وقعت معاهدات وعقدت جلسات، إسرائيل لم تنته بعد هذا بل استمرت، في سيناء ولبنان وتونس وكل يوم في فلسطين المحتلة.. 44 عاماً وأكثر كافية لفهم الدرس، حتى نثأر لأطفال لم يكملوا درسهم، و نؤمن لأطفال قادمون دروسهم في المستقبل.

الشاعر صلاح جاهين عبر في قصيدته  "الدرس انتهى لموا الكراريس" عن كل مايجب أن يقال.. هيا بنا نقرأ:
 

الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس

بالدم اللى على ورقهم سـال

فى قصـر الأمم المتــحدة

مسـابقة لرسـوم الأطـفال

ايه رأيك فى البقع الحمـرا

يا ضمير العالم يا عزيزي

دى لطفـلة مصرية وسمرا

كانت من أشـطر تلاميذي

دمها راسم زهرة

راسم رايـة ثورة

راسم وجه مؤامرة

راسم خلق جبارة

راسم نـار

راسم عار

ع الصهيونية والاستعمار

والدنيا اللي عليهم صابرة

وساكتة على فعل الأباليس

الدرس انتـهى

لموا الكراريس..

إيه رأي رجـال الفكر الحر

فى الفكرادي المنقوشة بالدم

من طفل فقير مولود في المر

لكن كان حلو ضحوك الفـم

دم الطـفل الفـلاح

راسم شمس الصباح

راسم شـجرة تفاح

في جناين الإصلاح

راسم تمساح

بألف جناح

فى دنيا مليانة بالأشبـاح

لكنـها قلـبها مرتــاح

وساكتة على فعل الأباليس

الدرس انتـهى

لموا الكراريس…

إيه رأيك يا شعب يا عربي

إيه رأيك يا شعب الأحـرار

دم الأطـفال جايلك يحـبي

يقول انتـقموا من الأشـرار

ويسيل ع الأوراق

يتهجى الأسـماء

ويطـالب الآبـاء

بالثـأر للأبـناء

ويرسم سيف

يهد الزيـف

ويلمع لمعة شمـس الصيف

في دنيا فيها النور بقى طيف

وساكتة على فعل الأباليـس

الدرس انتهى لموا الكراريس