سقراط يكتب: الأزمة التي لا يدركها الزعيم!!
أستيقظ يومياً ، أمارس حياتي التقليدية ، أشاهد عناوين الأخبار، أتطرق إلى تفاصيل بعضها، باتت الصفحات مليئة بحملات هوس في النفاق أو تذيف للحقائق ، أو نواح لمهاويس نظام الإخوان الساقط ، أو بعض الأصوات الصادقة التي لازالت تعافر من أجل أن تعلن عن رفضها للظلم والتجريف الفكري الذي يحدث الآن !
وسط هذه العناوين، أستوقفني أحدهم يتحدث عن اغتصاب ضابط شرطة لفتاة بجامعة الأزهر داخل إحدى مدرعات الشرطة ، الأمر مآسوي، الوضع مخجل وعار على دولة يقولون في إعلامها الحكومي أنها تطمح لغد أفضل !!
لا أدرك لماذا يجتمع دعاة العنف غير المبرر جميعهم في صفة الهياج الجنسي و الذي يصل إلى الشذوذ في بعض الأحيان ، ضابط يغتصب فتاة ، داعشي يغتصب ابنة رجل مسيحي بالعراق ، رفض دفع الجزية !!
الاختلاف بين الداعشي ورجل الشرطة ، قد يكون أن رجل الشرطة يظن أنه بانتهاكاته هذه يخدم وطنه ، وقد لا يكون هذا اختلافاً ، لأن الداعشي أيضاً يظن أن ما يفعله يخدم دعوته و ادعاءاته بنصرة الدين !!
قد يكون ضابط الشرطة يقدس فكرة الحدود على خلاف الداعشي ، ولكن ما يفعله سيكون من أكثر الأمور التي تجلب الداعشي ليحل محله في القريب العاجل !!
المشهد السابق جعلني أشعر بتساؤلات عدة أبسطها ، لماذا يمارسون العنف الجنسي في انتهاكاتهم للبشر ، فطرق التعذيب عديدة ، لماذا يمعنون في استخدام هذا النوع خاصةً؟!!
اعذرني علي هذا التساؤل ، فالوضع بات أحقر من مقالب الزبالة ؟!!
في منشت آخر ، بالأمس القريب ، قنابل في محيط قصر الاتحادية ، عند متابعتك لما حدث ستعرف أن الداخلية تعاملت مع الوضع بشكل من الإهمال يصل إلى درجة التواطؤ !!
يقترب شرطي بملابس مدنية لتفكيك قنبلة شديدة الانفجار ، فيسقط شهيد الغدر و الإهمال ، الغدر لأنه سقط نتيجة عمل إرهابي ممنهج ، و الإهمال لعدم تقديره هو والجهاز التابع له لخطورة الموقف ، وتقدم في تهور -قد تكون نيته الشجاعة- للتعامل مع القنبلة وهو في زي مدني غير مجهز ولا يصح ارتدائه في مثل هذه الظروف !!
في خبر ثالث ، سناء سيف ورفقائها يمتد حبسهم لشهور علي ذمة قضية تجمهر ، أو كما يسمونها انتهاك لقانون التظاهر .
بين الأخبار الثلاثة ، تجد أن الشرطة تقمع المعارضين ، و تنتهك حرمات ، و يسقط منها شهداء ، أظن أن الزعيم ، قائد البلاد الجنرال السابق ، الذي أتى بالأساس لمحاربة الإرهاب لم يقارن الثلاثة أخبار ببعضهم !
وأظن أنه لم يقرأ من الأخبار الثلاثة الماضية ، غير الأوسط ، لم يقرأ عن ضباط الشرطة الذين يمارسون انتهاكات جسيمة في حق مواطنين يحملون الجنسية المصرية ، لم يهتم لضحايا قانون التظاهر ، و يمضي قدماً في استكمال خارطة الطريق التي رسمها أحمد عز لنظام مبارك ، و خيرت الشاطر لنظام الإخوان، فكل منهما كان يرى في الظلم و تكميم الأفواه انتصاراً لهيبة كيانه و نظامه !!
هذه الأزمة التي لا يدركها الجنرال السابق ، باتت كالنيران تحت الرماد ، و بالتراكم وكثرة الأحداث التي سيظل يسميها منافقي النظام بالفردية ، سنجد النيران تشتعل و تبتلع كل ما في طريقها !!
هل بحادث استشهاد ضابطين شرطة بالأمس القريب ، تتبقي أدلة أخرى علي فشل وزير الداخلية ؟!
هل نحتاج أدلة أكثر من حوادث مقتل مساجين بالسجون و انتهاكات جنسية و تعذيب ، ليعترف الجميع بإجرام وزير الداخلية ؟!!
ولكن هل الوزير وحده يحتاج إلى تغيير ؟!
بالطبع لا ، فالداخلية بأكملها تحتاج إلى إعادة هيكلة لتتغير فلسفتها من مساندة الأنظمة إلى حفظ أمن الشعب!!
هل سنتوقع زيارة بالورود من الزعيم لضحية الاغتصاب ، التي لم تجد من العار شئ في كشف ما حدث ، لتجلب العار علي النظام و منافقيه ؟!!
و كيف سينفذ هذا الضابط المغتصب دعوات الزعيم بالوقوف في وجه حوادث العنف الجنسي ؟!!
الأزمة التي لا يدركها هذا النظام ، أن الظلم قد يوهمك بانتصارات في البداية ، قد يجعل منافقيك يزدادوا تطبيلاً ، وقد يطيل فترة حكمك ، لكن سيلقي بك في النهاية إلى الهاوية ، ومن صفقوا لك بالأمس ، سيكونوا أو من يسبونك في المستقبل !
وهناك أزمة لا يدركها أصحاب التأيد الأعمي للنظام ، وهي أن تطبيله و تبريره لكل ما يفعله النظام لن يحافظ عليه ، لن يرحمه ، لن يطيل من أجله ، ولن يبعد عنهم دعاة الفاشية الدينية ، بل سيدمر النظام تدميرا ً و سيجلب داعش و اامثالهم ليحلوا محل النظام !!
لأن دعاة العنف هم الأكثر استفادة من القمع و الأسرع في صنع المظلوميات و المبكيات لجلب مؤيدين و مساندين ، لا تستريحوا بنشوة انتصار نظامكم إذا ظلم ، لأنه بهذا يسطر بداية نهايته !!