سقراط يكتب: عزيزي المؤيد للسلطة.. هدأ من روعك، فالوطن أهم!!

استرخي عزيزي القارئ ، وإن كنت من القوم الذين يرون أن السلطة دائماً علي صواب ، أو يسلكون مسلك التبرير لكل خطأ ترتكبه ، فاهدأ و تناول كوب من عصير الليمون البارد ، وأنت تقرأ هذا الكلام .
القائمين بأعمال السلطة في أي دولة ، هم مجموعة من الموظفين لدي الشعب ، ارتضوا ان يديروا الشئون العامه للمواطنين ، وأي انجاز يفعلونه في أداء عملهم ، هو ليس بفضل يتفضلون به علينا ، بل هو واجب عليهم !
ضف علي ذلك ، من ارتضي أن يعمل بالعمل العام عليه أن يتحمل تباعات قراره ، وعليه أن يكون أول الملتزمين بالقانون ، فبالمنطق كيف ينفذ القانون علي غيره ، و لا يطبقه على نفسه ؟!!
في الفقرة السابقة ، اعلم انك تهز رأسك لتعلن انك توافقني علي كل ما أقول ، لكن إن اقنتعت بالسابق ، فاعد تدوير الكلام برأسك مرة أخرى كي لا تصدم بالقادم ، لأن القادم مبني علي الفقرة السابقة .
اذاً جميعاً يدرك لحقيقة ان القائمين باعمال السلطة ، عاملون عن الشعب لا أكثر ، لذلك ماهو الذي يجعلني ابرر خطأ عامل عندي ؟! ، ماهو الذي يسكتني عن سوء إدارة الدولة ؟!
اعتقد ان لاشئ يجعلني أصمت عن فساد الإدارة ، و تجاوزات و انتهاكات بعض مؤسسات الدولة تجاه المواطنين ، الواهبيين الحقيقين للسلطة ؟!!
عزيزي المؤيد للسلطة ، لا يوجد سبب يدعوك لتسب مواطن مثلك ، يشاركك في الوطن !!
عزيزي إن السلطة نحن كشعب من نمنحها ، نحن أصحاب القرار ، لذلك لابد ان لا تكون المشاجرة بيننا بل المراقبة منا لمن نمنحهم السلطة !!
اعلم أنك تري في كثير من الاحيان ان معارضي السلطة التي تناصرها ، هن مجموعة من الخونة ، دعاة الفوضي ، داعمي التدخل الخارجي !!
ولكن ليس كل من ينتقد السلطة يريد أن يفشلها ، بالعكس هناك من يريد ان يصلحها ، لأن في نجاحها و سلوكها مسلك احترام الإنسانية نجاح للوطن .
عزيزي مؤيد السلطة ، إن المطالبة بالحرية العامة و الشخصية ، و باحترام حقوق الانسان ، و بلقمة عيش بكرامة ، وتعليم حقيقي ، و اهتمام صحي هذه جميعها لا يعني مطالبة برفاهية زائدة ، بل هي حقوق لا تصح الحياة بدونها !! بل اسمع الحق يا عزيزي  ، بأن التخاذل في المطالب السابقه أو تبرير هذا التخاذل هو الخيانة بعينها لعموم الشعب الذي يمنح السلطة لم يديرها الآن وفي كل آن !
اسمع بعض الهمهمه منك و انت تشرب كوب الليمون ، وأعلم أنك تريد أن تقاطعني ، لكن اسمح لي أن استكمل ،
إن الشفافية و الصدق بين السلطة و الشعب ، أمر في غاية الاهمية ، خاصة في أوقات الأزمات و الحروب ، لذلك لا تبرير عزيزي مؤيد السلطة ، كذب سلطتك  تحت اي مسمي ، لا تبرر قمعها تحت أي مسمي ، عزيزي إن صاحب فضل علي السلطة لانتقائك للقائمين عليها دون غيرهم ، فلماذا تبرر أخطائهم ؟!!!
بعد كل ماسبق يا عزيزي مؤيد السلطة ،استنط للآتي ، الأوطان تسع الجميع ، و السب و القذف سيجعلك عبئ علي السلطة التي تؤيدها ، وليس كل من يعارض هو خائن ، الشفافية في أوقات الحروب أهم انتصار للسلطة بالنسبة للشعب ، أعمال العقل و يقظة الضمير أهم بكثير من دعمك للسلطة ، لاتنسْ معلومة هامة ، إنك صاحب السلطة بالأساس وليس تابع لها ، أو بوق إعلامي يبيض وجهها .
في النهاية عزيزي مؤيد السلطة ، الوطن أهم من تأيدك الاعمي لأي سلطة كانت ، والتاريخ لن يكتب عن مساندي السلطة و الجالسون علي موائد زعمائها بل عن مقومي فسادها ، ومناصري مطالب الشعب ، أصحاب التفكير بالعقل و المنطق ،و معتنقي فكرة أن الوطن يسع الجميع و القانون خير رادع للمخطئ مهما كان الخطأ .
تحياتي صديقي المؤيد ، وأتمني ان كوب الليمون يكون هدأ من روعك اثناء قراءة كلماتي .

تعليقات القراء