هالة منير بدير تكتب: 3 مسامير في القلب
- خائفون أن تصبح مثل سوريا ، ولكنها بدأت تأخذ ملامح لبنان :
عبوات ناسفة يختلفون في نوعيتها أو تسميتها بين يدوية أو بدائية الصنع ، ولكنها في النهاية قادرة أن تنسف حياة إنسان ، مسامير وبارود وقطع معدنية تُخَلِّف شهيد والعديد من المصابين والأكثر ممن حماهم القدر بعد انفجار عبوتين أخريين ، يعقبها موجة عارمة من الحزن والغضب واليأس في استتباب الأمن المأمول ، وهتاف عنيف باستخدام الرصاص الحي ضد كل من ينظم مسيرات أو مظاهرات ، وهجوم أعنف ضد كل من استخدم في الفترة السابقة كلمات القانون والعدل والتحري والمراجعة في أحكام الإعدام التي صدرت في حق متهمي الإخوان ..
- ما بنلحقش نقول صباح الخير :
أصبح قول عبارة " صباح الخير " مُخزياً إذا تلى ليلةٍ دموية ، وإذا ما هدأت الأوضاع لأيام قد تكون استفتاحاً ليومٍ جميل حتى حدوث كوارث تودي بالأرواح في نهارٍ حزين ، معدومي الدين والضمير والإنسانية تخلُّوا عن سِلميتهم المزعومة منذ أمدٍ بعيد ، وأسقطوا اليوم الشهيد العميد طارق المرجاوي في مشهد يُدْمي القلب سيظل في ذاكرة ذويه ما حيوا ، وسيظل في ذاكرة أبناء الشعب المصري كمشاهد أليمة كثيرة نجترها في كل مرة يعتدي الإرهابيون فيها على ضباط وجنود الشرطة والجيش بالاغتيال المباشر أو من خلال التفجيرات ..
- تسلم الأيادي اللي بتصفِّي الأعادي :
عبارة قبيحة صرَّح بها أكبر مَسْخَين من مسوخ الجماعة ، يُفَاخران بتصريحاتهما الإرهابية عقب كل عملية إرهابية تخلف ضحايا هما : عبد الرحمن عز وأحمد المغير ، يصفان العملية الإرهابية بالعملية الفدائية معبرينً عن راحتهم وفرحتهم بنيل القصاص ممن تسبب في سقوط معتصمي رابعة ومتظاهريهم من طلاب الجامعات طيلة السبع أشهر الماضية وعزمهم على الاستمرار في الجهاد وأنه لا عز فيه إلا بالسلاح ..
- شيزوفرينيا الإرهابيين :
توارد خبران متناقضان عن الجماعة الإرهابية ، أولهما استنكار جماعة الإخوان التفجيرات ومطالبتها بسرعة التحري عن الجاني وضبطه وأن محاولات إلصاق تهمة التفجير للجماعة لن تثنيهم عن مسيراتهم ، أما عن الخبر الثاني عن إصدار حزب الحرية والعدالة ( الذراع السياسية للجماعة ) فرع الإسكندرية بياناً يزعم فيه قيام النظام الحاكم بتدبير التفجيرات التي شهدها محيط جامعة القاهرة لوقف ما أسموه بـ ( الحراك الثوري لطلاب مصر ) وليكون ذريعة لسفك المزيد من الدماء ..
- هو كله إرهاب إرهاب ، مفيش تقصير أمني ؟!!
ثلاث قنابل : القنبلة الأولى زرعت في لوحة إعلانات تبعد 15 متراً عن نقطة ارتكاز قوات الشرطة والثانية تحت أحد الأشجار وخلَّف انفجارها وفاة الشهيد المرجاوي و8 إصابات ، والثالثة في بلاعة خلف نقطة التمركز وانفجرت أثناء تمشيط المنطقة ، لابد وأن نعترف أنه لازالت الإجراءات الأمنية هزيلة أمام تكرار وتعدد عمليات استهداف أفراد الأمن في الحرب ضد الإرهاب ، حدثت الانفجارات الثلاث بفاصل زمني ثواني معدودة ، حقيقة أنه مهما اُتُخِذَ من إجراءات أمنية قد لا يمنع تفجير محتوم في كل مرة ، ولكنه على الأقل يقلل من أعداد العمليات الإرهابية ويربك الإرهابيين ، ويخفف من آثار التفجير ويقلل حدة الإصابات وأعداد الضحايا ..
- تقرير الطب الشرعي :
قال المتحدث باسم الطب الشرعي د / هشام عبد الحميد : ( تشريح الجثمان أظهر أن الضابط الشهيد كان يقف في مواجهة العبوة الناسفة لحظة انفجارها مباشرة ، وأنه أصيب بثلاثة مسامير جراء التفجير استقرت في التجويف الصدري له ، وتبين أن الجثمان مصاب بجروح تهتكية انفجارية في الرأس ومنطقة الذقن ، والطرفين العلويين والطرف السفلي الأيسر ومنطقة الصدر ، الانفجار تسبب في حدوث كسر شرخي بعظام الجمجمة وكسور مفتتة بالترقوة اليسرى ، وعظام الأضلاع وأسفل الساق اليسرى ، إلى جانب تهتك بالبطين الأيسر بالقلب ، ونزيف دموي حاد في التجويف الصدري جراء استقرار 3 مسامير من العبوة الناسفة في التجويف الصدري للضابط الشهيد ) ..
رحم الله الشهيد طارق المرجاوي ..
السؤال الأهم الآن : كيف ستتم مواجهة شغب الجامعات وعنف وإرهاب بضع عشرات أو مئات من طلاب الإخوان أو الموالين لهم ، حتى بعدما تم فصل العشرات ممن ثبت تورطهم في أعمال العنف ، وبعد عودة الحرس الجامعي للجامعات وسقوط أفراد من قوات التأمين ؟! ..