سقراط يكتب: هلم نتقشف ليحيا الوطن!!

 
لماذا لا نتقشف يا إخواني،، لماذا لا يتنازل كل منا قليلاً عن أحلامه وطموحاته الكبيرة لكي يحيا الوطن!!
 
لكن مهلاً عزيزي، فلم يعد التقشف في بلادي هو التنازل عن حق الحلم أو التخلي عن الطموح، بل أصبح التنازل عن حق الحياة بأثرها!!
 
لماذا تطلبون من شعب بات أكثر من نصفه يصارع من أجل أن يتشبث بنهاية خط الفقر، أن يتنازل أكثر وأكثر!!
 
لم يعد هناك مكان أدنى من القاع!!
 
بحسبة بسيطة، إذا طرحت قليلاً مما يحصل عليه المصريون من حقوق سيكون الباقي لا شئ!!
 
طموح هذا الشعب لم يعد الرفاهية والحلم بعيش رغد بل لقمة خبز ومسكن وقليل من العدل،، هل هذه الطموحات تحتمل تقشف!!
 
لكن الحق يقال، أنظمتنا المتتالية سواء السابق منها أو الحالي لم تتوانْ لحظة في تطبيق التقشف القاسي على نفسها في كل ما يخص واجبها في تحقيق العدل وتمكين الإنسان من حق الحياة..

جميعهم يرون أن التقشف في منح الناس حريتهم وحقهم الاجتماعي مكتمل هو إحياء للوطن ودعم له وحفاظ على أمنه القومي..

جميعهم وبدون استثناء يتميزون بقوة في كيفية بيع الهواء في زجاجات!!
 
أحلام الشعوب بالنسبة لهم هي مادة خام لاختلاق الأساطير والأكاذيب لتتحول لمادة دعائية تخدم أغراضهم!!

الجميع يتحدث عن دعم محدودي الدخل وضرورة التنسيق مع الرأسمالية الوطنية لتوفير فرص الحياة للشعب، خاصة الشباب منه!!
 
لكن ما يتحقق على ارض الواقع هي دعوات التقشف وتوجيه أصابع الاتهام للشباب بالعمالة والخيانة لمجرد مناداة بعضهم بالعدل والخبز والحرية والأمن معاً!!
 
وكأن لسان حال الحكومات المتتالية:
أية بجاحة التي وصل لها الشعب ليطلب كل هذا معاً!!
 
ألم يكفيهم الأمن!!
 
ألم يملأ عيونهم الخبز!!
 
إنه حقاً جيل جاحد!!
 
لكن كلمة في آذان النظام،، أليس حق الحياة يستوجب أن يكون مدعوم بالأربعة معاً!!
 
لماذا في بلاد آخري لا يكثرون الحديث عن جحود الشعوب فيما يخص حقوقهم!!
 
دعونا نعود مرة أخري لدعوات التقشف ونزول الطلبه مشياً للجامعات لتقليل الزحام، لماذا لا توجه دعوات التقشف هذه لم يأخذون رواتب بالملايين في دولة يوجد من شعبها من يقتسم مع القطط فضلات الطعام في صفائح الزبالة!! وفساد مؤسساتها يصل للبلايين!!

أما فيما يخص نزول الطلبة مشياً لجامعاتهم، فهي دعوة حميدة وجميلة لكن علي كل مسئول أن يضع نفسه مكان كل طالبة تسير على الأقدام إلى جامعتها،، على كل مسئول أن يعيش إحساس أن يكون قطعة لحم وسط كلاب ضالة!!  شوارعنا لم تعد آمنة أعزائي المسئولين!!
 
وكيف لكم أن تعرفوا وأنتم ترونها من نوافذ سياراتكم الفارهة!!
 
دعوات التقشف وشد الحزام قبل أن تطلق إلى شعب منكسر بات يكمل طعامه نوماً، ليست في محلها بل هي في حد ذاتها جهل كبير بالواقع الذي بات يضاجع مجاري المدينة بمعنى الكلمة…
 
دعوات التقشف في مجتمع فيه أقل من ٣٪ يحتكرون الثروة والباقون يحتكرون البؤس هي استمرار لنهج إفقار الشعب والجور على حقه..
 
الحق أقول لكم، لن ينصلح حال هذا الوطن إلا إن خاض حكامه حرباً ضد كروش الفاسدين وأصبح عقيدته هي أن العدل والعيش والأمن والحرية حقوق للشعب لا تراجع عنها وأنه لا يمكن أن يستبدل أحدهم بالآخر..

بالمناسبة هذه فقط تحيي الوطن وليست دعوات إفقار الفقير!!!

تعليقات القراء