"شاومينج يعلن الاعتزال".. جدل واسع بين الطلاب وأولياء الأمور ورسالة وداع مثيرة للقلق


في تطور مفاجئ، أعلن الحساب الشهير على مواقع التواصل الاجتماعي المعروف باسم “شاومينج”، اعتزاله نهائيًا تسريب امتحانات الثانوية العامة بعد ثلاثة أعوام من إثارة الجدل داخل النظام التعليمي المصري.
هذه الخطوة تأتي بعد سنوات من التأثير الكبير لهذا الحساب على طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية في مصر، حيث خلق حالة من الارتباك في المدارس واللجان الامتحانية.
هذا الإعلان الذي وُصف بأنه يمثل نهاية حقبة من التسريبات، لاقى تفاعلًا واسعًا، سواء من الطلاب أو أولياء الأمور، ما جعل هذه القضية تكتسب بعدًا اجتماعيًا أكثر من مجرد مشكلة تعليمية.
بداية التسريبات وحجم تأثيرها
منذ ظهوره على الساحة، بدأ شاومينج يسحب الأضواء ويغزو منصات التواصل الاجتماعي، حيث تخصص في نشر وتسريب امتحانات الثانوية العامة قبل الموعد الرسمي لها، هذا السلوك أثار غضب وزارة التربية والتعليم، وأدى إلى تدخل السلطات الأمنية من أجل التصدي لهذه الظاهرة.
وعلى مدار الأعوام الماضية، سعت الوزارة جاهدة للحد من هذه التسريبات عبر تعزيز الرقابة الأمنية في اللجان وتطوير آليات امتحانية إلكترونية لتقليص فرص التسريب.
في البداية، كانت هذه الحسابات تنشر الامتحانات بالتزامن مع موعد انعقادها، وهو ما أدى إلى حالة من الفوضى والارتباك في بعض المدارس، ورغم محاولات عديدة للحد من هذه الظاهرة، إلا أن التسريبات ظلت تتزايد، حتى أصبحت جزءًا من ثقافة طلابية جديدة، حيث أصبح الطلاب يعتمدون على هذه التسريبات لتحقيق النجاح بدلاً من الاعتماد على جهدهم الخاص.
هذا الوضع كان له تأثير سلبي على مستوى التحصيل العلمي في المدارس، حيث اعتبر البعض أن هذه الظاهرة تجعل الاجتهاد الدراسي أقل قيمة.
جهود الوزارة لمحاربة شاومينج
وفي السنوات الأخيرة، شهدت وزارة التربية والتعليم تطورًا في جهودها لمكافحة ظاهرة تسريب الامتحانات، حيث عملت على تكثيف التعاون مع الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى تطبيق نظام الامتحانات الإلكترونية في بعض المراحل الدراسية، هذه الإجراءات أسفرت عن تراجع ملحوظ في معدلات التسريب، مما يبعث على التفاؤل بأن النظام التعليمي بدأ يستعيد جزءًا من انضباطه المفقود.
وقد أكدت تقارير رسمية صادرة عن الوزارة أن نسبة التسريب انخفضت بشكل كبير مقارنة بالأعوام الماضية، ما يدل على أن الإجراءات المتبعة قد بدأت تؤتي ثمارها.
ولكن رغم هذا التراجع ظلت بعض الصفحات المرتبطة بالحسابات الشهيرة، مثل “شاومينج”، نشطة في محاولة لتسريب المعلومات وخلق بلبلة بين الطلاب.
اعتزال شاومينج
وقبل أسابيع قليلة من انطلاق امتحانات نهاية العام الدراسي، نشر الحساب الشهير شاومينج رسالة قصيرة عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن فيها اعتزاله نهائيًا تسريب امتحانات الثانوية العامة، وقال في رسالته: “أعلن اعتزالي مجال تسريب الامتحانات بعد مرور 3 سنوات. شكرًا لكل من دعمني من الطلبة أو المعلمين أو أولياء الأمور… ألقاكم على خير”.
أثارت الرسالة ردود فعل متباينة بين المتابعين، إذ تفاعل البعض مع هذا الإعلان على أنه خطوة إيجابية نحو استعادة الانضباط في اللجان الامتحانية، بينما أبدى آخرون شكوكًا حول نية الحساب في التوقف النهائي عن التسريب، فقد اعتبر البعض أن هذه الرسالة تحمل نبرة وداع رمزية قد لا تعني نهاية حقيقية لهذا النشاط، في ظل استمرار غموض الجهة الحقيقية التي تقف وراء هذه الصفحات.
التفاعل المجتمعي مع الإعلان
وأثار إعلان شاومينج تفاعلًا كبيرًا بين الطلاب وأولياء الأمور، حيث رحب البعض بهذه الخطوة باعتبارها مؤشرا على عودة العدالة التعليمية، فقد رأى هؤلاء أن التسريبات كانت تمثل ظلمًا للمجتهدين الذين يعملون بجد طوال العام الدراسي، وفي المقابل أبدى آخرون استياءهم من غياب شاومينج، معتبرين أنه كان بمثابة المنقذ لهم من صعوبة الامتحانات التي يعتبرونها غير عادلة، هذا التباين في ردود الفعل يعكس حجم التأثير الذي أحدثته هذه الظاهرة في الوعي الطلابي المصري.
من وراء هذه الصفحات
ورغم مرور ثلاث سنوات على ظهور هذه الظاهرة، ما زالت الهوية الحقيقية للقائمين على تسريب الامتحانات مجهولة، مما يضيف بُعدًا غامضًا للأزمة، ويظل التساؤل حول من يقف وراء هذه الصفحات؟ وهل فعلاً ستكون نهاية “شاومينج” بمثابة النهاية الحقيقية لهذه الظاهرة؟.
حتى الآن، لا توجد إجابات مؤكدة، لكن المؤكد أن الإعلان عن الاعتزال بمثابة نهاية مرحلة مثيرة للجدل في التعليم المصري.