واقعة أثارت الجدل.. فتاة تتهم الشيخ صلاح الدين التيجاني بالتحرش.. ووالدتها تبرئه.. ما علاقة المشاهير ونجوم الفن؟ (القصة الكاملة)

الموجز  

ضجة واسعة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول منشور لفتاة تُدعى “خديجة”، تروي قصة تعرضها للتحرش على يد الشيخ صلاح الدين التيجاني، أحد أبرز شيوخ الطريقة التيجانية في مصر.

وكتبت خديجة، وهي تعمل مهندسة معمارية وتقيم في روسيا حاليًا، فى منشورها على موقع "فيس بوك": "إلى جميع أولئك الذين يتابعون صلاح الدين التيجاني من الأصدقاء إلى العائلة المقربة والعائلة الممتدة، كل ما يمكنني قوله هو: حسبي الله ونعم الوكيل"، موضحة انها ما زلت تتعافي من الصدمات التي سببها لي بشكل مباشر وغير مباشر.

وأوضحت الفتاة: “أقنعني هذا الرجل منذ أن كان عمري 8 سنوات أنه من المفترض أن أتزوج من ابنه عن طريق التقصير. يدعي هذا الرجل أنه يعرف المصائر ويجب أن نطيعه دون أن يكون لدينا رأي وإلا سنطرد من مجموعته (CULT)”.

وتابعت: “إنه ليس سوى متلاعب رئيسي، متحرش جنسي، ومع ذلك تستمر عائلاتي وأصدقائي في متابعته بإخلاص مع السماح له بحمل أطفالهم ”.

وأشارت الفتاة إلى أن "الشيخ صلاح الدين التيجاني تحرش بها، وأرسل لها صورًا إباحية عبر محادثة خاصة بينهما".

وعقب هذا المنشور الذي كتبته خديجة، تصدر اسم الشيخ صلاح الدين التيجاني، تريند محرك البحث جوجل، ومواقع التواصل الاجتماعي، وأخذ أناس كُثر يكيلون الاتهامات بحق الشيخ التيجاني، متهمين إياه باستغلال الدين للتحرش بالفتيات.

خديجة ليست الوحيدة

وتوالت ردود الأفعال بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث علقت سيدة تدعي رجاء ابراهيم: “هناك 8 فتيات اخري قاموا بالعلاج النفسي بسبب تعرضهن لأذى نفس الشخص.. وارفقت صورة مع تعليقها كدليل إدانه”.

أول تحرك من التيجاني

من جانبه، قام الشيخ صلاح الدين التيجاني، بتحرير محضر سب وقذف وتشهير ضد الفتاة في القضية التي أثارت جدلًا واسع النطاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي تصريحات لموقع "تليجراف مصر"، قال التيجاني: "حررت محضر سب وقذف وتشهير.. والقانون هيأخد مجراه".

وعن اتهام خديجة له بالتحرش، أوضح التيجاني أن الفتاة مريضة نفسيًا مكذبًا كافة ادعاءاتها.

وتابع التيجاني، أن خديجة ضحية من ضحايا والدها الذي هو أيضًا مريض نفسي، قائلًا: "المرضى النفسيين ندعو لهم بالشفاء".

ووصف الشيخ صلاح الدين التيجاني، منشور خديجة بالمتناقض، قائلًا: “أنا مستحملها هي وباباها من عشرين سنة”.

وعن إرسال صورة إباحية لخديجة، تساءل التيجاني: "فين الدليل؟.. يعني هي عندي من عشرين سنة هبعت لها المرة دي ليه؟.. دي من دور أحفادي".

واختتم التيجاني حديثه قائلًا، إنه رجل يملك ملايين المريدين، والأناس تأتي له من كل حدب وكذلك تذهب لحال سبيلها، ولن يحزن على أي شخص منهم.

والدة خديجة تبرئ التيجاني

من جانبها، فجرت السيدة «شيرين حليم إمام»، والدة الفتاة «خديجة»، مفاجأة من العيار الثقيل، إذ كتبت منشورًا على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، برأت فيه الشيخ صلاح الدين التيجاني، من تهم التحرش، ودافعت عن الشيخ متحدثة عن تفاصيل لم تذكرها ابنتها - بحسب تعبيرها -.

وأكدت والدة خديجة، أن الشيخ صلاح الدين التيجاني، رجل فاضل، قائلةً: «صعب عليّ الوضع الذي هو فوق تحمل البشر. خديجة، ابنتي، والدكتور الشيخ صلاح، هو رجل فاضل لم أرى منه أنا وأسرتي القريبة والممتدة إلا كل خير على مدى 21 عامًا. أعتبر ما تم نشره وكأنه محاكمة علنية واتهام علني بدون دفاع أو شهود.سأعتبر منشوري هذا شهادتي على ما جرى بدون تحيز حتى يرى كل من قرأ منشور خديجة الوضع في صورته الكاملة».

وتابعت السيدة شيرين حليم إمام: «خديجة أعطت الحق لنفسها في سرد بعض الوقائع كخطوة أساسية في العلاج كما قالت. وأنا أيضًا، بما أنني شاهدة أصيلة على الوقائع، سأسرد ما دار من ناحيتي شهادةً ليست لأحد أو ضد أحد.لست مهتمة بالنتيجة ولا بإظهار براءة شخص أو اتهام الآخر بالكذب مثلًا. لكل شخص الحق في أن يفسر ويشعر ويعبر عما في داخله. أقسم بالله العظيم أن ما سأقوله هو الحق كما لو استدعيت في المحكمة، وهو صحيح».

وأوضحت والدة خديجة، ما وصفته بالحقائق التي لم تظهرها ابنتها، قائلةً: «دخلنا الطريقة التيجانية عام 2004، وكان زوجي السابق د.خالد بسيم هو من عرفنا على الشيخ صلاح، وكان معي أبي وأمي وأختي والكثير من الأقارب والأصحاب. وكانت خديجة في سن التاسعة، وكانت تحب الشيخ صلاح جدًا».

وأكدت السيدة شيرين، أن ابنتها خديجة «تعرضت للتنمر في مدرستها الأولى والثانية والثالثة حتى نقلناها إلى مدرستها الأخيرة التي ارتاحت فيها. وقد أظهرت هذه الفترة بعض المشاكل والاضطرابات، فأخذتها إلى طبيبة صديقة التي قالت إنها تعاني من اكتئاب لأنها اختارت الحجاب وهي صغيرة، ووصتها بمضاد اكتئاب واستمرت عليه عدة أشهر. وكانت دائمًا ما تحكي للشيخ عنه وهو يهون عليها. عندما بلغت خديجة 10 أو 11 عامًا، بدأت تقول لنا جميعًا في أسرتنا بأنها ترى حضرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقظة، وأنها تكلمه ويرسل معها رسائل لنا شخصاً شخصاً. وكانت ترى أرواح الموتى مثل خال د.خالد.وعندما كنت أسأل الشيخ، يقول لي لا تضيقوا عليها، كفاية الضغط النفسي الذي يسببه د.خالد عليها».

وكشفت، أن الدكتور خالد، والد خديجة «كان يقسو عليها وعلى أخواتها في فترة المراهقة وما بعدها. وكان الشيخ يهون عليها ويوصي خالد بالاهتمام بها وعدم القسوة عليها، وكان الشيخ يتصل بي ليسأل عن الأمر بتفاصيله حتى يقوم بإرشاد خديجة. كان مفوضًا من خالد ومني احتواءها وتربيتها هي وأخوتها جميعًا».

وحول اتهام خديجة، بأن الشيخ صلاح الدين التيجاني، تحرش بها، فجرت السيدة شيرين حليم، مفاجأة من العيار الثقيل، قائلةً: «اتهمت خديجة الشيخ (بالتحرش)، ولكن كنا دائمًا معها في صحبة الشيخ. وكان دائمًا ما يقبل يدها ويد أخوها وأخوتها. وكانت خديجة دائمًا ما تقول عن الشيخ إنه أبوها ولم تبدي أي قلق أو مضايقة، بل بالعكس كانت تتصل به لتشتكي والدها في كل فرصة وتقول إنها مبسوطة أن الشيخ يهتم بمشاكل الصغار ولا يقول لها إن هذه أمور تافهة. الرجاء فحص الرسائل. استمر الحال هكذا حتى جاء يوم عام 2015، اتصل بي خالد، والد خديجة، وقال لي إنه سيزور اليوم الشيخ في الزاوية كما هي عادته كل يوم اثنين، ويطلب أن تكون خديجة (20 عامًا) زوجة لابنه في المستقبل القريب وقال إن النسب كريمة والدًا وابنًا. وأنه سيخطب لابنتك وما يخطبش لابنتك. وفعلًا قام بالتحدث مع الشيخ صلاح، والذي رحب بالأمر وقال إنكم عائلة كريمة وقال لوالد خديجة إنه سيجعل خديجة تتراسل مع ابنه، والذي كان وقتها يدرس في أمريكا على الماسنجر. فإذا كان هناك توافق، فربنا كريم، وإذا لم يكن هناك نصيب. حفاظاً على كرامة خديجة، لم يقل لها الشيخ عن هذا الاتفاق، ولم يخبرها والدها ولا أنا».

وتابعت والدة خديجة: «عندما بدأ التراسل، لم تحكي لي خديجة عن أي شيء إلا بعد مدة. وكان والدها متابعًا مع الشيخ صلاح في ذلك الوقت. وبعد مدة، حكيت لي خديجة عن الموضوع وكانت سعيدة، وقالت لي إنها ترى رؤى كل يوم طوال الليل وكأنها حقيقية، وأيضًا أنها تعيش يقظة وكأنها في عالم موازٍ، حياة ثانية. في هذه الحياة، هي متزوجة من ابن الشيخ ولها بيت وحياة، ونحن أيضاً نعيش معها في هذه الحياة، وأن العيش في عالمين في نفس الوقت يأخذ منها طاقة كبيرة ومتعب جدا ولكنها كانت سعيدة. وفي بعض الأحيان، كانت تنقل لي رسائل من العالم الآخر وتحكي لي عن مكانتها العالية وهكذا. سواء رؤية خديجة لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم أو رؤيتها للعالم الموازي، اعتبرتها نوعًا من الكرامات وفتحًا من الله لأننا نتبع وليًا من الأولياء. والأولياء لهم كثير من الكرامات».

وتواصل والدة خديجة: «ظل الوضع هكذا حتى بداية عام 2016، حين أعلمتني خديجة أن الاتصال بينها وبين ابن الشيخ انقطع ثم عاد بعد مدة ثم انقطع وتوقف. وانتهى الموضوع هكذا».

وأوضحت السيدة شيرين، أن «المشاكل تفاقمت بين والد خديجة وبينها وبين أخوها بسبب تحكمه الزائد فيهم. وكانت الذروة عندما سافرت خديجة مع والدها لإنهاء أوراق الجامعة في تركيا. وبعد مشاجرة شديدة بينها وبين خالد، اتصلت بي خديجة منهارة وقالت إن والدها طردها من الفندق بدون نقود ولا ملابس ولا شاحن الهاتف، وقال لها أن تتصرف وأنه لا يريد أن يرى وجهها. واستنجدت خديجة بالشيخ حتى قبل أن تتصل بي. وبعدها، اتضح أن والدها أعطاها نقوداً قليلة وقال لها أن تبيت في بيت الطلبة الخاص بها. وعندما اتصل والدي بخالد ليلومه ويطلب منه إدخال خديجة لغرفته في الفندق، قال خالد إنه أمرها فقط بالذهاب إلى بيت الطلبة. واتصل بي ووضح لي أنه لم يطردها إلى الشارع وأنها كذبت. وعند عودتهم إلى مصر، حدثت مشادة كلامية بين خالد وخديجة وتطورت إلى أن طرد خالد خديجة من غرفتها ومع ملابسها إلى نصف البيت الآخر الذي هو ملك لي. وأيضًا كما هو المعتاد استعانت خديجة بالشيخ صلاح، وكما هو واضح في الرسائل والصور».

وكشفت السيدة شيرين، والدة خديجة، سبب إعراض نجل الشيخ صلاح الدين التيجاني، عن ابنتها، وعدم موافقته على الزواج منها، قائلةً: «علمت ومن والدتي أن سبب إعراض ابن الشيخ عن خديجة هو الكم الهائل الذي حكته خديجة عن مشاكلها مع والدها وكيف أنه إنسان سيء. وعندما تمت خطبة ابن الشيخ بعد مدة، غضبت خديجة جدًا على الشيخ وابنه. وكانت تسأل كيف يكون القدر مكتوبًا كما كانت ترى في عالمها الموازي والرؤى الصالحة وكيف لم يتم الأمر؟ قلت لها إنه قدر وأنه ليس مكتوبًا. وعندها قلت لها عن حقيقة طلب والدها من الشيخ تزويجها لابنه. وأيضًا أن سبب عدم إتمام الأمر كان قلقه من أن خديجة من بيت به علاقة أب وبنته بهذا السوء. شكرتني خديجة لأنها فهمت حقيقة الموضوع وهدأت لمدة واستكملت حياتها».

وتابعت والدة خديجة: «خلال السنوات اللاحقة، مرت خديجة بنوبات اكتئاب ولجأت لطبيبة من الأقارب وبدأت معها رحلة العلاج المعتادة للاكتئاب الذي أعاني أنا منه أيضًا، فأعرف ما تمر به خديجة. وكان من ضمن كلام الطبيبة أن الطرق الصوفية والمتصوفة عبارة عن خرافة وأن خديجة كانت في (Cult). واقتنعت خديجة بكلام الطبيبة وخرجت من الطريق، وأنا أعطيتها كل الحرية لأن هذا اعتقاد قلبي».

وكشفت السيدة شيرين، حقيقة الصور المسيئة التي زعمت خديجة، أن الشيخ صلاح الدن التيجاني أرسلها إليها في محادثة خاصة بينهما، قائلةً: «أما موضوع الصورة المسيئة، فقد قالت لي خديجة عنها بعد ما حدث بسنة. وأنا صدقت كلامها، وقالت لي غالبًا إن الشيخ بعثها بالخطأ أو أن الشيخ (بيطفشها) بسبب عدم إتمام موضوع الزواج. كانت الصورة مرسلة في مايو 2016 كما في الصور الملحقة بالبوست. وظلت خديجة على الاتصال بالشيخ بعدها، وكما قلنا سابقًا، استنجدت به في موضوع تركيا في أغسطس 2016، أي بعد واقعة الصورة بثلاثة أشهر. الرجاء فحص الصور».

وحول اتهام الشيخ صلاح الدين التيجاني بممارسة السحر، قالت السيدة شيرين حليم: «أما من اتهم الشيخ بالسحر فأنا حافظة لسورة البقرة واقرأها كاملة في جلسة واحدة علي فترات مع تشغيلها في المنزل. أنا لا أنكر ولا أحتكر حق أي شخص في النشر، وبالأخص إذا كان للتداوي. ولكن يجب أن تُحكى كل الوقائع حتى يكون الحكم من الناس صحيحًا».

واختتمت والدة خديجة، السيدة شيرين حليم إمام، منشورها بالقول: «أنا لا أتهم خديجة بشيء ولا أتهم الشيخ بشيء، ولا أطلب من أي شخص أن يحكم على الآخر. أنا حقيقي آسفة علي التأخير بس مكنش سهل أبدًا ده عليا. كفى بالله مطلعًا، وهو العدل وعالم السرائر. هذا أقصى امتحان مررت به في حياتي ولا أتمناه لأحد.الرجاء الدعاء لنا وأرجو الله أن يغفر لنا جميعًا».

ما علاقة نجوم الفن؟

من ناحية أخرى، تناول عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من تعليقات بعض الفنانين والمشاهير من متابعي الشيخ صلاح الدين التيجاني، ومنهم حجاج عبد العظيم، وعلاء مرسي، ونشوي مصطفى، بجانب الكاتب عمر طاهر والسيناريست عبدالرحيم كمال.

تعليقات القراء