«إشاعة الفاحشة مساوية في الوِزْر لفعلها» .. رأي الدين في تصوير «فعل فاضح» ونشره على المواقع

الموجز

بعد تداول فيديو فعل فاضح فوق أحد الكباري ، يتساءل البعض عن رأي الدين في قيام شخص بتصوير فعل فاضح ونشره على المواقع بهدف التربح منه، ليجيب الدكتور عطية لاشين أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، قائلا إن جوهر الشريعة الإسلامية هو الستر وعدم فضح الآخرين.

يؤكد أستاذ الشريعة الإسلامية، أن الستر على الناس مطلب شرعي، وخلق إسلامي نبيل وعلى المسلم أن يكون محبا للستر على الآخرين، وكان يجب على مصور الفيديو أن يتقدم ببلاغ ضد الشاب والفتاة في سرية تامة، مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من ستر مؤمنا في الدنيا عى خزية ستره الله يوم القيامة".

يوضح "لاشين"، أن الإسلام يدعو إلى الستر وصيانة الأعراض وعدم تتبع عورات الناس والتشهير بهم، فالله عز وجل يحب الستر ويأمر عباده به، وقد جعل الله الجزاء من جنس العمل، فمن ستر عورة أخيه ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه كشف الله عورته، حتى يفضحه بها في بيته.

كانت دار الإفتاء المصرية قد أكدت، أن نَشْر الفضائح الأخلاقية على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الانتقام والتشفي، تعليقًا أو مشاركةً أو إعجابًا، فيه إشاعة للفاحشة في المجتمع، وهي جريمة حَذَّر منها الحق سبحانه وتعالى؛ وذلك في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}، والآية عامة في الذين يَلتمسون العورات، ويهتكون الستور، ويشيعون الفواحش.

أوضحت الدار في فتوى لها، أن الإسلام قد جعل إشاعة الفاحشة مساوية في الوِزْر لفعلها؛ لعِظَم الضرر المترتب في الحالتين؛ فقد أخرج الإمام البخاري في "الأدب"، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «القائل للفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء»، وقال عطاء رضي الله عنه‏: «من أشاع الفاحشة فعليه النكال، وإن كان صادقًا".

أكدت دار الإفتاء أن الإسلام أمر أتباعه بأن يتحلوا بالستر وغض الطرف عن عثرات الناس وعدم تتبع عوراتهم وعدم التشهير بهم؛ عونًا لهم على التوبة وإصلاح النفس، ففي الحديث الشريف عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".

تعليقات القراء