التايمز: احتفالية الأبناء بـ«طريق الكباش» تنافس مواكب الفراعنة الأصلية

الموجز

كشفت صحيفة التايمز البريطانية، أن حفل افتتاح طريق الكباش، الذي أقيم اليوم الخميس 25 نوفمبر، ينافس الاحتفالات التي شاهدها الفراعنة منذ ما يصل إلى 3500 عام.

وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي جاء بعنوان: "مصر تعيد افتتاح شارعها الكبير لأبي الهول في الأقصر"، إلى مشاركة المئات من الراقصين والموسيقيين والممثلين في الاحتفالات لتدشين أحد أكبر المواقع الأثرية في الهواء الطلق بالعالم ، ويربط بين المعابد القديمة الشهيرة في الكرنك والأقصر، بعد عقود من الترميم.

وكانت محافظة الأقصر، قد شهدت على مدار الأشهر القليلة الماضية أعمال تطوير مكثفة لرفع كفاءة البنية التحتية وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها ومشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر وترميم قاعة الـ14 عمود بمعبد الأقصر، والانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بـ "طريق الكباش  " .

وانطلقت فعاليات الاحتفالية الأسطورية المهيبة لافتتاح طريق الكباش، أقدم ممر تاريخي بالعالم، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والسيدة انتصار قرينة الرئيس، وسط اهتمام عالمي بهذا الحدث الذي يجسد عظمة وعراقة الحضارة المصرية الممتدة على مدى آلاف السنين، وانعكس اشعاعها الحضاري على شتى بقاع العالم.

كما حضر الاحتفال رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، وكبار رجال الدولة.

وتابع هذا الحفل الضخم الأسطوري نحو 200 من مراسلي وسائل الإعلام العالمية المعتمدين في مصر؛ لنقل وقائع هذا الحدث الفريد إلى العالم أجمع.

تأتي هذه الاحتفالية لإحياء ممر تاريخي يعود عمره لما يزيد على 3 آلاف عام، ويربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك لتصبح الأقصر بذلك أكبر متحف مفتوح في العالم يبهر عشاق التاريخ ومحبي الحضارات القديمة.

وجاءت تلك الخطوة لتتوج عملا استمر لسنوات لإعادة إحياء هذا الطريق، وهو يمثل ثاني حدث يعيد اهتمام المصريين بتاريخ أجدادهم الفراعنةـ بعد موكب المومياوات في أبريل الماضي؛ وهو ما يعبر عن حرص الرئيس السيسي، على استعادة الاهتمام بالحضارة الفرعونية بالتوازي مع المشروعات القومية العملاقة الجاري تنفيذها في كل أنحاء مصر في مزج بين إنجازات الماضي والحاضر.

وقد أعدت وزارة السياحة والآثار برنامجا احتفاليا غير مسبوق يليق بالحدث الذي يجذب انظار العالم كله نحو مدينة الاقصر التي تضم ثلث آثار العالم.

وبدأت الاحتفالية بأغنية قدمها الفنان محمد حماقي، شاركته المطربة (ذات الأصول الإيطالية) “لارا اسكندر”، بعنوان (بلدنا حلوة)، بالتزامن مع استعراض راقص، وتغنى حماقي واسكندر عن جمال وعراقة الحضارة المصرية، وآثارها الممتدة على مدى آلاف السنين.

كما شهدت الاحتفالية عرضا لعدد من عربات الخيول (الحناطير)، التي تتميز بها محافظة الأقصر، حيث جرت إضاءة العربات وتزيينها بمناسبة هذا الحدث الجلل، حيث تراقصت تلك العربات التي تجرها الخيول، على وقع أغنية فرقة رضا الشهيرة (الأقصر بلدنا بلد سواح).

وشهد الرئيس السيسي والسيدة قرينته فيلما تسجيليا عن محافظة الأقصر بعنوان (الأقصر السر).

واستعرض الفيلم – الذي قدمته مجموعة من الفنانين وأهل الأقصر وخبراء الآثار – مجموعة من المناطق والمعابد والحضارات، التي توالت عليها سواء الحضارة القديمة إلى الحديثة واليونانية والقبطية والإسلامية.

وتحدث ضيوف الفيلم عن الفعاليات السياحية التي تقام في الأقصر بجانب مشاهدة الآثار، وعلى رأسها المنطاد والرحلات النيلية والأسواق، وبعض الأنشطة الرياضية والترفيهية.

وأظهر الفيلم – أيضا – التنوع الديني الذي تشهده الأقصر، وسلط الضوء على المساجد والكنائس المتواجدة هناك.

في حين سلط وزير السياحة والآثار خالد العناني – خلال الفيلم – الضوء على حجم السياحة في الأقصر، ومدى تعلق السائحين بها.

كما استضاف الفيلم أحد السياح الذين أقاموا في الأقصر منذ أكثر من 15 عاما ومدى ارتباطه وتعلقه بها.

واختتم الفيلم برسالة من وزير السياحة عن الأقصر، طمأن فيها الجميع قائلا “بلدنا أمنة”.

وطريق الكباش عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة، وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد “الأوبت”، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجري ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة (الأسرة 18) والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.

وطريق الكباش، هو طريق المواكب الكبري يربط بين معبد الأقصر ومعابد الكرنك، وبدأ بناء هذا الطريق على يد الملك أمنحتب الثالث الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، ولكن النصيب الأكبر من التنفيذ يرجع إلى الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الثلاثين.

ويبلغ طول الطريق 2750 مترا، وعرض 700 متر، ويصطف على جانبيه حوالي 1200 تمثال، نُحت كل منها من كتلة واحدة من الحجر الرملي، وأقيمت على هيئتين: الأولى تتخذ شكل جسم الأسد ورأس الإنسان باعتبار الأسد أحد رموز إله الشمس، أما الهيئة الثانية فكانت على شكل جسم ورأس كبش وهو رمز من رموز الإله خنوم إله الخصوبة في الديانة المصرية القديمة، والذي قدسوه باعتباره الإله الخالق للبشرية كلها.

وكان في العصور المصرية القديمة “طريق المواكب الكبرى” المعروف إعلاميًا بطريق الكباش عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيي داخله أعياد مختلفة منها “عيد الأوبت” وعيد تتويج الملك ومختلف الأعياد القومية تخرج منه.

وكان يوجد به قديماً سد حجري ضخم لحماية الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية في الدولة الحديثة (الأسرة 18) والعاصمة الدينية حتى العصور الرومانية.

وقال وزير الآثار والسياحة خالد العناني إن مشروع اكتشاف طريق الكباش، بدأ في عام 2005 ثم تعثر في عام 2011، لكن جرى إحياء المشروع في سبتمبر عام 2017، بتوجهيات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث جرى تكليف الهيئة الهندسية بإنهاء المشروع وتم الكشف عن هذا الطريق.

وشدد وزير الآثار، في كلمته أمام الرئيس والسيدة قرينته، خلال افتتاح طريق الكباش بمدينة الأقصر، على أن العمل الأثري للطريق لم ينته وسيستمر لسنوات عديدة، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه جرى الكشف عن 250 تمثالا برأس كبش و807 تماثيل برأس إنسان.

وأوضح وزير الآثار أن التماثيل – التي تحتوي على رأس كبش – بدأت في الأسرة الـ 18، أي القرن الـ 14 قبل الميلاد، بينما التماثيل التي تحتوي على رأس إنسان قام بعملها الملك “نبتبقو الأول”، وهو أول ملوك الأسرة الـ 30 أي القرن الرابع قبل الميلاد.

وقال الوزير: أتشرف أن أكون أمامك اليوم من قلب صعيد مصر الذي نعتز به.. حيث بدأت منه الحضارة المصرية القديمة من محافظة قريعة الأقصر”، مشيرا إلى أن كل مكان في مدينة الأقصر شهد على جزء هام جدا من حضارة مصر الفريدة.. ومعبد الأقصر أيقونة من أيقونات المدينة، من فناء مساحته أكثر من 2000 متر مربع، وعمره أكثر من 3300 عام، من القرن الـ 14 قبل الميلاد، فناء الملك أمنحتب الثالث، الذي شهد في عصره ازدهارا غير عادي.

تعليقات القراء