معركة المنصورة الجوية .. اليوم ذكرى أطول «المعارك الجوية» في التاريخ
الموجز
لإقلاعهم وهج البرق الخاطف، ولتحليقهم صدي صوت العاصفة، ولزئير طائراتهم قوة الرعد ولضرباتهم الموجعة وقع الزلزلة، أسطورة حية لا تراهم إلا في السماء.. إنهم "النسور" حماة الوطن الذين نحتفل اليوم بالعيد التسعين على تأسيس القوات الجوية، والتي تواكب الذكري التاسعة والأربعين لنصر أكتوبر الذي سجل في يوم ١٤ أكتوبر عام ١٩٧٣م، أطول معركة جوية في التاريخ ليظل ذكري الشرف والعزة والفخر .. وليظل شعارهم "إلى العُلا فى سبيل المجد" ليس كلمات فقط، لكن حقيقة بُنيت عبر سجل حافل من التضحيات والبطولات من أجل مصر، ومنها المعركة التاريخية في الرابع عشر من أكتوبر، والمعروفة بأنها أطول المعارك الجوية في التاريخ الحديث وهي معركة المنصورة، باشتراك أكثر من 150 طائرة من الجانبين، ليصير هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية منذ عام 1994م، وفي نفس هذا اليوم فى العام 2022م يتم الاحتفال بمرر 90 عامًا على إنشاء القوات الجوية كأول سلاح لنسور الجو في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
قال الفريق محمود فؤاد عبد الجواد قائد القوات الجوية، إن القوات الجوية قادرة على تنفيذ أى مهمة بكل مهارة وكفاءة قتالية عالية، لافتاً إلى أن النسور جاهزين على مدار الساعة لتنفيذ المهام الموكلة إليهم من القيادة العامة للقوات المسلحة بكفاءة واحترافية.
وعن نشأة سلاح الجو المصرى كأول سلاح جوى فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قال الفريق محمد فؤاد: "فى عام 1928م وبطلب من البرلمان المصرى إلى الحكومة المصرية بإنشاء قوات جوية وبقرار ملكى تم التعاقد على إمداد مصر بعشر طائرات (تايجرموث) عن طريق شحنها إلى ميناء الإسكندرية، لكن الإرادة المصرية تأبى إلى أن تأتى طائرة بقيادة طيارين مصريين، وكان ذلك فى ٢ نوفمبر 1932م فى افتتاح رسمى بمطار ألماظة بمهمة أساسية هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود والتصوير الجوى .
وعن سبب اختيار يوم 14 أكتوبر بالتحديد عيداً للقوات الجوية، قال قائد القوات: "بعد النجاحات المتتالية للقوات الجوية فى تنفيذ المهام المخططة خلال حرب أكتوبر المجيدة مما أربك العدو وأفقده توازنه، إلى أن جاء يوم 14 أكتوبر، قام العدو محاولاً تحقيق أوهامه، بتوجيه قوته الضاربة، صوب القواعد الجوية والمطارات بمنطقة الدلتا، فتفاجأ بما لم يدر بخلده، عندما تصدت له نسور الجو المصرية، بمهارة واقتدار فى مواجهة مباشرة بين ما تملكه قواتنا الجوية، من طائرات أقل تقدمًا وكفاءة، مما يملكه العدو، وهنا تتجلى براعة الطيار المصرى، وإصراره على النصر الذى تحقق بفضل الله، فى معركة استمرت لأكثر من خمسين دقيقة، كأطول معركة جوية فى تاريخ الحروب الحديثة، اشتركت فيها أكثر من مائة وخمسين طائرة من الجانبين، فقد فيها العدو 18 طائرة، ولم يكن أمام باقى طائراته، إلا أن تلقى بحمولتها في البحر وتلوذ بالفرار، وسميت هذه المعركة بمعركة المنصورة واتخذتها القوات الجوية عيداً سنويًا لها.