منعنا إسرائيل من احتلال الإسماعيلية على مسافة 3 كيلو مترات .. تفاصيل معركة «أبوعطوة»

الموجز

«أوقفنا شارون عن احتلال الإسماعيلية على بعد 5 دقائق فقط»، هكذا تحدث البطل علمى كامل، أحد أبطال قوات الصاعقة المصرية خلال حرب أكتوبر المجيدة، موضحاً أن رجال آرائيل شارون، القائد العسكرى الإسرائيلى فى هذا الوقت، هاجموا أماكن تمركز رجال الصاعقة المصرية بواسطة «الهاونات».

وبواسطة رشاشات النصف بوصة، وبواسطة الطيران عبر «قنابل 1000 رطل»، و«قنابل بلى»، حتى ظن أنهم استُشهدوا بالكامل، ليخرجوا لهم «من تحت الأرض».

ويضيف علمى كامل، أن «شارون» هرب إلى منازل المزارعين الطينية من نيران رجال الصاعقة المصرية، وأنهم دمروا 3 دبابات كانت بها كمية ذخيرة كبيرة، ليهرب «شارون»وجنوده فى اتجاه مدينة السويس. 

وإلى نص الحوار الذي أجرته "الوطن" مع البطل المصري.

وكيف علمت بموعد الحرب؟

- ليلة 5 أكتوبر، وتحديداً فى الساعة 12:30 ليلاً، تم استدعاؤنا لوحدتنا، وكنت حينها ساكناً فى «الحسين»، وذهبت إليها فى الساعة الثانية صباحاً، ووجدت قائد الكتيبة وقتها الرائد على أمين مستقلاً سيارة «جيب»، واصطحبنى على الفور لـ«مركز العمليات»، ووجدنا المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية، والفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والمشير محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، والعميد نبيل شكرى، قائد قوات الصاعقة، فى الغرفة، لنأخذ المهمة لنعود، وأجد قائد الكتيبة يقول لى: «لما ترجع ماتتكلمش فى أى حاجة»، ثم أخذنا الأمر يوم 6 أكتوبر بالانتشار لتأمين مطار غرب القاهرة العسكرى، نتيجة لاحتمال استهدافه، ونفّذنا الأمر، ثم جاءت لنا الأوامر بالحركة فى اتجاه مدينة الإسماعيلية يوم 18 أكتوبر.

لماذا وقتها؟

- المعلومات المتوافرة حينها أن هناك 7 دبابات دخلت منطقة «الدفرسوار»، ومطلوب منا أن نأتى بها أسرى لأخذ معلومات منها، وتم تنفيذ دوريات، وأثناء توجّهنا إلى منطقة سرابيوم، شاهدنا أعداداً كبيرة من الدبابات والعربات المجنزرة، وكان آرائيل شارون يقود رجاله فى 3 محاور نحو الإسماعيلية، مستعيناً بلواء مدرع، ولواء مظلى.

وماذا حدث؟

- شارون دخل للمنطقة بـ7 دبابات برمائية، وأول لواء تصدى له كان «لواء مظلى مصرى»، ثم واجهنا «كمين إسرائيلى»، وكانت ليلة شديدة الظلام، لنقفز من سياراتنا فى اتجاه «جناين»، ولم يصب منا أحد، ثم استهدفوا أماكننا بـ«الهاونات»، والرشاشات النصف بوصة، ثم جاء لنا أمر عبر «اللاسلكى» للعقيد أسامة إبراهيم، قائد مجموعتنا القتالية، بالانسحاب، نظراً لأنه سيتم ضرب المنطقة بالطيران الثقيل.

وهل هاجمكم شارون بمدرعاته حينها؟

- الحقيقة أنه أعاد تنظيم صفوفه، وظللنا 3 أيام يتم قصفنا بـ«طيران أمريكى»، حتى يوم 22 أكتوبر، عبر «قنابل بلى»، وقنابل الألف رطل، وكنا موجودين بحفر برميلية، والفرق بيننا وبين الإسماعيلية 3 كيلومترات فقط، ثم حينها دخلت 3 دبابات مجنزرة، وهى استطلاع للواء المظلى، وهاجمناها، وتم تدمير العدو، وكان هناك شهداء ومصابون، ليتم إخلاؤهم.

وما موقف شارون ورجاله؟

- أعلن شارون عبر أجهزة اللاسلكى التى تم رصدها، أنه متجه لاحتلال «نفيشة»، ومدينة الإسماعيلية فى وقت واحد، لأنه كان يعتقد أن المنطقة بلا قوات بعد القصف بالطيران، والهاونات، ورشاشات النصف بوصة، لكنه فوجئ بنا، وكانت كل أسلحته من الجسر الجوى الأمريكى.

وما الدليل على ذلك؟

- الدبابات التى دمّرت من طراز إم 60 إيه 3، وهى من أحدث دبابات العالم فى هذا الوقت، وكانت المسافة التى قطعت عبر الدبابات 60 كيلومتراً فقط.

وكيف دمرتم الدبابات؟

- كنا مختبئين فى «حفر برميلية»، على مسافة من 4 إلى 5 أمتار من الدبابات، وبجوارنا منازل للفلاحين من الطين، وكنا موجودين فى «المنطقة الميتة» للدبابات، سواء مدفع الدبابة، أو رشاش النصف بوصة، ومن ثم هاجمناهم، عبر كمين منع تقدم شارون لاحتلال الإسماعيلية، وهو كمين «حسم المعركة»، لأن مواجهتنا للدبابات كانت عملية انتحارية بكل المقاييس، لكن عقلية المقاتل المصرى نجحت فى الخروج بلا خسائر، بل ومنع شارون من احتلال مدينة الإسماعيلية، وهو على بُعد 5 دقائق منها فقط.

وكيف منعتموه من دخول الإسماعيلية؟

- استخدمنا قذائف الـ«آر بى جى»، وبنادق، ورشاشات متوسطة، وقنابل يدوية، فى مواجهة استطلاع اللواء المصاحب لشارون، وكانوا يعتقدون أنه لا توجد قوات، ومن ثم اصطحبوا معهم كم ذخيرة غير عادى لاستخدامها فى احتلال الإسماعيلية، لكننا «طلعنا لهم من تحت الأرض»، وشارون قال فى مذكراته، إن «عفاريت مموهة طلعت لنا من تحت الأرض».

وأين ذهب شارون وقتها؟

- أول شىء أننا كنا بمواجهة 3 دبابات، ضربنا الدبابة الموجودة فى المنتصف، ليطير برج الدبابة نحو 10 أمتار إلى أعلى من قوة الذخيرة، والدبابة الثانية «دخلت» فى الثالثة، ليتم تدمير الدبابات الثلاث، ونجد الجثث الإسرائيلية متفحمة بالكامل، وبالتزامن مع ذلك كانت قوات المظلات الإسرائيلية قادمة باتجاهنا، وقتلناهم بالكامل، واستخدمنا حتى آخر رصاصة وآخر ذخيرة بصحبتنا، ولسان حالنا فى التصدى لهم: «ما دام دخلوا أرضنا.. مش هيخرجوا منها أحياء».

قيل إن «الثغرة» كان يتم التخطيط لتصفيتها.. وهناك جانب آخر كان يرى أنه لم يكن سيتم تصفيتها.. بحكم وجودك فى ميدان المعركة.. ما رأيك فى هذا الشأن؟

- تم تكليفى بارتداء جلباب أحد المزارعين، ودخلت وسط صفوف الجيش الإسرائيلى لعدة أيام رصدت خلالها أماكن تمركز قواتهم وعُدت بها بدقة، وكان يتم إعداد خطة تحت مسمى «الخطة شامل» لتصفية الثغرة، «ولو نُفذت العملية شامل كانت الثغرة ستصفى تماماً».

 

تكريم أبطال معركة أبو عطوة

حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، علي تكريم أبطال معركة أبو عطوة، خلال الندوة التثقيفية التي عقدتها القوات المسلحة للإحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973.

وأظهر الرئيس تقديرًا كبيرًا لأبطال المعركة حيث طلب أدى لهم التحية العسكرية رفقة كبار الحضور من رجال القوات المسلحة الي جانب التقاط الصور التذكارية معهم.

تعد معركة أبو عطوة من أبرز بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر حيث وقعت يوم 22 من الشهر، ويعود سبب تسميتها إلي القرية التي شهدت اشتباكًا عنيًا بالدبابات بين الجيش المصري وقوات العدو.

وقدم رجال القوات المسلحة المصرية بطولات كبيرة حيث تصدوا لقوات آرئيل شارون والذي كان أحد قادة الجيش الإسرائيلي آنذاك، وحاولت نحو 300 دبابة إسرائيلية اقتحام القرية واحتلال الإسماعيلية حيث اعتدوا علي السكان المدنيين في فايد وعدة مناطق في المدينة، إلا أن قوات الجيش المصري نفذت كمينا لقوات العدو بعد أن كان علي بعد دقائق من المدينة وانقضوا عليهم.

وتمكن أبطال الصاعقة المصرية من تدمير دبابات العدو وإلحاق الهزيمة بهم في معركة شرسة في منطقة أبو عطوة والبركة وغيرها بعد أن خرج رجال الجيش المصري المحاربين من أسفل الأرض بعد أن اختبأوا ليفاجئوا قوات العدو، وأغاروا علي الدبابات ونجحوا في أسر عدد من الدبابات الإسرائيلية لا يزال محتفظا بها في متحف أبو عطوة وقاتل أبطال الجيش المصري حتي آخر رصاصة ليدمروا القوات الإسرائيلية التي حاولت اقتحام المدينة.

ويوجد في المنطقة متحف دبابات أبو عطوة، والذي يقع بالقرب من طريق السويس - الإسماعيلية، حيث تم إنشاء المتحف للحفاظ علي مجموعة من الدبابات التي تم أسرها في حرب 6 أكتوبر، من قبل الجيش المصري، ويضم المتحف 7 دبابات مختلفة، بالإضافة إلي نصب تذكاري لـ 19 شهيدا من الجنود والضباط والمدنيين المصريين الذين استشهدوا في المعارك.

تعليقات القراء