«أنقذ السادات وأشعل فتيل صواريخ الدفاع الجوي بـ 45 طن» .. بطل حرب أكتوبر الأسطوري الذي صفع الإتحاد السوفيتي

الموجز

في السطور التالية نسرد قصة أحد الأبطال المدنيين، والتي وثقها اللواء أ.ح طيار محمد زكى عكاشة، في كتابه «جند من السماء» عن أحد المهندسين المصريين، والذي أسهم بعمله في دعم سلاح الجو المصري وحمايته، وهو دكتور مهندس محمود يوسف سعادة الأستاذ بقسم التجارب نصف الصناعية بالمركز القومي للبحوث، نائب رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، مدير مكتب براءة الاختراع في التسعينيات، الأستاذ المتفرغ بالمركز القومي للبحوث، والحائز على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون .

تعود قصة هذه الملحمة الوطنية إلى صباح أحد أيام عام 1972 حين فوجئ العالم الراحل الدكتور محمود يوسف سعادة، رئيس قسم الهندسة الكيميائية والتجارب نصف الصناعية بالمركز القومي للبحوث، بخبر يتصدّر الصحف عن قرار الرئيس الراحل أنور السادات بطرد الخبراء السوفيت من مصر، لكن لم يتصور أنه سيكون له دور في مرحلة ما بعد الخبراء السوفيت، حيث عُهد إليه بابتكار بديل مصري لوقود الصواريخ قبل حرب أكتوبر .

قام الإتحاد السوفيتي ردًا على قرار السادات بطرد خبرائهم، بالمماطلة في إرسال السلاح وقطع غيار الأسلحة التي كانت تطلبها مصر منهم، و كان الزيت المستخدم في تموين صواريخ الدفاع الجوي من بين الأشياء التي امتنع السوفييت عن تصديرها لمصر، و كان معنى ذلك هو عدم وجود وقود صواريخ الدفاع الجوي، وبالتالي سينتج عن ذلك عدم استعمال صواريخ الدفاع الجوي في المعركة، وبالتالي عدم وجود الدفاع الجوي مما يؤدى لعدم قيام مصر بشن الحرب لاسترداد أرضها المحتلة .

لجأ المشير محمد علي فهمي قائد سلاح الدفاع الجوي آنذاك، للدكتور مهندس محمود يوسف سعادة، فقام بفحص وقود الصواريخ المنتهي الصلاحية ونجح بعد الدراسة والبحث في استخلاص 240 لترًا صالحة للاستعمال، وتم استيراد عينة من الوقود من إحدى الدول قام الدكتور سعادة بفك شفرتها ومعرفة نسب مكوناتها واستيراد هذه المكونات من الخارج.

ونجح الخبراء المدنيين والعسكريين تحت إشرافه في إنتاج 45 طنًا من وقود الصواريخ، وبهذا أصبح الدفاع الجوي المصري في كامل الاستعداد لتنفيذ دوره المخطط له في عملية الهجوم.

وبلا أدنى شك يعتبر نجاح دكتور محمود سعادة في تخليق الوقود المصري للصواريخ أحد أهم أسباب نجاح حائط صواريخ الدفاع الجوي المصري في تدمير 326 طائرة إسرائيلية في حرب أكتوبر 1973 .

كان قرار الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، بشنّ حرب ضد إسرائيل في خريف العام 1973 معرضاً للإلغاء، بعد أن أخبره قادة قوات الدفاع الجوي في الجيش بمشكلة كبيرة تهدد قيام الحرب من الأساس.

المشكلة الكبيرة التي نزلت تفاصيلها كالصاعقة على مسامع السادات هي عدم توافر الوقود الخاص بصواريخ الدفاع الجوي، والتي يقع عليها العاتق الأكبر في حماية سماء مصر من الطيران الإسرائيلي خلال المعركة، بعد أن انتهت صلاحيته.

كان انتهاء صلاحية الوقود راجعاً إلى توقف السوفييت عن توريد هذا الوقود لمصر، عقب قرار الرئيس الراحل بطرد الخبراء الروس في العام 1972.

جن جنون السادات وعلى الفور عقد اجتماعا عاجلا لكافة قيادات الجيش، لمحاولة التوصل لحل للمشكلة، خاصة أن الموعد الذي حدده لشن الحرب لا يتبقى عليه سوى 4 شهور.

في يونيو من العام 1973 عقدت اجتماعات مكثفة شارك فيها كافة الخبراء، وخلال تلك الاجتماعات طلب أحد المشاركين الاستعانة بأستاذ في المركز القومي للبحوث، يبلغ من العمر 35 عاما، عرف عنه الذكاء الحاد والخبرة الكبيرة في هذا التخصص الدقيق.

خلال دقائق انتقلت سيارة خاصة لمنزل العالم المصري، محمود يوسف سعادة، وطلب منه قائدها التوجه معه لمقابلة مسؤولين كبار، وفور وصوله عرضوا عليه تفاصيل المشكلة التي تؤرق الرئيس الراحل وقادة الجيش.

توصل العالم المصري محمود يوسف سعادة مع المسؤولين في معامل الجيش إلى الحل السحري الذي أبهر السادات، وقرر بعده اتخاذ قرار الحرب، وتحديد موعدها بدقة، فقد أبلغه قائد كبير بالجيش أن المشكلة انتهت، ويمكن توافر الوقود اللازم خلال أيام.

تعليقات القراء