في ذكرى نصر أكتوبر.. جولدا مائير تنهار من البكاء وتستقبل الأسرى الإسرائيليين بـ’’البيجامات الكستور‘‘
كتب: ضياء السقا
بالتزامن مع الذكرى الـ47 لنصر السادس من أكتوبر العظيم، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو نادر أثناء عودة الأسرى الإسرائيليين إلى أراضيهم وعلى وجوههم الحزن والكسرة.
وارتدى الأسرى الإسرائيليين "البيجامات الكستور"، وكان في مقدمة استقبالهم، جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل في ذلك الوقت، التي وقفت تحتضنهم وتبكي من شدة الحسرة.
وفي يوم السادس من شهر أكتوبر من العام 1973 تحركت الجيوش بالدولتين (المصرية والسورية) في الاتجاه للحدود لكل منهما مع إسرائيل، وكان على الجيش المصري أن يجتاز قناة السويس بأسرع وقت لكي يصل إلى تحصينات العدو المتواجدة على الضفة الأخرى بالقناة، وبسرعة البرق استطاع السلاح الهندسي المصري بتركيب الجسور على القناة وفتح ممرات لعبور الدبابات المصرية عليها.
تدمير خط برليف
وفي الوقت الذي كان الجيش الإسرائيلي يحتفل فيه بعيد الغفران حيث كان الأغلب من الجنود بإجازات، وثاني الحواجز التي كان يجب على الجيش المصري أن يقطعها بعد قناة السويس هو الساتر الترابي الضخم المكون من رمال وأتربة، فقد تم عمله على القناة بطولها وبارتفاعات مانعة للآليات من اجتيازه.
وكان في ثناياه يحتوي على مستودعات للدبابات والأفراد ذلك هو “خط بارليف”، حيث استطاعت القوات المصرية ان تجتازه باستخدام التكنولوجيا الغير حربية، وهي استخدامهم لخراطيم المياه القوية.
دور السلاح الجوي المصري أثناء نصر أكتوبر
وبهذا دخلت القوات المصرية لمواقع التحصينات العسكرية الخاصة بهم وبدأت هنا المواجهات بعد أن قام السلاح الجوي المصري بالقصف لهذه المواقع مسبقاً لتسهيل المهمة على القوات المتقدمة.
دور العرب فى مساعدة مصر أثناء الحرب
وأما عن دور العرب وقادة الدول العربية، فلقد كان لهم دور أساسي ومهم فى الحرب، حيث قام رؤساء وملوك الدول العربية بوقف تصدير النفط و البترول إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ورفع سعر البترول والغاز الطبيعي، مما عمل على خلق أزمة في الطاقة فى أمريكا نفسها.
أسباب النصر فى حرب أكتوبر
إن إيمان المحارب المصري بالقضية، وتوكله على الله له أثراً كبيراً في منح الجيش العزيمة والقوة وطاقة تنبع من داخله، مع التخطيط السليم للمعركة، ووضع خطط يمكن من خلالها سيطرة على أي مواقف يمكن أن تواجه تقدم الجيش، وعدم ترك الأمور للصدف، كل هذا توفير لعناصر الانتصار في الحرب.
كان للسرية التامة التي تمّ التخطيط بها للمعركة، دور كبير في تحقيق النصر، ممّا وفّر عنصر المفاجأة للعدو، والذي تسبب بارتباكه وتخبطه باتخاذ قراراته، كما كان لاستخدام عنصر التمويه في مراحل الاستعداد للمعركة، دور فعّال في إضعاف العدو، والمثال على ذلك بأن قامت وزارة الزراعة بشراء المضخات الكبيرة التي استخدمت في فتح ثغراتٍ بخط بارليف بسرعةٍ فائقةٍ.
أعتمد الجيش المصري أثناء حرب أكتوبر على الدهاء والتخطيط الجيد من أجل الانتصار رغم أن التفوق في الإمكانيات كان لصالح العدو الإسرائيلي لكن كان لعامل الخداع الاستراتيجي الذي أتبعه الرئيس محمد أنور السادات ومن بينه أختيار موعد الحرب يوم عيد الغفران عند اليهود والذي يعد إجازة لديهم، وأقل وقت تكون القوات الإسرائيلية أستعداداً، كما أن ظروف الجو في هذا الشهر دائماً ما تكون مناسبة، وكان للجندي المصري المتفاني والمقاتل من أجل بلده واستعادة كرامة شعبه تأثير كبير في هذه الحرب، وكانت البداية بتدمير خط بارليف المكون من ساتر ترابي اعتقد الجميع أنه لا يقهر، ليبرهن المقاتل المصري أنه خير أجناد الأرض كما قال رسول الله، كما كان لسلاح الطيران والطائرات الحربية أثر كبير في الانتصار بالضربات الجوية المتتالية بالتنسيق مع المدفعية المصرية، لتعبر القوات المصرية قناة السويس بنجاح وتحقق نصراً كان البداية لاسترجاع الأراضي المسلوبة واستعادة كرامة شعب.
استعادة الأراضي المصرية
بعد نهاية الحرب بانتصار مصري واسترجاع جزء من الأرض المسلوبة جلس الجانبين المصري والإسرائيلي على طاولة المفاوضات، وفي 6 نوفمبر عام 1973، تم تبادل الأسرى، وانسحبت القوات الإسرائيلية إلي شرق القناة، وبدأت مراحل أخرى من المفاوضات والتحكيم واسترجاع أراضي مصر كاملة، وأسترجع المصريون من ثقتهم بجيشهم واسترجاع كرامتهم التي كانت مهدرة.