مشروبهم الأخير كان «قهوة تركي» .. زوجته «امتنعت عنه» بسبب ما فعله .. هل ماحدث لأبنائه «جزاء» القدر له .. أخطر قرارات «محمد علي»
الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم
واحدة من أشهر المؤامرات في التاريخ المصري وبطلها هو محمد على باشا الكبير، وهى مذبحة المماليك، وتعرف أيضاً بـ «مذبحة القلعة».
راح ضحيتها المئات من بكوات المماليك، وفر باقيتهم إلى معاقل أخرى فى الصعيد، هربا من قوات محمد على.
زوجته محمد علي صدمت مما حدث وإمتنعت عنه طوال حياتها.
لما اتخذ محمد علي هذا القرار الخطير
ذكر كتاب "أيام محمد على: حكاية رجل سبق عصره !!: عبقرية الإرادة وصناعة التاريخ" لمؤلفه عصام عبد الفتاح الأسباب وراء قيام المذبحة والعقل المدبر وراء تلك الحادثة الدموية، حيث ذكر عبد الفتاح : أن هناك خلاف كبير بين ما ذكر فى معظم كتب التاريخ حول عدد القتلى فى مذبحة القلعة، ففى حين يقول المؤرخ عبد الرحمن الرافعى أن عدد الضحايا وصل إلى 1200 قتيل، بينما ذكر آخرين أن الرقم كان حوالى 500 شخص فقط من رؤوس المماليك وأعيانهم، مشيرا إلى أن مذبحة أخرى قام بها النجل الأكبر للوالى العثمانى إبراهيم باشا، لبعض من فلول المماليك الآخرين الفاريين إلى الصعيد وذلك بعد سنة كاملة من مذبحة القلعة.
مهندس مذبحة القلعة "محمد لاظوغلي"
وأشار عبد الفتاح في كتابه إلى أن مهندس المذبحة، لاظوغلى باشا، اسمه الحقيقى محمد لاظ، أما أوغلى فهى تعنى ابن أى أنه ابن لاظ، جاء مصر برفقة محمد على أواخر القرن الثامن عشر، وهو صاحب اسم واحد من أهم ميادين القاهرة، أمام وزارتى العدل والداخلية، ويتوسط الميدان تمثال له صنعه المثال الفرنسى جاك مار عام 1872، عندما قررت الحكومة المصرية عمل تماثيل لكبار الشخصيات بالدولة فى عهد محمد على باشا.
المشروب الأخير «قهوة»
جاء اليوم الموعود 1 مارس 1811، ووقف محمد على باشا وسط حراسه وجيشه لاستقبال زعماء المماليك، واحتفلوا احتفالا فاخرًا، حيث دخل البكوات المماليك على الباشا فى قاعة الاستقبال الكبرى فاستقبلهم بالبشر والحفاوة، وقدم لهم القهوة وشكرهم لحضورهم ولما سيناله ابنه من تكريم إذا ما ساروا فى موكبه،
وفى مشهد مهيب تقدم موكب الجيش الكبير بقيادة ابن محمد على إبراهيم بيك، وقيادته تشير إلى جدية الأمر من بداية التفكير فيه، وأن محمد على باشا سينفذ الأمر بالفعل، وأصبح المماليك خلف جيش محمد على.
خرج الجيش من باب القلعة وفجأة غلقت أبواب القلعة، والحراس الذين كانوا يديرون رؤوسهم للمماليك، استداروا لهم، وأصبحوا محاصرين، وصوبت الأسلحة نحو زعماء المماليك، وانطلقت إشارة البدء، لتبدأ اعتداءات جنود محمد على بإطلاق الرصاص عليهم، بينما كان محمد على يتابع المشهد من بعيد.
استمر القتل من الضحى حتى بداية الليل حتى امتلأ فناء القلعة والممر بجثث المماليك، وهناك شاهدان أساسيان تحدثا عن مذبحة القلعة، الأول هو الإيطالى ماندريتشى، طبيب محمد على باشا، والآخر هو أمين بك المملوك الناجى الوحيد، أما الأول فكان بصحبة الباشا فى قاعة الحكم فى ذلك اليوم، ووصف ذلك اليوم بقوله: كان الباشا جالساً فى قاعة الاستقبال، وقد ظل هادئاً إلى أن تحرك الموكب فساوره القلق والاضطراب، وساد صمت عميق، إلى أن سمع صوت أول رصاصة، فوقف وامتقع لونه، وظل صامتاً، إلى أن حصد الموت معظم المماليك، فدخل ماندريتشى على الباشا، وقال له: «لقد قُضى الأمر واليوم يوم سعد لسموكم» وفقاً لروايات تاريخية ذكرتها عدة صحف مصرية في الحديث عن كواليس عن «مذبحة القلعة» أو «مذبحة المماليك».
زوجته تمتنع عنه طوال حياتها
عندما علمت أمينة زوجة محمد على بالأمر لم تصدق وظلت فى ذهول لدرجة أنها امتنعت عنه طيلة حياتها، ودون التاريخ تلك الحداثة حتى لا تذهب من أذهان أجيال وأجيال وأجيال.
على طريقة مذبحة القلعة.. كيف قُتل ابن محمد علي باشا غدرًا على يد ملك بالسودان؟
تدور الأيام، ويلقى إسماعيل باشا، الابن الثالث لمحمد علي باشا، أثناء حملة عسكرية قادها لضم السودان، مقتله على يد ملك شندي عام 1822، لكن بطريقة مختلفة طريقة قتل المماليك، ولكن الحيلة التي اتخذت هي نفس الحيلة التي دبرها الباشا للماليك قبل 11 عامًا من وفاة ابنه.
بدأت القصة خلال الحملات العسكرية المصرية لضم السودان إلى مصر، وتجنيد السودانيين في الجيش المصري الذي عكف محمد علي باشا على تأسيسه. وتولى إسماعيل باشا قيادة هذه الحملات وتقدم وسط القبائل السودانية التي أعلنت مابيعته والانضمام تحت لوائه.
واصل إسماعيل باشا حملته حتى وصل إلى قبيلة شندي، لكن القبيلة بقيادة الملك نمر، رفضت المبايعة، بل ثاروا في وجه السلطة المصرية، بسبب مساوئ الجنود الأرناؤوط، وانتزعوا الأرقاء السودانيين وعادوا بهم إلى قبيلتهم فرحين منتصرين.
علم إسماعيل باشا بما حدث، فوصل على رأس حملة عسكرية إلى شندي، وأمر الملك نمر بالمثول أمامه، فوبخه وأنبه أمام القبيلة، وأمر بمعقابته بدفع غرامة فادحة (1000 أوقية من الذهب+ وتقديم أكثر من 5000 عبيد من الذكور والإناث)، لكن الملك نمر لم يرضخ لهذه الأوامر، ورفضها في البداية، وأوشك أن يرفع السيف في وجه إسماعيل، إلا أنه في النهاية تحت ضغط إسماعيل وجيشه أظهر الملك نمر طاعته والرضوخ لإسماعيل باشا، بل ودعاه إلى حفل عشاء في قصره، مثلما دعا والده المماليك إلى حفل عشاء في القلعة.
تم ذبح الذبائح، واُعدت الولائم في الوقت الذي أمر فيه ملك سندي جنوده بجمع الحطب والتبن والقش حول القصر بحجة تحضير العلف لخيل الباشا، بينما الضيوف يأكلون ولم يدورا بأن ثمة مؤامرة تحاك ضدهم.
وقول المؤرخ جمال بدوي في كتابه "مصر من نافذة التاريخ عن هذه الحادثة "عندما فرغ الباشا ورجاله من الطعام وأكثروا من الشرب وأخذوا يتأهبون للعودة الى معسكرهم، فإذا النار قد طارت في أكوام الحطب والقش المحيطة بالقصر، فجعلت القصر شعلة من الجحيم، وحصرت النيران إسماعيل باشا وحاشيته فلم يستطيعوا الإفلات من هذا الحصار الجهنمي لهول النار المشتعلة من ناحية، ولإحاطة جنود الملك بهم يرمونهم بالنبل والسهام من كل ناحية. فسدت المسالك في وجوههم حتى ماتوا عن آخرهم، ولم يستطع الجند نجدتهم إذ كانوا في معسكرهم بعيدين عن مكان المأساة، ولما وقعت الكارثة انقض عليهم رجال الملك نمر ففتكوا بهم، ولم ينج منهم إلا من هرب منهم "وفقاً لما نشرته صدى البلد.
إصابة إبراهيم باشا بالسل
أصيب ابنه إبراهيم باشا بالسل، واشتد عليه داء المفاصل، وأخذ يبصق دم عند السعال، فزاد ذلك من هموم محمد على وحزنه، فأرسل ولده إلى إيطاليا للعلاج.
كان ذلك في سنة 1946 حينما قال محمد علي للسلطان العثماني وقتها"ولدى عجوز عليل، وعباس متراخ كسول، من عساه يحكم مصر الآن سوى الأولاد، وكيف لهؤلاء أن يحفظوها؟"، وبحلول عام 1848 كان قد أصيب محمد علي بالخرف وأصبح توليه عرش الدولة أمر مستحيل، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة بعد عودته من العلاج في إيطاليا.
فيديو يوضح المكان الذي قتل فيه إسماعيل باشا بالسودان ولكن تغير مع مرور الزمن .
درب اللبانة.. سر ارتباط مذبحة القلعة بالدرب الأحمر