اقتحم بطائرته طائرتين للعدو وانفجرت الطائرات الثلاث فى الجو والبطل يهتف فى اللاسلكى «الله أكبر» .. مبارك يكشف القدرات الخارقة لمقاتلين «القوات الجوية» في حرب أكتوبر
الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم
في حديثه الشهير في غرفة عمليات القوات الجوية قال مبارك أن الضربة المصرية بدأت بهجوم يعتمد على 220 طائرة دمرت 95% من الأهداف التي كانت مكلفة بها و«حصل ارتباك في القيادة الإسرائيلية ومراكز القيادة اتشلت، وبدأ العبور وبكفاءة وبنجاح»، بينما كانت خسائر قواتنا المسلحة من «1.5% لـ2%، ودى نتيجة ماكانش حد يتصورها سواء من العدو أو الصديق».
مبارك: «يكفينا فخرا أن اليد الطويلة لإسرائيل لم تتمكن من الوصول لعمق الدولة طوال الحرب»، وفخر قائد القوات الجوية يعود إلى أن «العدو كان معتبر إننا جثة هامدة».
مبارك: «الضربة الجوية مفتاح النصر للقوات المسلحة، مش بقول إن القوات الجوية هي اللى جابت النصر للقوات المسلحة، لا.. القوات المسلحة كلها مشتركة هي اللى أدت إلى نصر أكتوبر.. والضربة فتحت باب النصر لبلدنا».
مبارك يكشف القدرات الخارقة للقوات الجوية والمقاتل المصري في حرب أكتوبر : -
الفريق طيار حسنى مبارك قائد قواتنا الجوية فى حديثه وهو يستعيد صفحات الشرف التى حققها العمالقة من أبنائه نسور الجو والذي نشرته المجموعة 73 مؤرخين والمهتمة بالشأن العسكري المصري وتوثيق بطولات الجيش المصري :
_ لم يكن ما حققته قواتنا الجوية أملاً قائماً على المصادفة أو المفاجأة أو ضربة حظ عشواء .. بل كان نتاجاً لبرامج التدريب القاسية ، ولحسابات تحمل طابع الرؤية العلمية للمعركة وتصاعدها ، لما يملكه العدو وما نملكه نحن ، لتخطيط مبنى على معارف دقيقة بكل نقاط الضعف لدينا ولدى العدو من طائرات وطيارين ومدفعيات وصواريخ مضادة للطائرات ، ومن هنا جاءت حرب أكتوبر ودور قواتنا الجوية خلالها ، صفحة مشرقة للتخطيط والتجهيز السابق فى التنفيذ .
لقد كنا نعمل وإيماننا بأن النصر لا يتحقق عفواً ...
_ إن الزمن التقليدى على جميع المستويات لأى معركة جوية طويلة وبالقياس العالمى يتراوح بين 7 دقائق و10 دقائق ، وفى حرب رمضان قاد طيارونا معارك جوية استمرت 50 دقيقة.
قلت :
فنياً كيف تحقق ذلك ؟
_ بتوفير الوقود لدى طائراتنا ، فبعض هذه المعارك وقع فى مناطق غير بعيدة عن مطاراتنا مما وفر كميات كبيرة من الوقود أطالت زمن القتال فى الجو ومنحت طيارينا حرية المناورة والسيطرة والتفوق على طائرات العدو ..
لقد قام طيارونا فى إحدى المعارك باعتراض الطائرات الإسرائيلية وبلغ عددها 70 طائرة اعترضوها فى معركة مستقلة ، وكان عدد طائراتنا مماثلاً ، واحدة من معارك الجسارة والاقتدار ، وقاتل الطيارون المصريون بمعنويات تكاد تعانق السماء ، وحقق كل منهم عملاً بطولياً فريداً متميزاً واستشهد البعض فدية للنصر ، وكان اداؤهم من أنبل وأشرف الأداء .
طار الطيار المصرى على أرتفاع أقل من ثلاثة أمتار حتى 4 أمتار ، وألقى صواريخه على دفاعات العدو ومناطق حشد مدرعاته ومطاراته بكل المفاجأة وأبعادها .
حدد المعدل العالمى للطيران من ثلاث حتى أربع طلعات للطيار ، فقام طيارونا بست وسبع طلعات وبعضهم قام بتسع .
تدمير الدبابة الواحدة فى جداول التدمير العالمية يستلزم من هجمتين لثلاث هجمات فجاء طيارونا ودمروا أرتال المدرعات الإسرائيلية فى سيناء بهجمة واحدة والصور لدينا دليلنا على ذلك .
فى معركة جوية قوامها 80 طائرة لنا وللعدو ، اسقط طيار مصرى بطل 5 طائرات إسرائيلية ، دمر ثلاث طائرات بصواريخه ، ثم اقتحم بطائرته طائرتين للعدو وأنفجرت الطائرات الثلاث فى الجو والبطل يهتف فى اللاسلكى (( الله أكبر )) ..
تشدقت إسرائيل بقدراتها فى أعداد الطائرة للاقلاع بعد تزويدها بالوقود والذخيرة وأعادة الكشف على أجهزتها الألكترونية فى 8 دقائق ، استطاع المهندسون والفنيون فى قواعدنا الجوية أختصارها عام 1973 إلى 6 دقائق فقط .
كان المهندسون والفنيون يختصرون عمل أسبوع إلى عشر ساعات وأحياناً أقل خلال فترة الحرب ، طوال 17 يوماً حافلة .. ولم يتعطل مطار واحد من مطاراتنا بعد قصفه بالقنابل إلا ساعات قليلة فقط ليعود بعد ذلك إلى حجم كفاءته العادية .
مهندس برتبة عميد قام بزيارة عمل لمطار من مطارات الدلتا وتصادف وقوع غارة جوية على المطار فأخذ المهندس يجمع بيديه القنابل الزمنية بعيداً عن المطار .
وهناك عشرات من قصص البطولة التى قام بها المهندسون والفنيون نشرتها الصحف والمجلات عقب الحرب وكلها تعكس أصالة المقاتل المصرى و إرادته وتماسكه وقدراته التى تفوق كل تصور على البذل والعطاء .
لقد أخذ مساعد فى أحد المطارات يدفع قنبلة سقطت أمام باب دشمة طائرات بسيارته وهو يعلم تماماً أن القنبلة قد تنفجر فى اللحظة القادمة .. وقد حدث ذلك فعلاً بعد أن ابتعد البطل بالقنبلة إلى أرض فضاء بعيداً عن الدشمة .
لقد استطاع المهندسون بالتعاون مع بعض مؤسسات القطاع العام انتاج (( خلطات أسمنتية )) لسد الحفر التى تحدثها القنابل فى ممرات الطائرات ، وكانت خلطة اسمنتية رائعة تعيد الممر إلى حالته الأولى فى ساعات معدودة .
وقبل ذلك قام القطاع العام بدور كبير وخطير حين بدأنا بناء الدشم وإنشاء المطارات الجديدة عديدة الممرات إلى جانب قواعد الصواريخ التى أشار إليها القائد الأعلى أكثر من مرة .
نطح الصخر
عدت اسأل بطل القاذفات القديم ، وبطل حرب أكتوبر عام 1973 قائد قواتنا الجوية :
بذلك نستطيع أن نقول أن إسرائيل عجزت عن تقديم مفاجأة واحدة طوال حرب رمضان ضد قواتنا الجوية على جميع المقاييس العسكرية ..
_ هذا بالتأكيد ولكنها بعيداً عن المقاييس العسكرية لجأت إلى أعمال الخسة والغدر ، حين استعملت قنابل (( الجوافة )) أو قنابل البلى الممنوعة دولياً وهى قنابل ضد الأفراد ولا يلجأ إليها إلا من هو على غرار إسرائيل وتاريخها الإجرامى وليس العسكرى .
لقد فاجأنا العدو عام 1967بنوع معين من القنابل لم يكن مستخدماً من قبل ،وهى قنابل الممرات ، شحنة متفجرة ذات حربة فى مقدمتها تطلق أثناء الطيران الغاطس أو من الطائرات التى تطير على أرتفاعات منخفضة جداً ، فتحقق هذه القنابل واسمها (( كابم )) أختراقاً فى الممرات وفجوات كبيرة بها وبذلك تعطلت أكثر مطاراتنا .
_ عام 1973 عجز العدو عن عن استخدام هذه الأساليب لأن عنصر المفاجأة تحول ضده وكانت المبادأة فى أيدينا باستمرار ، ونطحت طائراته رأسها فى الصخر وهى تهاجمنا ، إذ اصطدمت بجدار البالونات فوق كل موقع أو هدف حيوى وبيقظة المقاتلات المصرية تعترضها وتسقطها وبحائط الصواريخ المضاد للطائرات ، فلجأت الطائرات الإسرائيلية مضطرة إلى الطيران على أرتفاعات عالية جداً وكثيراً ما أسقطت حمولاتها فوق الصحراء .