أطول منحنى هبوط منذ 99.. الليرة التركية تواصل الانهيار.. وأردوغان لمواطن عاطل: «اشرب شاي»

الموجز

تواصل الليرة التركية منحنى الهبوط أمام الدولار الأمريكي للأسبوع التاسع على التوالي، ويعد هذا أطول منحنى هبوط منذ 1999، حيث سجلت العملة التركية انخفاضًا أمس، ليصل سعر صرف الدولار الأمريكي 8 ليرات.

وعلى الرغم من إعلان البنك المركزي التركي احتمالية رفع نسبة الفائدة الرئيسية إلى 12%، حسبما نشرت شبكة "آر تي عربي" العالمية، ألا إن البنك أصدر قرارا مفاجئا بثبات سعر الفائدة الرئيسي كما كان الأسبوع الماضي عند 10.25%، وفقًا لما نشره موقع " أحوال" التركي، أمس. حسبما نشر موقع "الوطن".

ومن جانبه عارض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ارتفاع سعر الفائدة، معتقدًا أنها أداة تضخيمية، ويعتبر الاتجاه لرفع سعر الفائدة هو وسيلة تستخدمها البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، لتحقيق استقرار العملات.

وتواجه الشركات التركية تحديات كبيرة في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة في البلاد منذ أكثر من عامين، والتي ساءت بعد انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد.

وتم تصفية 10 آلاف 453 شركة تركية خلال التسع أشهر الأولى من هذا العام، من  بينها شركات تعمل في قطاعات مختلفة مثل إنتاج الطاقة الكهربائية، بناء مباني سكنية وغير سكنية، وشركات استشارات فنية للانشطة الهندسية، وفق لما نقله موقع "زمان" التركي عن اتحاد الغرف والبورصات التركية.

وكانت صفحة "شؤون تركية" المعارضة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أعادت نشر فيديو تداوله المعارض التركي "فيلي اغبابا" للرئيس التركي متنمرًا على مواطن تركي يشتكي من البطالة ومن عدم قدرته على الحصول على لقمة عيش.

حيث كتبت الصفحة تعليقا على الفيديو: "أردوغان كان في ملاطيا، مجموعة من المواطنين الاتراك قالوا له نحن عاطلين ولم نعد نستطيع شراء الخبز لبيوتنا".

وكان رد "أردوغان" صادما: "كلامكم مبالغ فيه، عندما تقول إننا لا نستطيع أخذ الخبز للمنزل"، كما أضاف بسخرية: "أشربوا شاي، هذا الشاي لذيذ"، ثم تركهم.

وقال الباحث في العلاقات الدولية والتركية محمد الديهي لموقع "الوطن"، اليوم، أن الانهيار الذي تشهده الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي نتيجة طبيعية لسياسات النظام الحاكم في أنقرة، التي خلقت العداءات لتركيا وعملت على هروب الاستثمار الأجنبي ومعاداة شعوب العالم من أجل حلم شخصي متعلق بأردوغان.

وأضاف "الديهي"، أن هذا الانهيار يعود إلى أسباب سياسية بالأساس، إضافة إلى بعض الأسباب الاقتصادية، ويمكننا اختصار الأسباب السياسية في العزلة التي فرضت على تركيا على نفسها بسبب سياسيات أردوغان الخارجية التي تتسم بالعدائية مع دول مثل فرنسا واليونان والولايات المتحدة، فضلا عن العداء مع المحيط العربي.

وأوضح، أن الأسباب السياسية تتمثل أيضًا في تحويل إنفاقها إلى دعم الإرهاب والفوضى في العديد من دول العالم، بدلًا من الإنفاق على البنية التحتية، نهيك عن حملات المقاطعة الشعبية التي تقوم بها الشعوب العربية للبضائع التركيا والتي كانت لها جليل الاثر في انيهار الليرة.

أما الاسباب الاقتصادية، أكد "الديهي" أنها تتمثل في عدم اعتراف النظام القائم في تركيا بالأزمة الاقتصادية التي تعشها أنقرة، وتدخله بصورة مباشرة في السياسات النقضية وربما كان آخر هذه التدخلات من قبل أردوغان، هو جعل البنك المركزي التركي يرفض قرار رفع أسعار الفائدة للحد من انخفاض الليرة التي كلفت البنك عشرات المليارات من الاحتياطيات الأجنبية للدفاع عنها.

وشدد على أن العقوبات التي ستاتي من الولايات المتحدة الأمريكية، سوف تؤثر بصورة كبيرة على الاقتصاد التركي، حيث تلوح العقوبات على تركيا منذ تسلمها العام الماضي لمنظومة الدفاع الجوي الروسي S-400، وبدأت بالفعل بتعليق أنقرة في برنامج الطائرات المقاتلة F-35 الأمريكي.

واستطرد، أن هذه العقوبات من المحتمل أن تكون ذات صبغة اقتصادية بالأساس مثل إلغاء الإعفاء الجمركي الذي تتمتع به تركيا، إضافة إلى احتمالية تطبيق قانون أعداء أمريكا على تركيا، خاصة وأنه تتعاون مع روسيا.

وأشار "الديهي" إلى أن المواطن التركي يعاني من حياة اقتصادية صعبة بسبب هروب المستثميرن الأجانب في الآونة الأخيرة، حيث هربت أكثر من 2000 شركة عاملة في تركيا، إضافة إلى ارتفاع معدل البطالة التي تقدر من قبل المعارضة بأنها تجاوت 25%، مضيفًا أن أي عقوبات جديدة ستفرض على أنقرة من قبل الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو أي دولة في المجتمع الدولي ستؤثر مباشرة على المواطن التركي، الذي تشهد حياتة ارتفاع في معدلات الانتحار الجماعي، فضلا عن ارتفاع حجم التضخم وهو الأعلي عالميا في تركيًا، نهيك عن حجم الدين الداخلي والخارجي الذي ارتفع بنسبة تجازرت 65% خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ولفت الباحث في العلاقات الدولية والتركية، إلى أن استمرار النظام الحالي التركي على النهج نفسه، يعني أن تركيا سوف تصارع الإفلاس، ولن تنقذها الأموال القطرية التي ضخت أكثر من مرة في محاولة لإنقاذ أنقرة.

واختتم "الديهي" أنه ربما تكون تصريحات مهندس الاقتصاد التركي علي باباجان في وقت الرواج الاقتصاد بضرورة اقتراض تركيا ورفع سعر الفائدة وتعديل النظام الحالي سياساته الخارجية، هي أكبر دليل عن المعانة التي يعاني منها الشارع التركي في الآونة الأخيرة.

وكان أردوغان أكد، الجمعة الماضية، أن الجيش التركي اختبر إطلاق صواريخ إس-400.

ووفقا لموقع "أحوال" التركي، فقد ألقى أردوغان كلمة يوم الأحد الماضي ووجه كلامه للولايات المتحدة قائلا: "مهما كانت عقوباتك، فلا تتردد في تطبيقها" وأضاف: "لقد أخبرتنا أن نعيد إس-400، ولكننا لسنا دولة قبلية، نحن تركيا".

تعليقات القراء