«حالة الفقر موجودة وهناك الأسوأ منها».. بعد غضب الفنانين من فيلم «ريش».. طارق الشناوي: «النخبة لم تستوعب تفاصيل العمل.. وهل تقديم عمل فني عن الفقراء يسيء لمصر؟»

الموجز     

مع ثالث أيام مهرجان الجونة السينمائي، ترقب الجميع عرض الفيلم المصري "ريش"، الذي توّج بالجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان "كان" السينمائي الدولي.

وفيلم "ريش" هو أول فيلم مصري في التاريخ يحصل على جائزة من مهرجان "كان"، إلا أنه مع عرضه الأول في مهرجان الجونة كان للمشاهدين من نجوم الفن رأي آخر.

وذكرت قناة "العربية" الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني أنه بعد نحو ساعة من عرض الفيلم، بدأ البعض في مغادرة قاعة العرض.

وأشار الموقع إلى أن الفنان شريف منير غادر قاعة العرض غاضباً للغاية، وتبعه الفنان أحمد رزق، ومن خلفه الفنان أشرف عبد الباقي، بالإضافة إلى المخرج عمر عبدالعزيز.

ولفت الموقع إلى أن وجهة نظر الرباعي هي أن الفيلم يحوي مشاهد لا تظهر الصورة الحقيقية لمصر.

ونقل الموقع عن المنتج محمد حفظي، منتج فيلم "ريش" ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قوله إن مشاهد الفقر في الفيلم ليست مسيئة لمصر، مؤكداً أن المجتمع يضم كافة الطبقات، قبل أن يعود إلى قاعة عرض الفيلم مرة أخرى من أجل استكمال المتابعة.

الشناوي: حالة الفقر التي ظهرت في الفيلم موجودة.. وهناك ما هو أسوأ منها

كما نقل الموقع عن الناقد الفني طارق الشناوي الذي كان حاضرا في العرض، حيث أكد أن الفيلم طرح رؤية مختلفة عما توقعه البعض مسبقاً، ولكن هذا لا ينفي أن هناك بعض المشاهد التي كان من الممكن أن يتم اختصارها للحفاظ على إيقاع الفيلم.

أما بالنسبة لما قيل بشأن الفيلم وتقديمه صورة غير حقيقية عن مصر، قال الشناوي إن صورة الوطن لا يمكن اختزالها في مجموعة مشاهد، موضحاً أن "حالة الفقر التي ظهرت في الفيلم موجودة، وهناك ما هو أسوأ منها، وأن الفيلم يتناول الطبقة الفقيرة وكل ما يتعلق بها".

ولفت الشناوي غلى أن لغة الفيلم لن تصل إلى الجمهور، واستدل بما حدث أثناء عرضه في مهرجان "الجونة"، حيث لم تستوعب حتى وجوه من النخبة بعض تفاصيل العمل.

وأكد الشناوي أن الفيلم جيد جداً، وأن حصوله على جائزة من مهرجان "كان" أثبت تميزه، مشيراً إلى المعادلة الصعبة لأي فيلم سينمائي يحاول الوصول للنقاد والجمهور معا.

الشناوي: من لم يرى الفيلم يخون وظيفته

وفي مداخلة هاتفية ببرنامج "صالة التحرير"، الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى والمذاع عبر فضائية "صدى البلد"، قال طارق الشناوي إن النقد أمر مطلوب لكن لابد أن يكون بناء، مؤكدًا أنه يؤيد حق كل إنسان أو ناقد أو فنان يرى عملًا فنيًا ولا يعجبه أو يغادر دار العرض، بعد مرور ربع ساعة من العمل.

وأضاف الشناوي أن الإعلان عن الغضب حق مطلق للإنسان، لكن في الوقت ذاته لا يجب للنقاد الحكم على الفيلم بعد رؤية ربع ساعة منه فقط، قائلاً: "لو كتب الصحفي أو الناقد عن الفيلم وهو لم يره بالكامل فهو يخون وظيفته، هل الطبيب يترك العملية في منتصفها؟".

وأشار الناقد الفني إلى أنه يرفض استخدام سلاح "سمعة مصر"، مؤكداً: "لا رواية أو فيلم أو مقال أو برنامج يهز صورة الدولة، مصر أقوى بكثير من أي شيء يهز الوطن، وهذا سلاح استخدم كثيرًا أيام المخرج يوسف شاهين".

وأكد الناقد الفني أن الفيلم رائع، متوقعاً ان يحقق إيرادات عالية مع عرضه للجمهور، لأنه عمل مختلف وغير جماهيري لأنه لغته السينمائية جيدة ومختلفة على الجماهير.

ووصف الشناوي فيلم "ريش" بأنه عمل جيد لكنه غير جماهيري ومختلف عما اعتاد عليه الجمهور، متسائلًا: "لا عمل فني يجرؤ على الإساءة لمصر وتاريخها العظيم، هل تقديم عمل فني عن الفقراء يسيء لمصر؟ هناك فقراء في مصر وهناك فقراء ينامون في الشارع في باريس وإنجلترا".

فيلم «ريش» شارك في بطولته دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبد الهادي، فادي مينا، ابوسفين نبيل، نعيم عبد الملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر جلال، عبدالله، سامية، سيناريو وإخراج عمر الزهيري.

تعليقات القراء