المتهم تحول لوحش كاسر منزوع الرحمة.. مرافعة تاريخية للنيابة العامة في قضية نيرة أشرف (فيديو)

أذاعت النيابة العامة، مساء الثلاثاء، عبر حسابها، بالفيس بوك، مرافعة ممثل النيابة فى قضة مقتل الطالبة بجامعة المنصورة نيرة أشرف على يد زميلها محمد عادل بالسكين لرفضها الارتباط به.

 

بدأت النيابة العامة مرافعتها أمام المحكمة في القضية، بالتأكيد على أن المتهم تحول إلى وحش كاسر منزوع الرحمة صور له خياله أنه تحول إلى ضحية بينما كان دائم التعرض للمجني عليها، وقدمت النيابة العامة الأدلة الكاملة ضد المتهم، بداية من شهود العيان وشهادة خمسة وعشرين شاهدا منهم الطلاب، أمن الجامعة، وعمال بمحلات بمحيط الواقعة.

تهديد بالقتل والذبح عدة مرات

أكد شهود العيان رؤيتهم للمتهم حال ارتكابه الجريمة، وكذلك زميلات المجني عليها التي كانوا بصحبتها حين وقوع الحادثة، وآخرون هددهم حينما حاولوا الدفاع عنها خلال تعديه عليها، وبالإضافة إلى أصدقاء المجني عليها، وأصدقاء المتهم الذين أكدوا اعتياد تعرضه وتهديده لها بالإيذاء عدة مرات بسبب رفضها الارتباط به بعد ما تقدم لخطبتها.


تحريات النيابة العامة

أوضحت التحريات التي قدمتها النيابة أن المتهم قبل الواقعة بأيام سعى إلى التواصل مع المجني عليها، وقام بتهديدها وتوعدها بالذبح، ولكنها رفضت إجابته والرد عليه، وعلم المتهم توقيت استقلال المجني عليها للحافلة التي اعتادت ركوبها إلى الجامعة، كما أكد صاحب الشركة المالكة للحافلة علمه من العاملين باتباع المتهم المجني عليها بالحافلة.

خطة المهتم

عقد المتهم العزم على قتلها، وقام باختيار امتحانات نهاية العام الدراسي لتأكده من تواجدها بالجامعة لارتكاب جريمته، وفي يوم الواقعة تتبع المجني عليها، واستقل الحافلة التي اعتادت على ركوبها، وقتلها لحظة وصولها للجامعة.

وقدمت النيابة دليل أخر ضد المتهم حيث ثبت من خلال فحص هاتف محمول المجني عليها الذي احتوى على رسائل عديدة جاءتها من المتهم تضمنت تهديدات لها بالقتل ذبحا، وكذلك ما اثبتته تسجيلات كاميرات المراقبة التي ضبطتها النيابة العامة بمسرح الجريمة الممتد من مكان استقلال المجني عليها الحافلة حتى وصولها أمام الجامعة، حيث ظهر بها استقلال المتهم ذات الحافلة مع المجني عليها، وتتبعه لها بعد خروجها منها حتى اقترابها من الجامعة، وقام بارتكاب جريمته وإشهار السلاح في وجه من حاول الدفاع عنها.


أدلة النيابة العامة ضد المتهم


استندت النيابة العامة في أدلتها إلى التمثيل التفصيلي للمتهم بارتكابه الجريمة خلال استجوابه في التحقيقات، والمحاكاة التصويرية التي أجراها في مسرح الجريمة وبين فيها كيفية ارتكابه لها، أضافة إلى تقرير الطب الشرعي بعد تشريح جثمان المجني عليها بعد حدوث الواقعة وفق التصور الذي انتهت إليه التحقيقات.

جريمة قتل نيرة تدق جرس الخطر في المجتمع

وجهت النيابة العامة في ختام مرافعتها حديثها للمجتمع بأن هذه الجريمة تدق ناقوس الخطر فعليكم بالعودة للأخلاق وتحصين الفتيات والفتيان بها وأن يكون الاختلاط بين الجنسين أساسه العفة.

وطالبت النيابة العامة بتوقيع أقصى عقوبة حيث تلتمس النيابة حكما رادعا لما هو أبعد من القصاص.

وأحالت محكمة جنايات المنصورة، برئاسة المستشار بهاء الدين المري ، الثلاثاء، أوراق المتهم محمد عادل للمفتى لأخذ الرأي الشرعي فى إعدامه وتحديد جلسة 6 يوليو المقبل للنطق بالحكم، بتهمة قتل زميلته، عمدا مع سبق الاصرار أمام جامعة المنصورة يوم 20 يونيو.

وتقدمت محكمة جنايات المنصورة الدائرة الرابعة، برئاسة المستشار بهاء الدين المري، رئيس المحكمة، بكلمَةٍ إلى المجتمعْ قبلَ النُطقِ بالحكم على المتهم بقتل طالبة المنصورة نيرة أشرف.

حيث قالت المحكمة، “قبلَ النُطقِ بما انتهـت إليهِ المُداولة، تُقدمْ المَحكمةُ بكلمَةٍ إلى المجتمعْ، تَـراها في هذا المَقامِ واجبة ”دُنيا مُقـبلةٌ بزخَارفِها، وإنسانٌ مُتكالبٌ على مَفاتِنها، وماديةٌ سَيطرَت، فاستلبَت العُقولَ وصارَ الإنسانُ آلة، ويَــقينٌ غابَ، وباطلٌ بالـزَّيف يَحيَا، وتَــفاهاتٌ بالجَهر تَتــواتَــر، وبَيتٌ غابَ لسببٍ أو لآخر، والمؤنسِاتُ الغالياتُ صِرن في نظر المَوتُورينَ سِلعة، والقواريرُ فَـواخــير، ونَــفـسٌ تَــدثـَـرت بــرداءِ حُــبٍ زائفٍ مَكذوب. تأثرت بثقافةِ عَـصر اختَـلطت فيه المَفاهيمُ. 

واستكملت المحكمة كلمتها بـ "الـرغبةُ صَارت حُبًا، والقتلُ لأجلهِ انتصارًا، والانتقامٌ شَجاعةً، والجُرأةَ على قِـيَم المُجتمع وفُحشِ القَـولِ والعلاقاتُ المُحـرَّمةُ، تُسمَّى حُـريةً مَكفولة، ومن هذا الرَّحم وُلدَ جَنينًا مُشوَهًا، وَقُـودُ الأمَّةِ صارَ حَطبَها، وباتَ النشءُ ضَحيةَ قُــدوةٍ مُشوهة، وثقافاتٍ، مَسمُوعةٍ ومَرئيٍّةٍ ومقروءة، هذا هو حالُها، ومن فَــرْطِ شُــيوعــهِ، واعتباره من قبلِ كثيرين كشفًا لواقع، زُيِّـنَ لهم فَـرأَوهُ حَسنًا، فكان جُـرمِ اليوم له نِتاجَا، أفَـَـتــذهبُ نَـفسُنا عليهم حسَـرات؟!، إنَّ هذا الخَـللَ، إنْ لم نأخذ على أيدي المَوتورينَ ومُروِّجيهِ؛ استفحَـلَ ضَرَرُه، وعَـزَّ اتقاءُ شَـرِّه، واتسَع الـرَّتقُ على الـراتق.

وأوضحت المحكمة كلمتها قائلة " ولكلِّ ما تَقدمَ، تُطلِـقُ المَحكمةُ صَيحَة، يَا كُلَّ فِـئاتِ المُجتمعِ لابُـدَّ مِن وَقفَـة، يا كُلَّ مَن يَقْـدرُ على فِعلِ شَيءٍ هَلُمُوا، اِعقدوا مَحكمةَ صُلحٍ كُبرَى بين قُـوَى الإنسانِ المُتابينةْ، لنُنَـمِّيَ فيهِ أجـملَ ما فيه، أعيدُوا النَشءَ المُلتوي إلى حَظيرةِ الإنسانية، عَلِموهُم أنَّ الحبَّ قَـرينُ السلامْ، قَـرينُ السَكينةِ والأمانْ، لا يَجتمعُ أبدًا بالقتلِ وسَفكِ الدماء، أنَّ الحبَّ ريحٌ من الجَنةِ، وليس وَهَجًأ من الجَحيم، لا تُشوهوا القُــدوةَ في مَعناها فـتَنحلَّ الأخلاقْ، عَظِمُوها تَنهضُ الأمَّة، هكذا يكونُ التناولَ، بالتربيةِ، بالموعظةِ الحَسنَةِ، بالثقافةِ، بالفَـنِون، بمنهجٍ تكونُ الوَسَطَيةُ وسيلتَه، والتَسامُحُ صِفتَه، والـرُشدُ غايَتَه.

كما وجهت المحكمة كلمة إلى الآباء والأمهات " لا تُضيِّعوا من تَعُــولون، صَاحِبُوهم، ناقِـشُوهُم، غُوصُوا في تفكيرهم، لا تتركُوهُم لأوهامِهم، واغــرسُــوا فيهم القِـيَم.

بينما وجه رئيس المحكمة كلمة إلى القاتلِ وقال له: " جـئتَ بفعلٍ خَسيس هــزَّ أرضًا طيبةً أَسَرَت لويس، أَهــرَقتَ دَمًا طاهرًا بطعَـناتِ غَـدرٍ جَـريئة، وذبَحتَ الإنسانيةَ كلها، يومَ أنْ ذبَحَتَ ضَحيةً بريئة، إنَّ مَثَـلَكَ كمَثلِ نَـبتٍ سامٍ في أرضٍ طيبة، وكُلما عَاجَـلَـهُ القَطعُ قبلَ أن يَمتـدَ، كان خيرًا للناسِ وللأرضِ التي نَـبتَ فيها.

رابط فيديو مرافعة النيابة: https://fb.watch/dY0tsRaqbQ/

تعليقات القراء