عامل باليومية ذهب لتسلم جثة رضيعه بعد وفاته بحضانة بمستشفى خيري فطالبوه بسداد 7400 جنيه: «هنحجزه في التلاجة لحد ما تدفع»

الموجز

في واقعة مأساوية تعبر عن موت الضمير في بعض المستشفيات والتى يطلق عليها "خيرية"، وكأننا نشاهد فيلم وليست حقيقة، فالمثل الشعبي «موت وخراب ديار» ينطبق على أب ذهب لتسلم جثة ابنه الرضيع الذي توفى في حضانة مستشفى تابع لأحد الجمعيات الخيرية، فوجد نفسه مطالبًا بسداد 7400 جنيه، الغريب أن المستشفى وضع شرط تسليم جثة الطفل بسداد المبلغ وهو ما أصاب الأب بحزن مضاعف.

في قرية دمرو مركز سيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ، حدثت الواقعة المؤسفة التي شهدت جدلا بين المستشفى والأب الذي يدعى على عبد السلام: «بلغوني إن ابني مات رحت عشان استلمه، رفضوا وقالوا لي ادفع الأول 7400 جنيه، قلت لهم مش معايا قالوا لي هنحطه في التلاجة لحد ما تجيب الفلوس».

يحكي «عبد السلام» لموقع «الوطن» تفاصيل الواقعة التي حدثت معه: «ابني كان مولود ناقص عشان كده دخل حضانة، قعد فيها حوالي شهر ومات، وأنا مكانش معايا فلوس وهما رفضوا يسلمهولي».

من شدة يأس الأب وعجزه عن جمع هذا المبلغ الكبير، إذ يعمل مزارع باليومية، كان علي وشك التنازل عن ابنه: «قلت لهم يا جماعة مش معايا فلوس، ولو مش عايزين تسلمهولي خلوه عندكم ادفنوه بمعرفتكم، قالوا لي خلاص هنعمل لك خصم 400 جنيه».

خيم اليأس علي «عبدالسلام» الذي عجز عن دفن ابنه رغم عدة محاولات أجراها لإقناع المستشفى: «قلت لهم مستعد أمضي اقرار على نفسي بالمبلغ أو ايصال أمانة، المهم أدفن ابني لكن رفضوا كل محاولات تسليمه بدون سداد المبلغ».

أهل الخير بقريته لم يتركوه، بمجرد أن علموا بتوقف إجراءات التسليم والدفن على مبلغ 7400 جنيه، قرروا جمعه من بعضهم البعض: «رجعت البيت لقيت أهل الخير متجمعين عشان يجمعوا المبلغ، وكل البلد وقفت جانبي لحد ما استلمت ابني ودفنته».

لم يفكر «عبد السلام» في اتخاذ أي اجراء قانوني ضد المستشفى، ولا يعرف إذا كان من حقه ذلك أم لا: «أنا راجل على باب الله وشغال بدراعي ومش هقدر أعمل محضر، أنا مكنش معايا فلوس أعالج بيها مراتي ولما روحنا المستشفى بالواد مكنش معايا حق أجرة المواصلات».

تعليقات القراء