القصة الكاملة.. الأب قام بتعرية طفلته الرضيعة في الشارع وهدد بحرقها لينتقم من زوجته وقرار عاجل من النائب العام

 

شهدت قرية أبانوب التابعة لمركز نبروه بمحافظة الدقهلية واقعة تجرد أب في نهاية العقد الرابع من عمره من كافة مشاعر الإنسانية، حيث تحولت فيها مظاهر نخوة الرجولة من الدم إلي ماء حينما أقدم الزوج علي التعدي بالضرب علي طفلته الرضيعة التي لم يتجاوز عمرها 7 أشهر علي الأكثر وتعريتها أمام أعين الجيران انتقامًا من زوجته وهو ما أثار حفيظة أهالي القرية ودفعهم الي تصويره خشية التربص بهم من جانب «الأب الملعون»، وعقب فعلته فر هاربًا تاركا الطفلة في الشارع بلا مأوي وسط موجة من الصقيع وهطول الأمطار ليلا.

وكانت «الوطن» رصدت عبر مقطع فيديو متداول عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وقائع تحول الأب ويدعى «رمضان حسني جميل» ويبلغ من العمر 39 عامًا ويعمل عاملا باليومية إلي ذئب بشري بلا مشاعر بارتكاب فعلته والتي ظل يردد عبارات خلال تنفيذها «هولع في البنت محدش يمنعني انا هعمل كده» و«مراتي السبب كرهتني في حياتي وطفشت منها» مضيفًا: «اللي هيفتح بقه هأدبه وأنا هعرف أتعامل معاه مظبوط .. وكل واحد من الجيران يفضل في بيته»، وجاءت الواقعة بالتزامن مع لحظات رفع أذان الظهر أمام مرأى ومسمع أفراد أسر وعائلات القرية.

وكان «رمضان أبوشحمة» والد الطفلة قد اشتهر بالسطوة والبلطجة بين أسر القرية وشاع صيته بالعدائية لزوجته وأبنائه، حيث قام بخلع ملابس رضيعته بالكامل، وتركها في الشارع في عز الصقيع، ومنع الأهالي من إنقاذها سعيًا للانتقام من زوجته لخلافات أسرية بينهما.

وفي ذات السياق قال محمود علي من أهالي القرية لـ«الوطن» إن الزوج كثير الشجار مع زوجته واشتهر عنه تناول عقاقير المواد المخدرة فضلا عن ارتكابه الفعل الشنيع بتعذيبه أفراد أسرته وارتكابه مشاجرة مع زوجته فى الشارع أمام منزل أسرتها للانتقام منها وحرق قلبها على نجلتها.

وأضاف الشاب أن كافة مشايخ القرية وممثلي كبار العائلات كونوا مجلسا عرفيا لإبلاغ الجهات الشرطية والمعنية للدفاع عن حقوق الطفلة المعذبة بسبب ظلم الاب وبؤس أمها علي حد قوله.

ومن ناحية أخرى تمكن ضباط المباحث الجنائية بمديرية أمن الدقهلية من القبض علي «الأب الملعون» مرتكب الواقعة بعدما تشكل فريق بحث جنائي وبالانتقال الي القرية محل الواقعة تبين هروب والد الطفلة فجأة فجر اليوم وتركه منزله.

وأفادت مصادر أمنية بمديرية أمن الدقهلية بأنه تم إبلاغ مركز شرطة نبروه ببلاغ رسمي من أسرة الزوجة وشهود عيان من مشايخ وعمدة القرية باتهامهم الزوج بتعذيب الطفلة والتعدي بالضرب علي أمها خلال الـ48 ساعة الأخيرة بسبب تداعيات خلافات أسرية حول مصروف البيت.

ونجحت حملات أمنية مكبرة مدعومة بقوات من الشرطة السرية والنظامية، وداهمت منزل الزوج ولم تجده كما انتقلت الى منازل زملائه وأقاربه للبحث عنه وتم ضبطه بمنزل أحد أصدقائه بأطراف القرية المشار اليها وتم اقتياده الي ديوان مركز شرطة نبروه لعرضه علي النيابة العامة للتحقيق.

وفي المقابل في مفاجأة من العيار الثقيل اتهمت أسرة الزوج زوجته بأنها كثيرة الخلافات مع ابنهم وأقبلت علي ولادة الطفلة في ظروف غامضة، مشيرين إلى ان ابنهم مظلوم ووصل لتلك المرحلة جراء خيانة زوجته له وعلاقاتها المشبوهة مع آخرين فضلًا عن تواصلها مع سيدات من ذوي السمعة السيئة مطالبين كافه جهات التحقيق بمراعاة الرأفة مع الزوج أثناء عرضه علي النيابة العامة للتحقيق في واقعة التعدي علي الطفلة وتعريتها.

كما استشهدت أسرة الزوج وعلي رأسها شقيقه الأصغر «محمد» قائلًا: «اخويا مظلوم وأي رجل في تلك الحاله دمه هيغلي نار بسبب مراته، ودايمًا تقعد تتخانق معاه عشان ينفق علي طفلة هي في الأساس مش بنته ولا من صلبه وكل شىء بالاتفاق ونسايبه عاوزين يثيروا مشكلات وبنتهم مش عاوزة تعيش ومقضيه الحياة علي حسب أهوائها مع أهلها».

ومن ناحية أخرى تباشر نيابة مركز نبروه بمحافظة الدقهلية التحقيق مع الزوجين في واقعة حادث تعرية الطفلة وأقوال شهود عيان فضلا عن إعداد تقرير صحي حول حالة الطفلة الصحية والاجتماعية لرفعها للجهات المعنية للدفاع عن حقوق الطفلة وحمايتها.

بيان النائب العام

مرت «النيابة العامة»، بحبس أبٍ شرع في قتل نجلته وعرَّض حياتها للخطر، حيث أكد بيان صادر عن مكتب النائب العام، إن «وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان» بمكتب النائب العام، رصدت أمس الثلاثاء الموافق 19/ 1/ 2021م، تداولَ مقطعٍ مرئيٍّ بمواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه المتهم يخلع عن رضيعةٍ ملابسها مهددًا بإحراقها، وبعرض الأمر على «المستشار النائب العام»، أمر بسرعة التحقيق في الواقعة وضبط المتهم.

وتواصل «مكتب حماية الطفل» بمكتب النائب العام بـ«المجلس القومي للطفولة والأمومة»، في إطار التعاون بينهما في مثل تلك الوقائع، فتبين ورود بلاغ بالواقعة إلى خط «نجدة الطفل» بالمجلس، تضمن بيانات المتهم والرضيعة المجني عليها، والتي تبين أنها ابنته، وأكدت الشرطة صحة تلك البيانات.

وإزاء تلك المعلومات، انتقلت «النيابة العامة» إلى محل الواقعة لمعاينتها، وسألت والدة المجني عليها فشهدت بسبق نشوب نزاع بينها وبين زوجها المتهم، ثم في يوم الواقعة حدثت مشادَّة بينه وبين والدها أُبلغت الشرطة بها، فأخذ المتهمُ الرضيعةَ وخلع عنها ملابسها في الطريق العام، فصورته الشاهدة أثناء ذلك ونشرت التصوير بمواقع التواصل الاجتماعي لإغاثة نجلتها.

وقد أدلى والد الشاهدة وآخرون من الجيران، بمضمون شهادتها في التحقيقات، وتبينت «النيابة العامة» بمناظرة المجني عليها تمزُّقَ ملابسها الظاهرة بالمقطع المشار إليه.

وبضبط المتهم نفاذًا لأمر «النيابة العامة» استُجوب فيما نُسب إليه من الشروع في قتل المجني عليها وتعريض حياتها للخطر، فأقرَّ بارتكابه الجريمة لما بينه وبين زوجته ووالدها من نزاع رغبةً منه في تهديدهما، وبمواجهته بالمقطع المتداول أقرَّ بصحة ظهوره فيه، وعلى ذلك أمرت «النيابة العامة بحبسه» أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمالها.

وتؤكد «النيابة العامة» بمناسبة تلك الواقعة تصديها بحزم لكل صور التعدي على الأطفال واستغلالهم وسرعة ملاحقة الجناة فيها لتقديمهم إلى المحاكمة الجنائية جزاءً لما اقترفوه من جرائم، وتناشد الكافَّة بإبلاغ «النيابة العامة» والجهات المختصة بما يقع من تلك الجرائم لسرعة التحقيق فيها والحد من تداول ما يتعلق بها من صورٍ أو مقاطع مرئية أو معلومات مختلفة بمواقع التواصل الاجتماعي حفاظًا على حرمة حياة الأطفال وذويهم الخاصة، وضمانًا لسلامة التحقيقات.

تعليقات القراء