«الوباء يتفاقم.. والوضع كارثي».. موجة رابعة عاتية من وباء كورونا والدلتا تعصف بدولة عربية
الموجز
يحذر الأطباء والمختصون في علم الأوبئة في تونس من خطورة الوضع الوبائي في البلاد التي تشهد موجة رابعة عاتية لانتشار فيروس كورونا في مختلف جهاتها، حيث تتوزع سلالات متحورة للفيروس أخطرها السلالة البرازيلية والسلالة الهندية "دلتا" التي يخشى الأطباء أن تكون السلالة المتحورة المهيمنة في تونس خلال الأيام القادمة.
وقد مددت الحكومة التونسية ساعات حظر التجول ليلا في مسعى لوقف الانتشار السريع لفيروس كورونا بعدما سجلت البلاد رقما قياسيا في عدد الإصابات اليومية بالفيروس.
ويبدأ الحظر من الساعة الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحا اعتبارا من الخميس. وقالت الحكومة التونسية إنها ستحظر كافة التجمعات حتى 11 يوليو. حسبما نشر موقع "سكاي نيوز".
وذكرت وزارة الصحة أنها سجلت 5251 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا الثلاثاء، و106 وفيات ليصل العدد الإجمالي للوفيات إلى نحو 15 ألفا.
وقد أعلنت وزارة الصحة أنها سجلت 18 حالة إصابة بالسلالة الهندية المتحوّرة "دلتا" في محافظتي القيروان والمنستير وسط البلاد ومحافظة سليانة شمالا وفي العاصمة تونس.
وجاء في بيان لوزارة الصحة أن عمليات التقطيع الجيني أثبتت وجود السلالة الهندية في تونس محذرة من خطورتها على حياة المواطنين وداعية الجميع إلى الالتزام بالبروتوكولات الصحيّة وبالإجراءات الحمائيّة قصد كسر حلقات العدوى والحدّ من خطورة انتشار السلالات المتحوّرة.
كما أكدت وزارة الصحة أن نسبة الضغط على أسرّة الإنعاش وأسرّة الأكسجين في المؤسسات الاستشفائيّة العموميّة بمختلف محافظات الجمهوريّة بلغت إلى حدود يوم 27 يونيو 89.10 بالمائة.
من جهته قال ممثل منظمة الصحة العالمية بتونس إيف سوتيران، الاثنين إنّ التطعيم ضد فيروس كورونا لن يكون إلّا جزءا من الحل في تونس وهو وحده ليس كافيا لمكافحة آفة كوفيد 19.
وشدد سوتيران، في تصريح إعلامي أدلى به على هامش اجتماع لجنة الصحة بالبرلمان، على أن تونس مطالبة بالعمل أكثر على تعزيز الجانب الوقائي والاتجاه أكثر نحو تشديد الرقابة على مدى الالتزام بتطبيق جميع إجراءات البروتوكولات الصحية الخاصة بكل قطاع، ودعم الحملات في هذا الصدد، وحث المواطنين على التقيد بالإجراءات الوقائية محذرا من أن البلاد تشهد انفلاتا خطيرا.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية إن تونس تحصلت على 604 ألف جرعة من التلقيح ضمن مبادرة "كوفاكس" وهي كمية أقل من الدفعة المرتقبة التي كان من المنتظر أن تتحصل عليها تونس إلى حدود شهر يونيو و المحددة بـ 750 ألف جرعة.
ويذكر أن تونس تعرف صعوبات في الحصول على التطعيمات اللازمة سواء عن طريق مبادرة "كوفاكس" التي ترعاها منظمة الصحة العالمية أو عن طريق الشراءات المباشرة.
وأمام الوضع الوبائي الصعب في البلاد و بعد إغلاق عدد من المناطق و المحافظات منذ أسبوع، بعد أن تجاوز فيها معدل الإصابات 400 حالة لكل 100 ألف ساكن، تعتبر السطات في تونس أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لكسر حلقات العدوى والحد من تفشيها وتتجه إلى فرض حجر صحي موجه في مدن العاصمة تستعين فيه بقوات الجيش الوطني لمراقبة مدى الالتزام به ، خاصة وأن الوضع الوبائي في محافظات إقليم تونس الكبرى تطور خلال الـ4 أيام الأخيرة بشكل سريع.
أما في محافظة سليانة شمال البلاد فقد استعانت السلطات المحلية بقوات الجيش حتى تتمكن من فرض تطبيق الحجر الصحي الشامل في المحافظة التي احتلت المرتبة الأولى وطنيا من حيث نسبة التحاليل الإيجابية بنسبة 65% ، وسط تجاوز المستشفيات طاقة استيعابها القصوى.
سياسيا سارع عدد من الأحزاب و النشطاء السياسيين بتحميل الحكومة مسؤولية فشل استراتيجية الحرب ضد كورونا، وطالب حزب التيار الديمقراطي في بيان له الحكومة بالتفعيل الفوري لقرار تسخير المصحات الخاصة لاستقبال ضحايا كوفيد وبتطبيق الحجر الصحي الشامل في كامل المحافظات مع وضع كل إمكانيات الدولة من أجل التسريع في شراء التطعيمات،
كما طالب الحزب بالنأي بملف الكورونا عن التجاذبات السياسية واعتماد توجيهات اللجنة العلمية ونشر الوضعية الوبائية في كل منطقة بكل شفافية.
ومن جهته دعا رئيس كتلة الإصلاح بالبرلمان النائب حسونة الناصفي رئيس الحكومة ورئيس البرلمان ورئيس الجمهورية إلى الجلوس على الأولويات الصحية في البلاد.
وفي الأثناء أذن رئيس الحكومة هشام مشيشي بفتح تحقيق فوري حول التظاهرات والتجمعات السياسية و الرياضية التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة ودعا الأسلاك الأمنية لإنفاذ القانون دون تهاون وفرض تطبيق الإجراءات التي قررتها اللجنة الوطنية لمجابهة انتشار فيروس كورونا.
كما كلف المشيشي وزيرة العدل بفتح تحقيق لدى النيابة العمومية حول ملابسات وفاة أمني مصاب بفيروس كورونا أمام مستشفى ابن الجزار بالقيروان.
ويشار إلى أن التونسيون تداولوا الإثنين فيديو صادما يصور حادثة وفاة عون أمن متأثرا بإصابته بفيروس كورونا أمام مستشفى ابن الجزار بمحافظة القيروان، بعد أن عجز عن الحصول على جرعة أكسجين وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام باب المستشفى دون تدخل أو إحاطة طبية؛ وهو ما اعتبره التونسيون جريمة دولة وسقوط كبير لمنظومة الصحة في البلاد التي سجلت حتى اليوم أكثر من 14 ألف وفاة منذ بدء انتشار فيروس كورونا.