هل سيبقى فيروس كورونا معنا للأبد؟ ..خبراء يوضحون

الموجز

تخطت إصابات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حول العالم حاجز الـ150 مليون حالة، وفقًا لأحدث إحصاءات من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية.

وأعلنت وزارة الصحة والسكان، أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس السبت، هو 228584 من ضمنهم 171542 حالة تم شفاؤها، و13402 حالة وفاة.

وبعد أكثر من عام على بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، ورغم اللقاحات الفعالة ضده وانخفاض عدد حالات الإصابة في بعض الدول، يبقى التساؤل المطروح حول إمكانية بقاء الفيروس في المستقبل.

ونقل موقع قناة الحرة عن موقع "sciencealert" المتخصص بنشر الدراسات والأبحاث العلمية، الذى طرح سؤالاً حول إمكانية أن "يتوطن" في بعض المناطق؟ وأجاب 75 % من الخبراء في علم الأوبئة، الذين تحدثوا للموقع، بـ"نعم".

واستطيان الفيروس، يعني أن يبقى هناك أشخاص مصابون دائما، ينقلون العدوى إلى شخص آخر ثم يتعافون، وبمرور الوقت، يصيب كل شخص شخصا آخر، بحيث يظل عدد المصابين كما هو تقريبًا، أي يبقى الفيروس للأبد"، بحسب ما نقله الموقع عن البروفيسور غراهام ميدلي ، خبير في تصنيف الأمراض بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي. حسبما نشر موقع "اليوم السابع".

كيف انتهت الأوبئة السابقة؟

وفي هذا السياق، أشار البروفيسور جيمس وود، الخبير في الأمراض وعلم الأوبئة من جامعة نيو ساوث ويلز (UNSW) في سيدني، إلى أنه "عندما ظهر إنفلونزا الخنازير عام 2009 ، أصبح وبائيا في غضون عام من الجائحة الأولية ودفع سلالة إنفلونزا H1N1 إلى الانقراض".

وأضاف: "لا تزال العديد من الفيروسات التي كانت مسؤولة عن الأوبئة السابقة، بما في ذلك جائحة إنفلونزا عام 1918، منتشرة حتى اليوم".

وشدد على أن "القضاء التام على المرض ليس بالأمر السهل"، لافتا إلى  أنه "حتى الآن، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن مرضين فقط تم القضاء عليهما في جميع أنحاء العالم: الجدري والطاعون البقري".

هل يمكن القضاء على كورونا باستخدام اللقاحات؟

يذكر أنه تم القضاء على الجدري والطاعون البقري باستخدام اللقاحات، فماذا عن لقاحات كورونا؟ فهل هي قادرة على إنهاء المرض؟

أجاب الدكتور لي رايلي من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن "هناك عقبة رئيسية أمام القضاء على مرض كوفيد-19، وهي أن الفيروس قادر على التحور ليصبح مقاوما للقاحات".

وأضاف: "في الأماكن التي يوجد فيها خليط من السكان الملقحين وغير الملقحين، قد تمارس اللقاحات ضغوطا على الفيروس ليقدم المزيد من الطفرات، وستنتشر هذه المتغيرات بين الأشخاص غير الملقحين".

وتابع: "هناك صعوبة أخرى في الوصول إلى مناعة القطيع وهي أن بعض اللقاحات المتوفرة حاليًا لا توفر مناعة بنسبة 100٪ ضد الإصابة بالمرض".

من ناحية أخرى، أشار البروفيسور وود من جامعة نيو ساوث ويلز، إلى أن "القيود المفروضة على قدرتنا على إنتاج اللقاح (15-20 مليون جرعة في اليوم) تعني أن التغطية العالمية العالية بجرعتين ستستغرق أكثر من عام حتى مع الإمداد العادل من اللقاحات".

كما أكد الدكتور ديفيد هايمان من جامعة ماسي أن "هناك تفاوتا هائلا في توزيع اللقاح ، حيث يتم تلقيح نسبة قليلة فقط من العالم حاليا، وهذا يعني أنه ما لم يتم حل هذا الأمر، فمن المحتمل أن يصبح الفيروس مستوطنا في تلك البلدان".

وهنا ختم البروفيسور بالقول إن "إذا تمكنا من حماية الناس من الإصابة بمرض شديد، واستطعنا تخفيف العوارض، فقد لا يكون هناك سبب لاستئصال الفيروس والقضاء عليه تماما".

وفى سياق متصل وبعد قضاء معظم الوقت من العام الماضي في رعاية المرضى المسنين، يشهد الأطباء تحولا واضحا، إذ يشكل المرضى في منتصف العمر نسبة متزايدة في أقسام معالجة كورونا.

ويعتبر ذلك علامة على نجاح الولايات المتحدة بحماية كبار السن من خلال التطعيم، وتنبيه بأن الأصغر سنا "سيدفعون ثمنا باهظا" في حال تفشي الفيروس.

ويقول الدكتور فيشنو تشوندي طبيب الأمراض المعدية بجمعية شيكاغو الطبية "نرى الآن أشخاصا في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات من العمر مرضى حقا، ومعظمهم يكافحون الفيروس، لكن بعضهم لا يستطيع"، وأضاف "فقدنا رجلا يبلغ من العمر 32 عاما ولديه طفلان، وهذا مفجع".

وعلى صعيد الولايات المتحدة يمثل البالغون الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما الآن أكثر مرضى كورونا دخولا إلى المستشفى في البلاد، وهم يشكلون نحو 35٪ من جميع حالات دخول المستشفيات.

ويشكل أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 ثاني أكبر عدد من حالات دخول المستشفى، بنسبة تقدر بـ 31٪. وفي الوقت نفسه انخفض عدد حالات دخول المستشفى بين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما انخفاضا كبيرا.

وسيتم تلقيح نحو 30٪ من سكان الولايات المتحدة، والغالبية العظمى من هؤلاء أكبر من 65 عاما، وهي المجموعة التي تم منحها الأولوية في المرحلة الأولى من إطلاق اللقاح.

ويبقى احتمال الوفاة بسبب كورونا ضئيلا جدا للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما، ولكن يمكن أن تصاب هذه الفئة العمرية بالفيروس وأن تعاني من أعراض طويلة الأمد، والأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل مثل السمنة وأمراض القلب هم أكثر عرضة للإصابة.

وتقول الدكتورة ميشيل بارون المسؤولة عن قسم الوقاية من العدوى ومكافحتها في "يو سي هيلث" في كولورادو "يحتاج الكثير من الأصغر سنا إلى الرعاية بوحدة العناية المركزة".

وتضيف أن "متوسط عمر مرضى كورونا في المستشفيات انخفض من 59 إلى حوالي 48 عاما، وأعتقد أننا سنستمر في رؤية ذلك، خاصة إذا لم يتم تلقيح هذه الفئة العمرية".

وفي "سياتل" يتم الآن إدخال عدد أكبر من الأشخاص في العشرينات من العمر إلى المستشفى بسبب كورونا أكثر من الأشخاص في السبعينات من العمر، وفقا لرئيس هيئة الصحة العامة في مقاطعة سياتل كينغ الدكتور جيف دوشين.

وعلى صعيد الولايات المتحدة، تم تطعيم حوالي 32٪ من الأشخاص في الأربعينات من العمر بشكل كامل، مقارنة بـ 27٪ من الأشخاص في الثلاثينات من العمر. وتنخفض هذه النسبة إلى حوالي 18٪ لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما.

تعليقات القراء