متحور كورونا الجديد يهدد العالم بكارثة وبائية
الموجز
أصبحت متحورات فيروس كورونا المستجد كابوسًا يطارد العالم، فلم يلتقط العالم أنفاسه من حالة الرعب التي سببها متحور "أوميكرون"، حتى ظهر متحور "يوم القيامة" الذي تسبب في حدوث موجة مفزعة من العدوى في الصين، حيث إنه ينتشر بوتيرة مرعبة أسرع من غيرها من المتحورات، فهو أصاب أكثر من 37 مليون شخص خلال 24 ساعة فقط.
وظهر المتحور الجديد لأول مرة في مدينتي بكين وشينغهاي بالصين موطن الفيروس المستجد، حيث هاجمت 258 مليونا خلال أول 20 يومًا من شهر ديسمبر الماضي، لسرعته في الانتشار بين البشر وقدرته على إصابتهم بحالات صحية خطيرة تؤدي إلى الوفاة وفقا لتقرير بوابة الأهرام المصرية .
ويطلق على المتحور الجديد اسم "يوم القيامة"، نظرًا لانتشاره الواسع والسريع، وقدرته الفائقة على نشر العدوى بين الأفراد المتلقين لجميع جرعات لقاح كوفيد-19، وأكد العلماء أنه متحور متأصل من متحورات أوميكرون.
وحتى يومنا هذا ظهرت العديد من المتحورات لفيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، وتظهر العديد من الطفرات تغيرات على بروتين السنبلة، الذي يستخدمه الفيروس للتشبث بالخلايا البشرية وغزوها، وأدت الطفرات الجينية المختلفة للفيروس إلى زيادة قابلية الانتقال، وزيادة شدة المرض المرتبط بهذه المتغيرات المعينة.
متحورات فيروس كورونا
ونستعرض جميع متحورات فيروس كورونا بترتيب ظهورها، فيما يلي:
1- السلالة الأصلية لفيروس كورونا
ظهرت السلالة الأصلية لفيروس كورونا في مدينة وهان الصينية في سبتمبر 2019، وتحور بشكل الخطير الذي ضرب العالم أجمع به.
2- متحور ألفا (B.1.1.7)
ظهر متحور ألفا لأول مرة في المملكة المتحدة في سبتمبر 2020، وبحلول ديسمبر 2020 ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم انتشر إلى 114 دولة على الأقل، ويحتوي على 23 طفرة مقارنة بالسلالة الأصلية، واعتُبر الأكثر قابلية للانتقال بحوالي 50٪ من الشكل الأصلي للفيروس.
3- متحوّر بيتا (B.1.351)
اكتُشف متحوّر بيتا لأول مرة في جنوب إفريقيا في مايو 2020، واعتُبر مثيرا للقلق في ديسمبر 2020، وعثر عليه في 48 دولة على الأقل منذ ظهوره، وهو أكثر خطورة من غيره وزاد من حالات الوفاة بالفيروس.
4- تحوّر دلتا (B.1.617.2)
ظهر لأول مرة في الهند في أكتوبر 2020، وصُنف على أنه مثير للقلق في مايو 2021، واكتُشف أنه نوع سريع الانتشار في أكثر من 100 دولة، وسرعان ما أصبح السلالة المهيمنة حول العالم.
5- متحوّر إيتا (B.1.525)
جرى التعرف على إيتا، في المملكة المتحدة ونيجيريا في ديسمبر 2020، وصُنّف على أنه نوع مختلف من المتحوّرات المثيرة للاهتمام في مارس 2021، وأبلغ عن إيتا في 68 دولة حول العالم.
6- متحوّر غاما (P.1)
اكتشف العلماء هذا المتحور لأول مرة في اليابان في أوائل يناير 2021، عندما أثبت أربعة مسافرين إصابتهم بالفيروس بعد رحلة إلى البرازيل؛ ثم وجد أنه كان منتشرًا بالفعل في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، وأبلغ عنه في 74 دولة حول العالم.
7- تحوّر أيوتا (B.1.526)
اكتُشف لأول مرة في نوفمبر 2020 في مدينة نيويورك، وحُدد كمتحوّر مثير للاهتمام في مارس 2021، وعثر عليه في 43 دولة على الأقل وجميع الولايات الأمريكية.
8- متحوّر كابا (B.1.617.1)
اكتُشف لأول مرة في الهند في أكتوبر 2020، وحُدد كمتحوّر مثير للاهتمام في أبريل 2020، وعثر عليه 52 دولة على الأقل، ولكنه غير مثير للقلق.
9- متحوّر لامدا (C.37)
اكتُشف متحور لامدا، لأول مرة في بيرو في أغسطس 2020، وفي يونيو 2021 تم تصنيفه كمتحور عالمي مثير للاهتمام، وانتشر في أكثر من 29 دولة.
10- متحوّر مو (B.1.621)
اكتُشف لأول مرة في كولومبيا في يناير 2021، وفي أغسطس صنف أنه متحوّر مثير للقلق والاهتمام، وعثر عليه في 39 دولة حول العالم.
11- متحوّر أوميكرون (B.1.1.529)
جرى التعرف عليه لأول مرة في جنوب إفريقيا، وصنف في نوفمبر 2021، أنه متحور شديد التحور من فيروس كورونا، وانتشر في معظم دول العالم منذ ظهوره، وظهرت له بعض الطفرات التي تساعد على التهرب من جهاز المناعة، وأصبحت المسيطرة على العالم لمدة عام كامل
12- متحور "يوم القيامة"
وظهر في الصين في شهر ديسمبر الماضي، ويعتبر أشد خطورة من غيره من المتحورات لأنه سريع الانتشار، حيث أصيب 37 مليون شخص في 24 ساعة فقط، وهو متحور من سلالة أوميكرون.
متحورات كورونا شديدة الخطورة
وعلى الرغم من تعدد متحورات فيروس كورونا، إلا أنه يعتبر متحور دلتا وأوميكرون، هم أخطر سلالتين للفيروس المستجد وتم تصنيفهم من قبل منظمة الصحة العالمية بأنهم المتحورات الأكثر خطورته والمؤدية للموت، واعتبرت متحور "يوم القيامة" بأنه متحور مثير للقلق.
وأرجع العلماء سبب الانتشار السريع لمتحور "يوم القيامة" في الصين التي يقطنها 1.4 مليار شخص، إلى اتخاذها قرار وقف سياستها الصارمة في مواجهة فيروس كورونا والتي عرفت باسم "صفر كوفيد"، وذلك مع ضعف مستوى التلقيح من الفيروس في الدولة الصينية.
دول تمنع السفر إلى الصين بسبب "يوم القيامة"
وزاد القلق العالمي، بعد امتناع الصين عن مشاركة البيانات الخاصة بشأن أي علامات على تطور السلالات التي يمكن أن تؤدي إلى فاشيات جديدة في مكان آخر، لتقوم بعض الدول بمنع دخول المسافرين من الصين إليها.
وتعتبر قطر ثاني دولة عربية تطبق قيودًا على سفر الصينيين إليها، بعد أن أعلنت المغرب، السبت، حظر دخول المسافرين القادمين من الصين إلى أراضيه، أيا كانت جنسيتهم، لتجنب موجة جديدة من العدوى بفيروس كورونا المستجد.
شروط على القادمين من الصين
وارتفع عدد الدول التي وضعت شروطًا على المسافرين من الصين إلى 17 دولة، حيث أعلنت الولايات المتحدة واليابان والهند وكوريا الجنوبية وتايوان وإيطاليا وبلجيكا وغيرهم، وضع شروط على القادمين من الصين، بتقديم اختبار حديث يثبت خلوهم من الإصابة كشرط لمنحهم تأشيرة الدخول إلى أراضيها.
هل وصل متحور "يوم القيامة" مصر؟
أكدت وزارة الصحة المصرية، أن المتحور الجديد لفيروس كورونا لم يظهر في مصر، والوضع الوبائي للفيروس مستقر حتى الآن، وتواصل الوزارة تحذيراتها من إهمال الإجراءات الاحترازية، وحثت المواطنين على ضرورة الالتزام بأخذا اللقاحات وعدم التهاون مع أي أعراض خلال فصل الشتاء.
أخطر 90 يومًا لفيروس كورونا
تشهد الصين حاليًا ارتفاعًا حادًا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مثيرة بذلك قلق ظهور متحورات أخرى فرعية جديدة، وأكد عالم الأوبئة، إريك فيجل دينج، أن أكثر من 60% من الصينيين و10% من سكان الأرض سيصابون على الأرجح خلال 90 يومًا مقبلة بفيروس كورونا.
كما توقع علماء الأوبئة، احتمال إصابة ملايين الأشخاص حول العالم بفيروس كورونا خلال الأشهر المقبلة، حيث أكد الدكتور فايد عطية أستاذ علم الفيروسات، زيادة حالات الإصابة بالفيروس الفترة المقبلة في كل أنحاء العالم خاصة مع بداية فصل الشتاء.
وفاة مليون شخص بـ"كورونا" خلال الأشهر المقبلة
ومن المتوقع سقوط ما بين مليون ومليوني حالة وفاة بسبب فيروس كورونا خلال هذا العام، خاصة في أول ثلاثة أشهر للعام الجديد، بسبب الانتشار الكبير لمتحور "يوم القيامة"، وانخفاض المناعة بين الناس التي تسببت بجزء كبير من الإصابات الحالية.
أعراض متحور "يوم القيامة"
تعتبر أعراض متحور "يوم القيامة" من فيروس كورونا هي نفس أعراض متحور أوميكرون، إلا أن حدته التنفسية أقل من فيروس كورونا، وتشمل الأعراض بحسب الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم المناعة والحساسية بالمصل واللقاح، ما يلي:
ارتفاع درجة الحرارة
ضيق التنفس
صعوبة الحركة
الشعور بالتعب والإرهاق
ظهور طفح جلدي في بعض الحالات
وقد يتعرض الشخص المصاب، لبعض الأعراض الأساسية لفيروس كورونا، ومنها، الحمى والسعال والتهاب الحلق، وفي حالات نادرة قد يعاني المريض من القيء والإسهال، وتمتد أعراض متحور يوم القيامة من 5 أيام وتنتهي بمرور 7 أيام.
لماذا يتحور فيروس كورونا؟
ويبقى السؤال المهم هنا، لماذا يتحور فيروس كورونا، ليجيب الدكتور فايد عطية، مؤكدًا أن التحور صاعًا من أجل بقاء الفيروس، فعندما يكتسب الإنسان مناعة من إصابة أو تطعيم بالفيروس، يصنع الفيروس نسخًا من نفسه ليعيش وينتشر، وهنا يصبح محصنًا ضد اللقاحات وقادرًا على محاربة الأجسام المضادة ما يجعل المتحور أكثر عدوى وخطرًا عما هو قبله.
وتحدث التحورات لأي فيروس وليس فيروس كورونا فقط، لكي يستطيع استكمال دورة حياته، فيبدأ شكله بالتغير لكي يكون لديه قدرة على الانتشار بشكل أقوى، ولكن ما نراه في فيروس كورونا أن التحور يكون أكثر ضعفا ويستطيع الإنسان التغلب عليه، حيث انخفضت حالات الوفاة رغم زيادة الإصابات.
كيف تتحور السلالات الجديدة؟
يكمُن التحور بالتغيرات التي تطرأ على البروتين الموجود في الأشواك أو النتوءات المحيطة بالفيروس، وهو الجزءُ الذي يلصقُ في خلايا جسم الإنسان ويصنعُ منها بيئةً للتكاثر.
هل اللقاحات المتاحة فعالة لمتحور "يوم القيامة"؟
وعن مدى فاعلية لقاحات كورونا الموجودة حاليا لمواجهته متحورات كورونا، يؤكد أستاذ علم الفيروسات، أنه لا تزال أفضل طريقة لتفادي الإصابات الشديدة بمتحورات أوميكرون الفرعية، هي جرعات اللقاح التنشيطية ثنائية التكافؤ التي تجمع ما بين أوميكرون والسلالة الأصلية، فالجرعات التنشيطية يمكن أن تحور كورونا إلى فيروس مثل الأنفلونزا.
الجرعات التنشيطية لفيروس كورونا
وتحتاج الفيروسات سريعة الانتشار مثل كورونا، إلى نسبة عالية من الأجسام المضادة في الجسم لمقاومة العدوى، وهذا يتحقق فقط عند الحصول على أكثر من جرعة تطعيم ضد الفيروس، وبالتالي فإن الأشخاص الذين حصلوا على 3 جرعات سيكونون أقل عرضة للإصابة بالمتحورات الجديدة ممن حصلوا على جرعتين أو جرعة واحدة.
وذلك لأن كثرت الجرعات ترفع نسب الأجسام المضادة في الجسم، وبالتالي يكون الشخص أقل عرضة للمرض، وفي حال الإصابة تكون الأعراض أقل حدة، واللقاحات المتاحة حاليا فعالة من كل السلالات الخاصة بفيروس كورونا.
اللقاحات المتاحة في مصر
هناك الكثير من أنواع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في مصر، وهي، سينوفاك، سينوفارم، إسترازنيكا، سبوتنك، جونسون آند جونسون، وفايزر، وأخيرًا مودرنا، وذلك ضمن خطة الدولة للتنوع والتوسع في توفير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
هل أجسامنا ستتحمل جرعات تنشيطية متكررة من لقاح كورونا؟
تعمل الجرعات التنشيطية على تعزيز المناعة بتدريب الجسم على التعرف على الفيروس وحماية الجسم منه، وهي جرعات آمنة، ترفع المناعة ضد المتحور "أوميكرون" والمتحورات الجديدة لفيروس كورونا، وليس لها أي تأثير سلبي على جسم الإنسان؛ بل إنها مفيدة في تكوين أجسام مضادة، وهي أمر روتيني في أغلب اللقاحات مثل لقاح الأنفلونزا الموسمية.
إجراءات احترازية للتصدي لمتحور "يوم القيامة"
الانتشار الكبير لفيروس كورونا، يجعلنا نعيد ما حدث منذ عامين بعد انتشار الفيروس في أوروبا بدأ يظهر في كل دول العالم، لذا الحل الحالي هو الالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم خلع الكمامة حتى لا يسوء الوضع.
و تشمل أهم الإجراءات الاحترازية التي يجب اتباعها طبقًا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية ما يلي:
التباعد الاجتماعي
ارتداء الكمامة
تجنب الأماكن المغلقة أو المزدحمة أو التي تنطوي على مخالطة لصيقة
مقابلة الناس في الخارج
نظف يديك جيداً
تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك
تغطية الأنف والفم بثني المرفق أو بمنديل عن السعال والعطس.
«الصحة المصرية» تعلق على إصابات متحور كورونا الجديد
أكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، أن الوضع الصحي الحالي لمتحور فيروس كورونا الجديد، مستقر ولم يتم رصد حالات مصابة بفيروس كورونا.
وأكد الوزير، أن الحالات التي يتم متابعتها بشكل منزلي، ولم يتم رصد حالات تحتاج إلى العناية المركزة أو حدوث حالات وفاة.
ونوه فيً الوزير في منشور توعوي على الصفحة الرسمية للوزارة، على أن المتواجد في بعض الدول يتميز بسرعة الانتشار ولكنه بسيط ولا يوجد له آثار تسبب القلق فهو متحور فرعي.
وفيما يتعلق بأعراضه، قال الوزير انها تكون من: رشح، ارتفاع درجة الحرارة، تكسير في العظام وتنتهي من 4 إلى 5 أيام ولا تسبب دخول المستشفى، ولا تتسبب في حدوث حالات وفيات، وللوقاية من الأمراض لابد من ارتداء الكمامة للحفاظ على صحة الفرد وصحة الآخرين.
وفيما يتعلق بلقاح الإنفلونزا الموسمية، شددت وزارة الصحة على أن الشخص يحتاج لتلقي لقاح الإنفلونزا كل شتاء، موضحة أن السبب وراء ذلك يرجع إلى أن فيروسات الإنفلونزا تتغير باستمرار، ويمكن أن تظهر سلالات جديدة من الإنفلونزا كل عام، كما أن مناعة الأشخاص تقل بمرور الوقت، لذلك يتم تحديث لقاحات الإنفلونزا الموسمية بشكل مستمر لرفع المناعة والتصدي للسلالات الأكثر شيوعًا.
وأوضحت الصحة عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل «فيسبوك»، أن لقاح الإنفلونزا السنوي مهم لتقوية مناعة كبار السن وحمايتهم أثناء فصل الشتاء من 4 أنواع من فيروسات الإنفلونزا المتوقع انتشارها في هذا الموسم، مشيرة إلى أن اللقاح متوفر في فروع المصل واللقاح على مستوى الجمهورية وفي العديد من الصيدليات.
ولفتت وزارة الصحة إلى أن ارتداء الملابس التي توفر التدفئة والتى توفر أيضا الوقاية من الرياح والماء أثناء تقلبات الطقس، قائلة: «لها دور في حماية الأشخاص من الإصابة بأمراض الشتاء».