كل ما تريد معرفته عن «جدري القرود».. وخبير أوبئة يكشف حقيقة وجوده في مصر

الموجز

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، عن تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بمرض جدري القرود الـ80 حالة في 12 دولة على الأقل.

وأوضحت أنه يجري حاليا التحقق من 50 حالة أخرى يشتبه في أن تكون لجدري القرود، دون أن تحدد اسم الدول التي ظهرت فيها، كما حذرت من أنه من المرجح تسجيل المزيد من الحالات خلال الفترة المقبلة.

• ما هو جدري القرود؟

جدري القرود، هو عدوى فيروسية نادرة، يسببها فيروس يحمل الاسم نفسه، الشبيه بمرض الجدري المعروف، لكنه أقل خطورة ويقول خبراء إن فرص الإصابة به ضئيلة.

ويشيع في مناطق نائية من وسط وغرب إفريقيا، تحديدا قرب الغابات الاستوائية المطيرة، وغالبًا ترتبط الإصابات به خارج إفريقيا بالسفر، فضلًا عن كونه من الأمراض المتوطنة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، المُكتشف فيها للمرة الأولى بين البشر عام 1970، هذا بحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية.

تشمل أعراضه الأولية، حمى وصداع وتورمات وآلام بالظهر والعضلات وخمول عام، وبمجرد أن تخف الحمى، قد يظهر طفح جلدي، غالبًا يبدأ على الوجه، ثم ينتشر لأجزاء أخرى من الجسم.

يتغير الطفح الجلدي، الذي قد يكون مؤلما ومسببًا لحكة شديدة، ويمر بمراحل مختلفة قبل أن يشكل في النهاية قشورا تسقط لاحقا، ويمكن أن يسبب ندبات، أما المضاعفات فتشمل التهابات ثانوية، والتهاب بالشعب الهوائية، والتهاب الدماغ، وعدوى القرنية، وقد يؤدي إلى فقدان البصر.

• هل من الممكن أن يصبح جدري القرود وباء؟

موقع "الشروق"  تواصل مع إسلام عنان، دكتور اقتصاديات الدواء وانتشار الأوبئة في كلية الصيدلة بجامعة المستقبل، الذي أوضح أنه لا يوجد شيء في العلم اسمه مستحيل، فلا يوجد أمر مؤكد بنسبة 100%، وبالرغم من ذلك من الصعب أن يتحول جدري القرود إلى وباء.

فسّر عنان ذلك قائلا: "هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها إصابات بجدري القرود حول العالم، وكلما يظهر تكون أعداد الإصابة قليلة، فمن الصعب أن يتحول إلى وباء، لأنه لا ينتشر مثل كورونا الذي يكون معامل انتشاره من 2 إلى 3، أي أن الشخص المصاب بـ(كوفيد-19) سينقل العدوى إلى شخصين أو 3، ولكن جدري القرود معامل انتشاره أقل من 1، فهو صعب العدوى".

وأوضح: "تنتقل عدوى جدري القرود من شخص لآخر عن طريق اللعاب، أي عندما يعطس أو يكح الشخص في وجه آخر، ولانتقال العدوى يجب أن يكون الشخص السليم مواجها للمصاب لفترة طويلة، ولذلك من الصعب انتشاره، وإنما هو يظهر على شكل موجات، تختفي بعد فترة قصيرة من ظهورها، كما حدث تماما في موجة 2003م".

وأشار إلى أن فترة الشفاء من جدري القرود تستغرق من 4 إلى 6 أسابيع على الأكثر، لافتا إلى أنه من الوارد أن يكون قد وصل إلى بعض الدول العربية بسبب السفر وتنقل المصابين من مكان إلى آخر، مؤكدا أنه حتى وإذا كانت الأخبار التي تتداول ذلك صحيحة، فهو لن ينتشر بين الناس بشكل كبير.

أما عن الوضع الحالي لمصر واحتمالية وصول جدري القرود إليها، قال لـ"الشروق": "لا يوجد أي معلومة من وزارة الصحة تفيد بأن هناك إصابة بجدري القرود على أرض مصر، وفي حالة وصول أي إصابة إلى هنا، سنكون على استعداد تام للتعامل معها، فالطب الوبائي والوقائي في مصر قوي، وعلاج جدري القرود موجود، ونستطيع التعامل معه إذا اضطررنا لذلك".

يذكر أنه حتى الآن تأكد ظهور إصابات بمرض جدري القرود في 9 دول أوروبية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وهو أكثر انتشارا في مناطق نائية بوسط وغرب إفريقيا.

تعليقات القراء