بـ 500 جنيه.. قصة صيدلي ادعى اكتشاف علاج كورونا.. والصحة تنتفض.. والمحافظ يغلق صيدليته.. والمخترع يواصل زعمه: بدأت تحضيره منذ 5 سنوات

الموجز

استخدم رغبة المواطنين وخوفهم من فيروس كورونا الذى اجتاح العالم، وتاجر بأحلامهم في الشفاء أو في الوقاية من الفيروس، وظل يردد أنه يمتلك علاج عمل عليه من قبل حتى أصبح جاهزًا، وأوهم الجميع حتى وقع الكثيرون في شباك أوهامه، وأزدحمت صيدليته بمئات المرضى حتى انتب

وفي ظل انشغال الحكومة بكل وزاراتها، خاصة وزارة الصحة، وانشغال أفراد الجيش الأبيض في مستشفيات العزل، تصدر أحد الصيادلة بمحافظة المنوفية، مشهد أزمة فيروس كورونا، بعد زعمه التوصل لعلاج للفيروس المستجد، وبدأ الترويج له وسط أهالي المحافظة، وتصدر اسم صيدلية الدكتور حاتم جمعة، الكائنة بمركز تلا على مدار أيام، صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بعد أن انتشر الخبر بين الأهالي.

وبعد أيام من تردد الأهالي على الصيدلية لشراء الدواء، قرر اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون محافظ المنوفية، غلق الصيدلية لمدة شهر، لمخالفته قانون مزاولة الصيدلة وإعلانه اكتشاف علاج لمصابي فيروس كورونا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. حسبما نشر موقع "الوطن".

وأعلنت نقابة الأطباء بمحافظة المنوفية، إقامة دعوى قضائية ضد جمعة، لافتة إلى أنها اتخذت ذلك الإجراء بعد التواصل مع العديد من الجهات لوقف هذا النشاط والترويج له.

متى بدأت قصة الدواء المزعوم؟

قبل 5 سنوات، بدأ جمعة تحضيرات إعداد دواء خاص به لتقوية المناعة، مركب من أعشاب مختلفة وبحسب روايته في حديثه لـ"الوطن"، بدأ التجارب على مرضى ضمور العضلات، وحقق الدواء نتائج جيدة لوحظ في تقوية أعصابهم، واستمر في تعديل وتطوير الدواء في معمله الخاص به بالمنوفية.

إلى جانب استخدامه لعلاج مرضى ضمور العضلات، لجأ الصيدلي الخمسيني، إلى تجربة الدواء الخاص به على مرضى حصوات الكلى، وساعد على تفتيت الحصوات، ومنذ عام ونصف تقريبا، بعد تطويره بدأ تجربته على مرضى فيروس C وB، وحقق نتائج جيدة أثبتت نجاحًا خلال 10 أيام فقط، وبحسب زعمه، يقوي الجهاز المناعي للمريض بما يساعده على إضعاف الفيروس في الجسم. على حد تعبير لموقع "الوطن".

جمعة: الشفاء خلال 4 أيام فقط

الدواء الذي يزعم الصيدلي علاجه لفيروس كورونا، مركب من 7 أعشاب مختلفة، رفض الإفصاح عن اسمها، خلال حديثه، حفاظًا على خصوصية اختراعه الجديد، يتم خلطها بنسب مختلفة معًا لتخرج في النهاية على شكل دواء شراب، بحسب قوله.

وبحسب ما أوضحت محافظة المنوفية، في بيان لها، أنه تبين خلال التفتيش وجود أوراق دعاية وأخرى خاصة ببعض المرضى داخل الصيدلية، إضافة إلى وجود عبوات بها أعشاب مجهولة المصدر وزجاجات تحتوي علي سائل أبيض وخل تفاح، وعسل أبيض وعسل أسود داخل الصيدلية لاستخداهما لعلاج فيروس كورونا.

جرعة واحدة في اليوم، أوصى بها الطبيب الصيدلي مرضاه بفيروس كورونا بشأن علاجه المزعوم، وبحسب تأكيده تم شفاء أكثر من 180 حالة على مستوى محافظة المنوفية من مصابي كورونا خلال 4 أيام فقط، منهم أصحاب أمراض مزمنة كالضغط والسكر بعد تناولهم الدواء الخاص به،  الحالة الأولى تدعى ليلى، وهي سيدة تبلغ من العمر 45 عاما، و أم لـ5 أولاد وتأكدت من شفائها تماما بإجراء مسحة، بحسب جمعة.

وتابع: "ناشدت المحافظة لدعم الدواء الجديد، ولكن فوجئت بقرار صدر لإغلاق الصيدلية وفتح تحقيق بالواقعة، اللي ضبطوه في الصيدلية حبة البركة وكركم وحبوب لقاح، وزعتر وجنين القمح أنا بعالج المريض بالدواء وبعمل غرغرة للفم عشان نحافظ على الشخص محدش عمل ده قبل كده"، بحسب تعبيره.

نقابة الأطباء بالمنوفية أقامت دعوى قضائية ضد جمعة

وعلى الجانب الآخر، أعلنت نقابة الأطباء بمحافظة المنوفية، إقامة دعوى قضائية ضد الصيدلي حاتم جمعة، الذي ادعى اختراع علاج لفيروس كورونا المستجد، دون ترخيص.

وأضافت النقابة، في بيان صادر عنها، أنها اتخذت تلك الإجراء بعد التواصل مع العديد من الجهات لوقف هذا النشاط والترويج له.

ما خطوات اعتماد دواء جديد قبل تداوله بين المواطنين؟

الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، واستشاري الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، أكد أن أي دواء لا بد من تجربته على الإنسان على مراحل مختلفة لضمان فعاليته وسلمية نتائجه.

وقال عز العرب لـ"الوطن" إن الأعشاب التي يتم تناولها على شكل دواء صيدلاني، بفيد في ضمان تنقيتها من أي ملوثات طبيعية أو أي جراثيم، إلى جانب ضمان فعاليتها.

يتم اعتماد الدواء، بحسب قول عز العرب، من خلال هيئة الدواء وهيئة الغذاء، ولا يصح إيهام الناس بقدرة الأعشاب على علاج أي مرض إلا إذا حصل على اعتماد رسمي لهذا العشب في شكله الصيدلاني، والاعتماد من خلال هيئة الدواء حتى يحتوي على تاريخ الإنتاج وتاريخ للصلاحية.

تعليقات القراء