«أنقرة في خطر» .. أزمة تواجه «أردوغان» .. «نقص في الطيّارين» بسبب عمليات التطهير بصفوف الجيش التركي في أعقاب محاولة الانقلاب .. محللون : القوات التركية: «عفا عليها الزمن» .. تركيا لم تتسلم أي مقاتلات جديدة في السنوات الـ 12 الماضية

الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم    

يُشير تصنيف القوة العسكرية لعام 2020 إلى أن مصر تملُك قوة عسكرية أكبر من التي تملكها تركيا.

وهذا التصنيف العسكري الجديد مهم، إذ إنه يأتي في وقت يشهد خلافاً بين البلدين بسبب الاتفاق البحري التركي الليبي، وتنفيذ تركيا أنشطة تنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص، بينما يتواصل الصراع في ليبيا وفقاً لصحيفة أحوال .

ووفقاً للتصنيف، الذي يتحدد بناء على 50 عاملاً لتقدير حجم القوة العسكرية لكل بلد، فقد تقدّمت مصر على تركيا بثلاثة مراكز منذ العام الماضي، حيث أصبحت تملك تاسع أقوى جيش، بينما تراجع تصنيف الجيش التركي من المركز التاسع إلى المركز الحادي عشر.

ولدى مصر وتركيا جيشان قويّان جداً وفقاً للمعايير الإقليمية.

قدرة تركيا على إبراز قوتها العسكرية خارج حدودها تخضع لضغوط

قال عوديد بركوفيتز، نائب مدير المعلومات الاستخباراتية لدى (ماكس سيكيوريتي):  تركيا باتت الآن في حالة توسع عسكري إلى حد ما، حيث أنها متورّطة في صراعين خارج حدودها (في سوريا وليبيا)، بالإضافة إلى حملتها الداخلية ضد القوات ذات الأغلبية الكردية".

وبناء على هذا، فإن قدرة تركيا على إبراز قوتها العسكرية خارج حدودها تخضع لضغوط في الوقت الحالي.

وأشار بركوفيتز إلى أن "قدرة مصر على إبراز قدراتها خارج حدودها في الدول المجاورة محدودة أيضاً، لكنها إلى حد ما لديها قدر أكبر من الحرية التي تمكّنها من فعل ذلك، نظراً لأن التزاماتها العسكرية الحالية أقل".

ومصر وتركيا خصمان كبيران في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ، انتُخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وشن السيسي حملة على جماعة الإخوان المسلمين ، التي ينتمي لها أردوغان. 

الجيش التركي يعتمد على الحرب البريّة واستخدام العربات المدرّعة والدبابات القديمة.

أشار ليفانت أوزغول، المحلل المقيم في أنقرة ومؤسس شركة بلوميلانج للاستشارات، إلى أن مصر وتركيا "بلدان قويّان عسكرياً، نظراً لتاريخ قواتهما المسلحة الممتد، وثقافتيهما العسكرية، وتعداد سكانهما الكبير".

وقال إن الجيش التركي قائم إلى حد كبير على القوة البريّة ولديه قدرات نيرانيّة هائلة، وعدد من الطائرات المسيّرة، وأسطول ضخم من طائرات الهليكوبتر ومعايير لوجيستية عالية المستوى بوصف تركيا عضواً في حلف شمال الأطلسي – وهي ما زالت ثاني أكبر جيش في الحلف من حيث الحجم. ولدى تركيا أيضاً أسطول من السفن الحربية المزودة بصواريخ فتّاكة مضادة للسفن، وغواصات، وقوة جوية تضم طائرات دعم مهمة، على الرغم من تهالك تلك القوة الجوية.

أضاف أن الجيش التركي "يعتمد بشكل كبير على الحرب البريّة واستخدام العربات المدرّعة والدبابات القديمة المحدّثة إلى جانب مدافع من طراز فيرتينا 155/52 وصواريخ مضادة للدبّابات".

في المقابل، أجرت مصر تطويراً جوهرياً لقواتها الجوية وبحريتها "عبر جهود سريعة ومكثّفة للتحديث" خلال السنوات الأخيرة، من خلال صفقات شراء من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا.

ولدى مصر سفينتان من طراز ميسترال الهجومية البرمائية اشترتهما من فرنسا، بينما لم تدشّن تركيا بعد أول سفينة هجومية برمائية من إنتاجها، وهي السفينة تي.سي.جي أناضولو.

وأشار أوزغول إلى أن تركيا واجهت صعوبات في تحديث أسطولها من السفن القتالية، حيث أضافت أربع سفن جديدة فقط إلى بحريّتها في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة.

غير أن أوزغول قال إن "برامج الغوّاصات مهمة جداً لتركيا. وقد حققت قفزات في قدرات غوّاضاتها في شرقي المتوسط".

لم تتسلم القوات الجوية التركية أيضاً أي طائرات مقاتلة جديدة في السنوات الاثني عشر الماضية.

القوات المسلحة التركية قد "عفا عليها الزمن"

يقول محللون أيضاً إن القوات المسلحة التركية قد "عفا عليها الزمن" حيث تضم دبابات أميركية الصنع من طراز إم-60 وأخرى ألمانية الصنع من طراز ليوبارد تو.ايه.فور.إس.

وقال أوزغول إن مصر في المقابل تمتلك أكثر من ألف دبابة قتالية من طراز إم.وان.ايه.وان الأميركية الصنع، إلى جانب دبابات روسية الصنع من طراز تي-90.إم.إس، وإن الطرازين "أحدث كثيراً من أسطول الدبّابات التركية". وتمتلك مصر طائرات الأباتشي الأميركية الصنع، بينما لدى تركيا طائرات هليكوبتر هجومية أميركية الصنع من طراز سوبر كوبرا الأقل تقدماً، وإن كانت مُحَدّثة.

وخلال السنوات القليلة الأخيرة، دعّمت مصر قوتها الجوية تدعيماً جوهرياً من خلال شراء طائرات الرافال المتقدمة والمتعددة المهام من فرنسا وطائرات ميغ-29 فولكروم المقاتلة من روسيا.

وقال أوزغول إن مصر تتمتع أيضاً "بميزة جيوسياسية كبيرة" مقارنة مع تركيا في البحر المتوسط. فالقوات الجوية التركية مقيّدة بشكل كبير وغير قادرة على إرسال دوريات جوية قتالية فوق الجزء الأكبر من هذا البحر، لا سيما فوق المياه الليبية، بالنظر إلى قدرتها المحدودة على تزويد الطائرات بالوقود في الجو.

وفيما يتعلق بقدرة تركيا على تحقيق التفوق الجوي خارج حدودها، فإنها تواجه أيضاً معوّقات كبيرة. فقد كان شراؤها صواريخ الدفاع الجوي الروسية طراز إس-400 سبباً دفَع الولايات المتحدة إلى تعليق بيع الطائرات المقاتلة المتقدمة من طراز إف-35 لأنقرة. يعني هذا أنها قد لا يكون لديها أي طائرات مقاتلة تستطيع أن تستخدمها مع تي.سي.جي أناضولو، التي لا تناسبها سوى الطائرات القادرة على الإقلاع العمودي.

في الوقت ذاته، يقول محللون إن صوارخ إس-400 التي اشترتها تركيا من المرجّح أن تُستخدم فقط للدفاع عن أنقرة.

وقال أوزغول "ليست هناك فرصة لأن تُقْدِم تركيا على نشر صواريخ إس-400 على ساحل شرقي المتوسط بسبب الاحتجاجات الشديدة من جانب حلف شمال الأطلسي،" مضيفاً أن بطاريات أنقرة الأربع ليست عدداً يُذكر إذا كان الأمر يتعلق بالدفاع عن المجال الجوي التركي بالكامل.

على الجانب الآخر، لدى مصر عدد أكبر بكثير من الصواريخ الدفاعية، أبرزها صواريخ إس-300 الروسية الصنع وصواريخ باتريوت الأميركية الصُنع.

في الوقت ذاته، فإن إنتاج أنظمة صاروخية محلية في تركيا أمر يحتاج إلى وقت وتكنولوجيا والكثير من المال، وفقاً لما يراه أوزغول. وقال إن "شبكة الدفاع الجوي المصرية هي من ثم أكثر قدرة بفارق كبير من شبكة الدفاع الجوي التركية".

تركيا تواجه نقص في الطيّارين

غالبية الطائرات التركية من طراز إف-16 ليست محدّثة. ويقول بعض المحللين إن تركيا لديها أيضاً نقص في الطيّارين القادرين على الطيران بجميع هذه الطائرات نتيجة لعمليات التطهير الكبيرة التي لحقت بصفوف الجيش في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016. أيضاً، من غير المرجح أن يرى مشروع طائرة الجيل الخامس المقاتلة (تي.إف-إكس) النور في المستقبل المنظور.

قدرات الجيش المصري تتفوق على نظيره التركي

في شهر فبراير الماضي، نشر موقع "غلوبال فاير باور"، المختص بتصنيفات الجيوش عالمياً، آخر إصداراته لتصنيف دول العالم من حيث القوة العسكرية، وكان لافتا صعود مصر إلى قائمة الدول الـ10 الأولى بينما تراجعت تركيا إلى المركز الـ11.

وكانت مصر البلد العربي الوحيد الذي جاء ضمن أقوى 10 جيوش في العالم، لترتقي في التصنيف من المركز الـ12 العام الماضي، أما تركيا فتراجعت بعد أن كانت متقدمة في التصنيف على مصر على مدار سنوات.

كما تصدر الجيش المصري قائمة الجيوش في المنطقة، متفوقاً على جيوش دول إقليمية مثل تركيا وإيران.

وهذه أبرز الأرقام التي جاءت عند عقد مقارنة عسكرية بين القوتين:

لدى مصر 440 ألف جندي في الخدمة، بينما لدى تركيا 355 ألفا، وتتألف قوات الاحتياط المصرية من نحو 480 ألف عسكري، مقارنة بنحو 380 ألفا لدى تركيا.

ميزانية تركيا العسكرية أعلى من مصر وتشير أرقام "غلوبال فاير باور" إلى أنها خصصت 19 مليار دولار للإنفاق العسكري في آخر ميزانية لها مقابل 11 مليار دولار خصصتها مصر.

 

 

تعليقات القراء