وكيل الأزهر عن تحويل أردوغان ’أيا صوفيا‘‘ لمسجد: يتنافى مع تعاليم الإسلام

كتب: ضياء السقا

أكد عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، اليوم الجمعة، أن تحويل مبنى آيا صوفيا لمسجد لا يتفق مع الإسلام، ويتنافى مع تعاليمه السمحة التي تحترم دور العبادة لكل الديانات.

وقال شومان، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، "الإسلام يحترم دور العبادة لمختلف الديانات ولا يجوز تحويل الكنيسة لمسجد، مثلما لا يجوز تحويل المسجد لكنيسة، هذا المبدأ مرفوض في الفكر الأزهري، ويجب احترام دور العبادة لكل أتباع الديانات".

وأكد شومان "ما يخص الإسلام فهو إسلامي وما يخص المسيحية فهو مسيحي وما يخص اليهودية فهو يهودي، هذا التصرف مستفز وتصرف غير متفق مع تعاليم الإسلام التي عرفناها وطبقها سلفنا الصالح والذي عرف عنهم حرصهم على مقدسات الآخرين ورعايتها وعدم المساس بها".

ورفض شومان أي مبرر لتحويل آيا صوفيا إلى مسجد موضحا "أيا كان الهدف من هذا العمل فهو مرفوض لذاته، سواء كان يسعى لتحقيق مكاسب سياسية أو كان تصرف حسن النية، هو خطأ في ذاته، لا المقاصد السياسية ولا النوايا الطيبة تبرر الفعل الخطأ، لأن الخطأ مرفوض في ذاته، والإسلام لا ينقصه أن يضاف إليه أو يشرع له ما ليس فيه، اصطناع أهداف وأغراض والزعم أنها لمصلحة الإسلام تشويه لتعاليم الإسلام السمحة".

وأضاف شومان "لم يحدث في الإسلام تحويل كنائس لمساجد عن طريق الاعتداء، ربما حدث العكس أن يتم اعتداء على المسلمين ودور عبادتهم، وهو خطأ من قام به، مبدأ تحويل كنيسة لمسجد مرفوض، مثل عكسه تماما، تحويل مسجد لكنيسة. قد يوجد استثناء، فمثلا لو بلد مسيحي أسلم أهله، فقاموا هم بتحويل كنائسهم إلى مساجد ليصلوا فيها هم لم يضروا أحد، كذلك لو بلد إسلامي لم يصبح فيه مسلمين وأصبح أهله من ديانة أخرى يمكن أن يحولوا المساجد لدور عبادة لديانتهم".

وأثار قرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتحويل مبنى ”آيا صوفيا“ التاريخي إلى مسجد من جديد، غضب القوى الغربية وروسيا، حيث اتهموه بمحاولة التخلص من الإرث العلماني للبلاد، الذي وضع أسسه كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة.

ووقع الرئيس التركي، اليوم الجمعة على مرسوم يقضي بتحويل ”آيا صوفيا“ إلى مسجد من جديد، وذلك بعد قرار قضائي يسمح بذلك.

ونشر أردوغان على حسابه الرسمي في "تويتر" صورة للمرسوم الرئاسي الذي يقضي بتحويل إدارة شؤون المعلم التاريخي الواقع في مدينة اسطنبول إلى رئاسة الشؤون الدينية التركية.

وجاء ذلك عقب إصدار المحكمة الإدارية العليا التركية اليوم حكما تاريخيا بإلغاء قرار الحكومة عام 1934 الذي حول معلم آيا صوفيا التاريخي إلى متحف.

وآيا صوفيا مبنى يعود للقرن السادس الميلادي كان له شأن كبير في الإمبراطوريتين البيزنطية المسيحية، والعثمانية الإسلامية، حيث يعود تاريخ إنشائه عام 537 ككنيسة، وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية عام 1453 تم تحويله إلى مسجد، وفي عام 1935 أصبح متحفا.

ووافق مجلس الدولة التركي على طلبات قدمتها منظمات عدة بإبطال قرار حكومي يعود للعام 1934 يعطي الموقع وضع متحف، وفق ما أوردت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

تعليقات القراء