«نيويورك تايمز»: أردوغان يقود نظاماً تعسفياً أدى إلى تآكل المجتمع التركي

الموحز  

وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه رجل "يقود نظاماً تعسفياً قسّم البلاد وزج بآلاف المعارضين في السجون وقام بحملة بربرية على معارضيه بعد الانقلاب المزعوم عام 2016 مستخدماً القضاء كأداة سياسية".

كما وصفت الصحيفة المجتمع المدني في تركيا بأنه "يتآكل بسبب أردوغان". 

وقالت الصحيفة، في تقرير لها اليوم السبت، إن محكمة تركية أدانت أمس الجمعة 4 نشطاء حقوقيين بتهم الإرهاب، بمن فيهم اثنان من قادة منظمة العفو الدولية السابقين، واصفة هذه الإدانة بأنها جزء من حملة أوسع نطاقاً على أصوات المعارضة في البلاد.

وأدانت المحكمة أحد المتهمين، ويدعى تانر كيليتش، والذي كان يقود منظمة العفو الدولية في تركيا، بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، حيث حكم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات و3 أشهر.

وأدانت المحكمة الثلاثة الآخرون، وهم أوزليم دالكيران، وإديل إيسر وجونال كورسون، بتهمة "مساعدة منظمة إرهابية"، إذ حُكم على كل منهم بالسجن لسنوات.

وقالت الصحيفة إن قضايا النشطاء الأربعة هي الأحدث في حملة واسعة النطاق ضد المعارضة في تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في عام 2016.

وأشارت إلى أن حملة أردوغان ضد المعارضة شهدت محاكمة المئات وتعميق الانقسامات السياسية داخل البلاد.

ونقلت الصحيفة عن معارضون قولهم إن "المحاكمات هي جزء من نظام تعسفي في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان استهدف المدافعين عن حقوق الإنسان باتهامات لا أساس لها واستخدم النظام القضائي لإغلاق نشاط المجتمع المدني".

وكان الادعاء التركي قد أكد أن من يحاكمون على علاقة برجل الدين "فتح الله جولن"، والمتهم بتنظيم مؤامرة للإطاحة بالحكومة التركية من قاعدته في بنسلفانيا.

ونفى جولن تورطه في عملية الانقلاب العسكري الفاشلة، متهماً أردوغان بتدبير ذلك كذريعة للاستيلاء على المزيد من السلطة.

ووصف أندرو جاردنر، الباحث في منظمة العفو الدولية في تركيا، الإدانات بأنها "مهزلة للعدالة ذات أبعاد مذهلة"، مضيفاً أن هذا الحكم "يشكل ضربة ساحقة ليس فقط لتانر وأوزليم وإديل وجونال وعائلاتهم، بل لكل من يؤمن بالعدالة، والنشاط في مجال حقوق الإنسان في تركيا وخارجها".

ونقلت الصحيفة عن خبراء في حقوق الإنسان قولهم إن هذه الإدانات تشير إلى تآكل المجتمع المدني في تركيا.

وقالت ماري لولور، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان، في بيان لها، إن الأدلة التي قدمت لدعم الاتهامات "لم تظهر بعد بوضوح كيف بلغت أنشطتهم الإرهاب".

تعليقات القراء